يوميات عاشق الياسمين //..بقلم:يعقوب مراد

المشرفون: ابو كابي م،مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

يوميات عاشق الياسمين //..بقلم:يعقوب مراد

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

يوميات عاشق الياسمين

//.. وحدَهم الذين يعزِفون الحب بصدقٍ , يبسط لهم البحر الكبير دروباً لأشرعتِهم المُفعمة محبّة , ويفتح لهم موانئ الطمأنينة ..// يعقوب مراد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين

حبيبتي ,,, عندما أكون وحيداً , أًجِرُّ عربة الوقت حاملاً قلقي المشلول إليك , ألتقط تفاصيل وجْهَكِ المتكِئة بعبَقها الياسميني إلى وجهي , وبعناء أرحل إليكِ أيّتُها اللاهثة وراء إغفاءتي القصيرة , والغارقة عنوة في ضمير مخدتي ..

الذاكرة وحدها رفيقة دائمة , ولا عمل لها سوى التذكار , ! أتذكّر لئِلّا أنسى , ! أتّذًكّر لأنّني أُفكر بكِ ليلَ نهار يا من تعيشين بعيدة خارج زمني , أو في استراحة محفوفة بالتعب الربيعي الذي هو بلون عينيك المشاكستين , الناظرة إليَّ برجفة الغافي فوق حليب الثلج , و أنا أُغنّي

ليالي الشمال الحزينة ,,, ضلّي اذكريني اذكريني ... ..

بسأل علي حبيبي ,,, ليالي الشمال الحزينة

الثلاثاء

حبيبتي ,,, في ذلك الوقت , وفي هذه اللحظة قاسم مشترك , لحظة وداع تجَاوزت عينَاكِ كلّ كتاباتي العتيقة , كجسر عسلي ظلّت نظراتك إليّ بين الأقدام والمسافات التي تفصل ما بيني وبينك فهوى الزمن قتيلاً وبقيت آثار سقوطِه منصوبة في المناسبات التي كان يُفترض أن أكون فيها معك ولم أفعل , والنوم يهرب و أنا أُغنّي

أنا حبّيتك تنسيت ,,, النوم ويا خوفي تنساني

حابسني برّات النوم ,,, وتاركني سهراني ,,, أنا حبيتك

الأربعاء

حبيبتي ,,, لأنّك إمراة لكلّ الفصول , تستفّزين في سكوتي المُفعم حسرة , وسكوني الملثّم على اغتراب متواصل , وبهذيان أنتظرُكِ , وبعاصفةٍ أشبه ببرودةِ الوقت , وأصمتُ ولا أعرف ماذا أقول ؟؟؟!!! أو ماذا أكتبُ !!!؟؟؟ أعرِفُ أنّني أنتظرُ عِناقك في كلِّ الأمكنة ,,, وفي كلِّ الأزمنة

وجميعُ النساء الآتيات من بعيد ,,, من أوّل الشوارع ,,, من أوّل المسافات ,,, من أوّل اللفتات ,,, أظِنّهم أنتِ ,,, وحين أقترب ولا أراكِ أسيرُ وحيداً ولا أصلُ أبداً..وأغنّي

بكتب اسمك ياحبيبي ع الحور العتيق

بتكتب اسمي يا حبيبي على رمل الطريق

الخميس

حبيبتي ,,, كلما انتفض اسمِك فوق شفتي ثائراً على أسماء الأُخريات أغوص في غربتي عنك ,,, وفي غربتك عني,,, وأنكأ جرح المسافة فتستيقظين من جديد ., ويبدأ عذابي من جديد ,,, وأُغنّي

سألتك حبيبي لوين رايحين

خلينا خلينا وتسبقنا السنين

إذا كنا ع طول ,,, تلاقينا ع طول ليش .......

الجمعة

حبيبتي ,,, اليوم الجمعة وفيك أصبح لك أسماء مختلفة وفي كلّ المناسبات أتوقّع وصول رسالة منك لأطمئّن . غيابك علّمني قراءة معالم الوجوه , أشعرُ بالوحدة عندما أكون من دونِك , يُغرق كلّ شيء من حولي في عتمةِ الضجرِ وعقم الكلام ,,, وجُرحك سبب شرود طريقي إليك ,,, أحلمُ أنّني أُهرولُ كصبي صغير هارب من مدرستِه لأُحدّثكِ عن أشيائي التي تُحِبينها ولا أستفيقُ إلّا على لعنةِ المسافات ,,, تمرُّ الأيّام مكتوفة الأيدي ,,, مفكوكة المفاصل وأظلّ وحيداً إلّا من ابتسامتِك الحائرة ,,, والمُمتدّة مثل قوس قزح فوق تخومِ ثغرَكِ ,,, وأغنّي

شايف البحر شوكبير ..كبر البحر بحبك

شايف السما شو بعيدة ..بعد السما بحبك

السبت

حبيبتي ,,, ما أصعب الكتابة عن الأشياء الحميمة , عن عينيِك التائهتين في صقيعٍ وحدتي والمتسكعتين في شوارع شوقي إليكِ , مللتُ من محاولة نقل دفء اشتياقي إلى الورقة الباردة كأعصاب الرّيح المشدودة إلى أوتار زجاج نافذتي المكسورة ,, تمرّد جوع القلم على تُخمةِ الأوراق المكدّسة قربَ السرير وفي كل الأرجاء , صوت فيروز وحدَه يبقى يَسكُنني هذه الليلة ووحدَه يثبُ بي إليك ِ

ماذا أكتبُ عنكِ ولَكِ ؟؟؟ وأنتِ سرُّ كل الكلام , وسرُّ كلّ الحِكايات ,,, أحفُرُ أصابعي فوق البياض فتغدو مصبوغة بلون وجنتيِكِ ,,, وأغفو مع بزوغِ الفجر وأنا أُغنّي

أحب دمشق هوايا الارقا ..جوار بلادي ثرى من صبا

وداد رعته العيون جميلة ..وقامة كحيلة ..أحب احب دمشق

الأحد

حبيبتي ,,, أمْسَكتُ قلَمي بعد رقاد, غسلتُ عن جسدِه غبار الصّمت سحبتُ من ذاكرتي تقاطيع وجهك وابتسامتك وجرحك الذي ينزف وكتبت ,,,كتبت للطفولة والشمس والحب والوطن المجروح ,,, وكنتُ يا حياتي وحيداً ومُغلّفاً بالشوقِ وكانت الكلمات تطير في فضاء لا حدود لها ,,, لم يكن للأرض جهات أربعة بل جهة واحدة هي أنت يا شــــــــــــــــام , ولهذا لم تكن الكلمات بحاجة إلى بوصلة ولا خرائط ولا نشرات أرصاد جوية ,,, كان دليلها الحب والنقاء ونجمها الشوق والصدق ,,, تأمّلتُ ما كتبتَه بعينين دامعتين ..

وأنا أقول من يمنع دمعة عاشق في لحظة صدق ,

ولم أستطيع أن أُغنّي اليوم يا وطني

بحبــــــــــــــــــــــــــــــك

التوقيع

عاشق الياسمين

يعقوب مراد 28.11.2011
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”مقالات مختارة“