إن من يتابع بطولات الدوري في أوروبا سيفاجأ حتماً بعدد الأسماء العاجية اللامعة فيها، فمنتخب ساحل العاج ليس فريقاً من المحترفين في أوروبا فحسب بل لا نبالغ إذا قلنا: إنه فريق يضم نخبة من أفضل نجوم الكرة العالمية المتألقين مع أبرز وأهم النوادي الأوروبية من أمثال:دروغبا وكيتا وتوريه وكالو وغيرهم.
منتخب ساحل العاج في مشاركته المونديالية الثانية يسعى لتحقيق نتائج أفضل من تلك التي حققها قبل أربع سنوات في ألمانيا عندما خرج من الدور الأول بعد خسارتين صعبتين وبفارق هدف واحد أمام العملاقين الأرجنتين وهولندا وفوز مستحق على صربيا في المباراة الأخيرة وهو يعتمد في ذلك على خبرة مدربه السويدي الشهير زفين غوران إريكسون المدرب السابق للمنتخب الإنكليزي الذي تولى قيادة منتخب الأفيال قبل أشهر فقط، إثر الخروج المخيّب من كأس أمم إفريقيا الأخيرة في أنغولا، ويمتلك إريكسون خبرة كبيرة في كأس العالم وما عليه سوى استخدام هذه الخبرة لإيجاد التوليفة المناسبة لهؤلاء النجوم وحل المشاكل الدفاعية الواضحة في الفريق ليكون واحداً من الفرق التي يحسب لها ألف حساب في المونديال.
منتخب ساحل العاج ورغم الترشيحات التي سبقته إلى كأس إفريقيا في أنغولا خرج صفر اليدين بعد هزيمته في الدور الثاني أمام محاربي الصحراء الجزائريين في مباراة ظهر فيها لاعبوه أشباحاً لأولئك الذين يصولون ويجولون في الدوريات الأوروبية الكبرى وشكّل ذلك السقوط المريع صدمةً للجماهير العاجية التي لن تتسامح أبداً مع دروغبا ورفاقه في حال ظهورهم دون المستوى المأمول في المونديال المقبل، ومن حق الجمهور العاجي أن يطمح إلى ما هو أكثر من مجرد الظهور المشرّف مع تواجد هذه الكوكبة من النجوم أمثال:ديديه دروغبا هداف تشيلسي متصدر الدوري الإنكليزي والذي يعتبر واحداً من أفضل مهاجمي العالم حالياً والشاب جيرفينهو هداف ليل الفرنسي وعبد القادر كيتا مهاجم غلطة سراي التركي وأرونا دينداني مهاجم بورتسموث الإنكليزي والجناح الفنان بكاري كونيه لاعب مرسيليا بطل فرنسا والمتألق سالومون كالو جناح تشيلسي وعملاقي خط الوسط يحيى توريه لاعب برشلونة وديديه زوكورا لاعب إشبيلية إلى جانب خط دفاع قوي جداً كعناصر وضعيف بشكل غريب كمجموعة يضم لاعبين من أمثال:صخرة مانشستر سيتي حبيب كولوتوريه وظهير أرسنال المتألق إيمانويل إيبويه وآخرين.
وجاء تأهل منتخب الأفيال إلى النهائيات سهلاً ومريحاً بعد أن اكتسح منتخبات مجموعته في التصفيات النهائية وفاز بجميع مبارياته باستثناء مباراة واحدة في مالاوي انتهت بالتعادل الإيجابي.
وسجل هجوم ساحل العاج في مباريات المجموعة(19) هدفاً، ما يشير إلى القوة الهجومية المرعبة في الفريق ولكن المشكلة الرئيسية تكمن في وجود شوارع مفتوحة في الدفاع العاجي قد تكلف الأفيال كثيراً في المونديال، وكما ذكرنا سابقاً ليس العيب في عناصر خط الدفاع الذي يضم نجوماً من الطراز الرفيع مثل:كولوتوريه وإيبويه وآرثربوكا ولكن الانسجام المفقود بين هذه العناصر يشكل عقبة حقيقية أمام العاجيين ، وبناءً على ذلك يمكن القول إن قرار تعيين إريكسون على رأس الجهاز الفني للفريق كان قراراً صائباً إلى حد كبير فهو يشتهر بتكتيكه الدفاعي العالي ولم يسبق لأي نادٍ أو منتخب درّبه إريكسون أن عانى من مشاكل دفاعية ولكن العقبة الأخرى التي تقف في وجه الطموحات العاجية والتي لا يستطيع إريكسون فعل شيء حيالها هي حراسة المرمى حيث يعتبر حارس المرمى بو بكر باري نقطة الضعف الأولى في الفريق ومصدر قلق كبير للجماهير العاجية التي تدرك تماماً صعوبة المهمة خاصةً مع وقوع المنتخب العاجي في مجموعة تضم قوتين هجوميتين هائلتين هما البرازيل والبرتغال ويبقى منتخب كوريا الشمالية أضعف منتخبات المجموعة من الناحية النظرية.
وإذا افترضنا جدلاً أن إحدى بطاقتي المجموعة محسومة بنسبة كبيرة للمنتخب البرازيلي تبقى البطاقة الثانية ممكنة للعاجيين في حال تمكنوا من تحقيق نتيجة إيجابية في مباراتهم الأولى أمام البرتغال وهي مهمة صعبة وليست مستحيلة على دروغبا و رفاقه.
جدول مباريات الفريق
ساحل العاج * البرتغال 5.00 مساءً الثلاثاء6/15
ساحل العاج * البرازيل 9.30 مساءً الأحد 6/20
ساحل العاج * كوريا الشمالية 5.00 مساءً الجمعة 6/25