16 أيلول , 2010
دمشق-سانا-نسور السريان
اطلع السيد الرئيس بشار الأسد من جورج ميتشل المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط خلال استقباله له بعد ظهر اليوم على جهود إدارة الرئيس باراك أوباما المتعلقة بعملية السلام في المنطقة وآخر التطورات على صعيد المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وجدد ميتشل التزام الإدارة الأمريكية بالعمل على إحلال السلام الشامل في الشرق الأوسط مؤكدا أهمية تحقيق تقدم على المسار السوري بما يسهم في دعم المسارات الأخرى.
الرئيس الأسد: السلام لا يمكن أن يكون راسخاً ودائماً ما لم يكن عادلاً يعيد الحقوق كاملة إلى أصحابها
بدوره جدد الرئيس الأسد تمسك سورية بخيار السلام كونه السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار الشرق الأوسط مشددا على أن السلام لا يمكن أن يكون راسخاً ودائماً ما لم يكن عادلاً يعيد الحقوق كاملة إلى أصحابها على أساس قرارات الشرعية الدولية.
واعتبر الرئيس الأسد أن استئناف مفاوضات السلام يتطلب وضع أسس واضحة وضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه مؤكداً أن ما تطالب به سورية من أجل تحقيق السلام ليس تنازلات تقدمها إسرائيل بل أرض مغتصبة يجب أن تعود بالكامل لأصحابها الشرعيين.
كما جرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين سورية والولايات المتحدة وأهمية استمرار الحوار الجاد والبناء من أجل تطوير هذه العلاقات بما يعود بالمنفعة على البلدين والشعبين ويخدم أمن واستقرار المنطقة.
حضر اللقاء وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والوفد المرافق لميتشل.
ميتشل: هدفنا يتمثل بتحقيق علاقة أفضل بين سورية والولايات المتحدة والعمل من أجل السلام
وفي تصريح للإعلاميين عقب اللقاء قال ميتشل: أنهيت للتو محادثات مفيدة مع الرئيس الأسد ووزير الخارجية المعلم اطلعتهم خلالها على آخر التطورات الخاصة بجهودنا لضمان تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط فهذا على قائمة أهداف السياسة الخارجية للرئيس أوباما والتي كان قد وضعها نصب عينيه كهدف للولايات المتحدة وله شخصيا كرئيس مباشرة بعد أدائه القسم وكما قال الرئيس أوباما: السلام الشامل في هذه المنطقة يشمل التوصل لاتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وبين إسرائيل وسورية وبين اسرائيل ولبنان والتطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل وجيرانها.
وأضاف ميتشل: قلت للرئيس الأسد ولوزير الخارجية في اجتماعنا اليوم أن لدينا كل الأمل في أن نحول السلام من الأمل إلى الواقع ونحن مدركون للتحديات والصعوبات ومع ذلك فلا خيار أمامنا جميعا سوى الالتزام بالعمل المشترك للوصول إلى مستقبل أكثر سلاما لكل شعوب المنطقة لأن البديل لذلك سيكون أسوأ بكثير بالنسبة لكل المعنيين.
وقال المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط: تركزت جهودنا إلى الآن على الوضع الفلسطيني-الاسرائيلي وقد تبادلت مع الرئيس الأسد ووزير الخارجية المعلم تقييماً صريحاً للمحادثات المباشرة التي أطلقناها مؤخرا.. واليوم وصلت من رام الله بعد أن كنت قد التقيت ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالرئيس محمود عباس هذا الصباح ومساء الأمس كنا قد التقينا بالرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس من أجل مباحثات موسعة ومفصلة وجادة حول أهم قضايا الصراع.
وأضاف ميتشل: صحيح أن هناك خلافات عميقة بين الطرفين لكني أقدر لكل منهما الجدية وإخلاص النوايا معتبرا أن هناك بعض العازمين على زعزعة هذه العملية لكننا بالمقابل عازمون على اتمامها حتى النهاية.
وقال المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط: أكدت لكل من الرئيس الأسد ووزير الخارجية المعلم أن جهودنا لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا تتعارض او تتناقض باي شكل من الأشكال مع هدفنا بتحقيق سلام شامل بما في ذلك السلام بين إسرائيل وسورية .
وتابع ميتشل نحن نؤمن بقوة أن المفاوضات المستندة إلى أساس من النوايا الحسنة بين الفلسطينيين والاسرائيليين يمكن بل ويجب ان تدعم البنية الكاملة للسلام الشامل وانه في ظل غياب هذا الاساس والذي يجري وضعه بينما نتحدث في هذه اللحظة فان أي شيء نحاول ان نبنيه مع الآخرين في المنطقة لن يكتب له النجاح.
وعبر ميتشل عن تطلعه لمتابعة هذه المباحثات وهذا الحوار مع الرئيس الأسد ووزير الخارجية المعلم في المستقبل القريب وقال: في نهاية المطاف هدفنا يتمثل بتحقيق علاقة أفضل بين حكومتينا وبين الولايات المتحدة وسورية تعكس الدفء والصداقة والود والاحترام المتبادل بين شعبينا والعمل من أجل السلام العادل والشامل وتحقيقه سيساعدنا على تحقيق ذلك الهدف.
يذكر أن هذه الزيارة هي الرابعة لميتشل الى سورية منذ تعيينه مبعوثا لعملية السلام في الشرق الأوسط عام 2009 حيث كانت آخر زيارة له الى دمشق في كانون الثاني الماضي تم خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق عملية السلام في المنطقة.
