طبعا مؤامرة ..بقلم : يعقوب مراد

[ابن السريان]

طبعا مؤامرة ..بقلم : يعقوب مراد
رغم ان كل مانراه ونلمسه يوميا يثبت نظرية المؤامرة ويدعمها الا ان هناك من لايصدق ذلك ويصر بأن مايحدث في العالم العربي انما هو انتفاضة ثورات شباب تطالب بالحرية والديمقراطية ..ولو اننا تركنا كل التحليلات السياسيةجانبا ., وألقينا نظرة خاطفة لكل ماحدث هذا الأسبوع لوجدنا أن نظرية المؤامرة حقيقة ثابتة لامجال لانكارها .
وأريد من المشككيين والرافضين لنظرية المؤامرة أن يرافقوني في جولة صغيرة نعود بها الى القاهرة قبل عامين وبالتحديد في الرابع من حزيران يوم وقف الرئيس الامريكي يلقي خطابه الشهير والمتضمن عدة بنود ولكن اريد ان اتوقف عن قوله بان أمريكا عازمة على تشجيع الديمقراطية في العالم العربي وأن ذلك لن يتم من خلال خطاب أو في ليلة وضحاها ولكن قد يستغرق وقتا ولكن الديمقراطية قادمة وسنشجعها .. وماجرى يومها ان اغلب المحللين السياسين قد تجاهلوا هذه النقطة وركزوا على كلامة حول اقامة الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية والمفاعل النووي الايراني والاسلام وحقوق المراة والقاعدة وأحداث نيويورك وغيرها مما جاء في الخطاب والذي استغرق حوالي 50 دقيقة وانتهى بمصافحة حارة بينه وبين الرئيس المصري حسني امبارك الذي لم يعرف هو الاخر ماالذي ينتظره ..
واليوم في خطابه الذي ألقاه في مقر الخارجية الامريكية حول السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا قال : شهدنا تغيرا كاسحا في الشرق الاوسط خلال الاشهر الستة الماضية , فقد تنحى رئيسان وهناك مطالب بالتغيير والاصلاح في عدة دول عربية ..
وثمة سؤال : هل كلامه اليوم هو جواب لما قاله قبل عامين ..؟ أو بصورة أدق ان ماقاله قبل عامين كان يلمح بطريقة غير مباشرة لسيناريو سوف ينفذ لاحقا وقد تم فعلا وهاهو يبدوا سعيدا بما انجزته الادارة الامريكية .
ولو عدنا قليلا لوجدنا ان قائد الجيش التونسي الذي خيرالرئيس زين العابدين مابين الاعتقال او الرحيل كان على اتصال مباشر بامريكا..واتضح فيما بعد بان بوعزيزي الذي كتب رسالة مأسوية يودع فيها أمه وحرق نفسه لم يكن هو الذي كتب الرسالة وانما شخص اخر يحمل نفس الاسم وشاهدناه هذا الاسبوع يروي ويعترف بذلك من خلال قناة العربية.. وان قائد الجيش المصري كان في واشنطن عندما بدأت ثورة مصر التي اشعل فتيلها وائل غنيم المدير الاقليمي لغوغول في الشرق الاوسط والذي تزامن وصوله لمصر قادما من دبي في نفس اليوم الذي عاد به قائد الجيش المصري من
امريكا والذي كان له أيضا الفضل في الحسم النهائي باقالة الرئيس حسني مبارك وليس استقالته كما عرفنا .. ولعل المكافئة التي اغدقها الرئيس الامريكي بمليارين دولارلكل من تونس ومصر ماهي الا رشوة للسيطرة على زمان الامور وتقديم الطاعة والولاءلمن كان له الفضل ..
اما سيناريو ليبيا فهو متقف عليه كما اجمع أغلب المحليين السياسين في أوربا بأن ماجرى هو متعمد من أجل اعادة اعمار ليبيا وخلق ملايين فرص العمل بعد السيطرة الكاملة على الأموال الليبية والنفط والغاز والأموال المودعة والاف الشركات الموزعة في افريقيا وأوربا ..
أما اليمن فقد أوكل أمر التصرف به لدول الخليج لاحكام السيطرة على منفذ البحر الاحمر بعدما تم تأمين المنفذ الاخر لبحر الاحمر مع البحر الابيض المتوسط ..وهذا يفسر صمت اوربا وامريكا رغم الغليان الذي يشهده اليمن مقارنة بسوريا.
اما سوريا ..فان اعترافات عبد الحليم خدام بتلقي أموال ودعم أمريكي واسرائيلي من اجل اسقاط الرئيس بشار مقابل الاعتراف بالكيان الصهيوني ورفع العلم الاسرئيلي فوق سفارة صهيونية في قلب دمشق .. لهو دليل اكيد من عشرات الادلة مما سمعناه من اعلامي الجزيرة والعربية والمشرق الذين استقالوا وفضحوا انحياز وتلفيق هذه المحطات لأخبار وأشرطة فيديو وأختراع جديد أسمه شاهد عيان لهو دليل ايضا لحشد الطاقات الاعلامية لخدمة مؤامرة وضعوا أسس ضرب الوحدة الوطنية باشعال حرب طائفية مدمرة من أجل تقسيم سوريا والسيطرة عليها .. / ومزيدا من الامثلة سأخصص لها مقالة كاملة في الاسبوع القادم ./.
وهناك عشرات بل مئات الوثائق والأدلة والاعترافات للذين غرر بهم وغيرهم .,كل هذا الا يؤكد باننا نتعرض لمؤامرة خبيثة لم يتضح سوى جزء بسيط من معالمها .. وانه يجب ان نقرأ خطاب اوباما الجديد مرة ثانية وثالثة وعاشرة لنرى ان كان يقصد شيئا اخر هذه المرة ولم ننتبه اليه جيدا ويبقى سؤال اخير : ذات يوم حين تتضح المؤامرة بكل أبعادها القذرة .. هل سيندم الذين شاركوا بطريقة مباشرة أوغير مباشرة بخراب الوطن لانهم لم يصدقوا نظرية المؤامرة ..؟وانه كان يجب أن نقاومها بكل مانستطيع لحماية وحدة هذا الوطن ومن ثم نجلس ونتحاور ونتنقاش بكل مانرغب من أمنيات نتمناها لنا ولوطننا وخاصة ان السيد الرئيس ابدى استعدادا وتجاوبا كبيرا ادهش وزيرة خارجية أمريكيا التي اعترفت بان ماوافق عليه الرئيس بشاراكثر بكثير مما كان متوقعا واكثر من اي رئيس اخر..
هل فات الاوان للعودة انا شخصيا اصبح لدي ثقة مطلقة من خلال مااراه بالصحف الاوربية بأن مايجري هو مؤامرة .
ولكن هل فات الاوان للاعتراف بانها مؤامرة ..؟ والعودة الى ضميرنا للحفاظ على كرامتنا .
أنا أرى أنه لم يفت الآوان بعد., والدليل الالاف الذين سلموا انفسهم مستفيدين من قرار العفو ..
اذن تعالوا نشبك أيدينا مع بعض بقلب واحد وهدف واحد وايمان واحد بوطننا لنضع البوصلة في الاتجاه الصحيح مستفيدين من كل الامتيازات التي حققها وباركها الرئيس لننعم بوطن كان
ومايزال يضرب به المثل بالعيش المشترك والاستقرار والامان . يعقوب مراد