الحلقـــــــــة 6
تساءل بعض القراء عن الألقاب التي نطلقها على المنتخبات في مادتنا اليومية(فرسان المونديال) ونؤكد للجميع أن هذه الألقاب ليست من اختراعنا بل هي ألقاب شهيرة ومتداولة في الأوساط الكروية في مختلف القارات وخاصة في إفريقيا حيث يرتبط لقب الفريق أحياناً بثقافة البلد أو تاريخه مثل:فراعنة إفريقيا(مصر) ونسور قرطاج(تونس) أو بجغرافيته مثل:أسود الأطلسي(المغرب) أو ببيئته مثل:محاربي الصحراء(الجزائر) ولكن معظم ألقاب منتخبات القارة السمراء جاءت من الغابة الإفريقية وحيواناتها القوية كأفيال ساحل العاج وأسود الكاميرون وأيضاً:نسور نيجيريا الذين سنتحدث عنهم اليوم.
بعد غياب مفاجئ عن مونديال ألمانيا تعود نيجيريا إلى كأس العالم بتأهلها في الرمق الأخير من التصفيات على حساب المنتخب التونسي الشقيق ولم يكن هذا التأهل منتظراً إذ ظلّ الفريق النيجيري متأخراً عن تونس المتصدرة حتى الجولة الأخيرة من التصفيات عندما حدثت المفاجأة بهدية موزامبيقية ثمينة تمثلت بالفوز على الفريق الشقيق وإبعاده عن الصدارة فلم يفوّت النيجيريون الفرصة وفازوا على كينيا وتأهلوا إلى المونديال للمرة الرابعة في تاريخهم.
وتراوحت مشاركات نيجيريا الثلاث السابقة بين نجاح باهر وعروض قوية ووصول للدور الثاني في مونديالي الولايات المتحدة(94) وفرنسا(98) وفشل وخروج من الدور الأول في مونديال كوريا واليابان(2002).
وقد حقق النسور الخضر بعض النتائج الملفتة أبرزها الفوز على الماتادور الإسباني وإخراجه من الدور الأول في(98) كما كادوا قبل ذلك يصلون إلى ربع النهائي في(94) لولا تألق الساحر الإيطالي روبرتو باجيو الذي أنقذ الآزوري من مخالب النسور بتسجيله هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي قبل أن يسجل مجدداً في الأشواط الإضافية هدف الفوز الإيطالي من ركلة جزاء ليخرج النيجيريون برؤوس مرفوعة.
وضمّ الفريق النيجيري في حقبة التسعينيات جيلاً رائعاً من اللاعبين أمثال:رشيدي يكيني ودانييل أموكاشي وجورج فينيدي الذين نجحوا في قيادة نيجيريا إلى منصة التتويج الإفريقية في تونس(1994) والأولمبية في أتلانتا(1996)، كما تمكنوا من الوصول إلى المونديال لأول مرة في تاريخ نيجيريا سنة1994 قبل أن يكرروا ذلك في 1998.
وبعد اعتزال ذلك الجيل جاء جيل آخر من النجوم أمثال:أوكوشا وكانو ونجحوا أيضاً في الوصول إلى مونديال (2002) ولكنهم فشلوا في تجاوز الدور الأول بعد خسارتين وتعادل.
ومرت الكرة النيجيرية بفترة فراغ كبيرة بعد مونديال(2002) إثر اعتزال معظم النجوم البارزين ولم تشهد تحقيق أي إنجاز يذكر حتى سنة(2008) عندما استطاع المنتخب الأولمبي مجدداً أن يصل إلى المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم في أولمبياد بكين وخسر بصعوبة أمام التانغو الأرجنتيني فكان هذا المنتخب نواة لمنتخب الرجال الحالي الذي نجح في إعادة نيجيريا إلى العالمية من جديد.
أبرز نجوم الفريق:(جوزيف يوبو) مدافع إيفرتون الإنكليزي و(تايي تايو) مدافع مرسيليا الفرنسي و(جون أوبي ميكيل) صانع ألعاب تشلسي الإنكليزي و(فيكتور أوبينا) مهاجم ملقة الإسباني بالإضافة إلى المخضرمين:(أوبا فيمي مارتينيز) مهاجم فولفسبورغ الألماني و(نوانكو كانو) مهاجم بورتسموث الإنكليزي وهو اللاعب الوحيد المتبقي من جيل مونديال(2002).
حظوظ نيجيريا في المونديال
وقعت نيجيريا في المجموعة الثانية إلى جانب الأرجنتين واليونان وكوريا الجنوبية ورغم قناعة كثير من المراقبين بأن تأهل النيجيريين جاء بالصدفة وأن منتخبات أخرى(كمصر مثلاً) كانت أحق بالتأهل قياساً على عروضها في التصفيات العالمية والبطولة القارية إلا أن فرصة النسور تبدو قائمة في الوصول للدور الثاني إذا نجح المدرب السويدي الخبير(لاغرباك) في إصلاح الثغرات والعيوب التي ظهرت في كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا، وتبدو الأرجنتين نظرياً الفريق الأصعب على النيجيريين والمرشح الأوفر حظاً لصدارة المجموعة أما المواجهة مع اليونان فستكون متكافئة إلى حد بعيد ويجب الحذر من الكوريين الذين اعتادوا على صنع المفاجآت في كأس العالم.
جدول مباريات الفريق:
نيجيريا* الأرجنتين5.00 مساءً السبت /6/12
نيجيريا* اليونان5.00 مساءً الخميس /6/17
نيجيريا* كوريا الجنوبية9.30 ليلاً الثلاثاء 6/22
