خطيئة الأشرار ودينونتهم!

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

خطيئة الأشرار ودينونتهم!

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

رسالة يهوذا الرسول ص1
سبب كتابة الرسالة
يهوذا، عبد يسوع المسيح، وأخو يعقوب، إلى المدعوين المقدسين في الله الآب، والمحفوظين ليسوع المسيح
لتكثر لكم الرحمة والسلام والمحبة.
أيها الأحباء، إذ كنت أصنع كل الجهد لأكتب إليكم عن الخلاص المشترك، اضطررت أن أكتب إليكم واعظا أن تجتهدوا لأجل الإيمان المسلم مرة للقديسين لأنه دخل خلسة أناس قد كتبوا منذ القديم لهذه الدينونة، فجار، يحولون نعمة إلهنا إلى الدعارة، وينكرون السيد الوحيد: الله وربنا يسوع المسيح فأريد أن أذكركم، ولو علمتم هذا مرة، أن الرب بعدما خلص الشعب من أرض مصر، أهلك أيضا الذين لم يؤمنوا
والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم، بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام كما أن سدوم وعمورة والمدن التي حولهما، إذ زنت على طريق مثلهما، ومضت وراء جسد آخر ، جعلت عبرة مكابدة عقاب نار أبدية ولكن كذلك هؤلاء أيضا، المحتلمون، ينجسون الجسد، ويتهاونون بالسيادة، ويفترون على ذوي الأمجاد وأما ميخائيل رئيس الملائكة، فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى، لم يجسر أن يورد حكم افتراء، بل قال: لينتهرك الرب ولكن هؤلاء يفترون على ما لا يعلمون. وأما ما يفهمونه بالطبيعة، كالحيوانات غير الناطقة، ففي ذلك يفسدون ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين، وانصبوا إلى ضلالة بلعام لأجل أجرة، وهلكوا في مشاجرة قورح هؤلاء صخور في ولائمكم المحبية، صانعين ولائم معا بلا خوف، راعين أنفسهم. غيوم بلا ماء تحملها الرياح. أشجار خريفية بلا ثمر ميتة مضاعفا، مقتلعة أمواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم. نجوم تائهة محفوظ لها قتام الظلام إلى الأبد وتنبأ عن هؤلاء أيضا أخنوخ السابع من آدم قائلا: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع، ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها ، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار هؤلاء هم مدمدمون متشكون، سالكون بحسب شهواتهم، وفمهم يتكلم بعظائم، يحابون بالوجوه من أجل المنفعة.

* الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
وينبر يهوذا على العلاقة الهامة بين العقيدة القويمة والإيمان الحقيقي. وينبغي ألا نتهاون أو نتنازل عن حق الكتاب المقدس لأنه يقدم لنا الحقائق الفعلية عن الرب يسوع وعن الخلاص. الأسفار المقدسة موحاة من الله، ويجب ألا تحرف أو تغير على الإطلاق، لأنها لو تغيرت لتشوشت أفكارنا حول الصواب والخطأ، ولضاع من أمام أبصارنا السبيل الوحيد المؤدي إلى الحياة الأبدية. فقبل أن يكتب يهوذا عن الخلاص أحس أنه مضطر إلى رد المؤمنين إلى الطريق القويم وإعادتهم إلى أسس الإيمان فحينئذ يصبح طريق الخلاص أوضح.
يوجد في بعض كنائسنا اليوم معلمون أشرار (أو دجالون) يحرفون تعاليم الكتاب المقدس ليبرروا آراءهم الشخصية وطرقهم وأساليب حياتهم وسلوكهم الخاطئ. وقد يعطيهم هذا حرية مؤقتة لعمل ما يرغبون لكنهم سيكتشفون أنهم بتحريفهم للأسفار المقدسة إنما يلعبون بالنار، وأن الله سيدينهم على التساهل مع الخطية وتبريرها وتشجيعها.
لأن الناس يظنون أن الفكر اللاهوتي مادة جافة لذلك يتجنبون دراسة الكتاب المقدس، أما من يرفض تعلم العقيدة السليمة وفهمها فيكون أكثر عرضة للتعليم الكاذب لأنه غير مؤسس على حق الله تأسيساً سليماً كاملاً. فلابد أن نتفهم العقائد الأساسية لإيماننا حتى يمكن أن نعرف العقائد المضللة الزائفة ونمنعها من أن تضرنا أو تضر غيرنا.
كان الكثيرون من المعلمين الدجالين في القرن الأول الميلادي ينادون بأنه يمكن للإنسان المسيحي أن يعمل كل ما يشتهي وكل ما يشاء دون خوف من عقاب الله. فقد كانوا يستخفون بقداسة الله وعدله. وقد رفض بولس نفس هذا التعليم المضل وسجل ذلك في رسالته إلى روما ( رو 6: 1-23).
بل وحتى في الوقت الحالي نجد بعض المسيحيين يقللون من فعالية وشر الخطية معتقدين أن طريقة حياتهم لا علاقة لها بإيمانهم أو قد تكون ذات علاقة بسيطة بها. وقد يتساءل الواحد منهم: "هل تظهر الطريقة التي أحيا بها جدية إيماني؟ أما المؤمنون الحقيقيون فيظهرون إيمانهم بما يبدونه من احترام عميق نحو الله، وبرغبتهم الجادة في الحياة حسب مبادئ كلمته في الكتاب المقدس.
ويقدم يهوذا ثلاثة أمثلة للعصيان والتمرد، هي :
أ ـ بنو إسرائيل الذين برغم أن الله خلصهم من مصر رفضوا أن يثقوا في الله وأن يدخلوا أرض الموعد (عد14: 26-39).
ب ـ بعض الملائكة الذين، برغم أنهم كانوا أطهاراً وقديسين ويعيشون في حضرة الله، استسلموا للكبرياء وعصوا الله (2بط 2: 4).
ج ـ مدينتا سدوم وعمورة، اللتان كانتا مليئتين بالخطية حتى إن الله محاهما من على وجه الأرض (تك 19: 1-29).
فإن كان الله قد عاقب الشعب المختار والملائكة والمدن الخاطئة فكم بالأكثر يدين أولئك المعلمين الدجالين؟
لعل كلمة "الكائنات المجيدة" هنا تشير إلى الملائكة. فكما أن رجال سدوم أهانوا الملائكة (تك 19) فإن هؤلاء المعلمين الكذبة الذين يشير إليهم يهوذا يهزأون بأي سلطة أو سلطان.
لم تسجل هذه الحادثة في أي موضع آخر من الأسفار المقدسة. أما موت موسى فقد ورد في سفر التثنية (أصحاح 34). ويقتبس يهوذا هنا من أحد كتب الأبوكريفا يعرف باسم "صعود موسى". ويوضح هذا الكتاب أن موسى قد أخذ بعد موته مباشرة، إلى حضرة الله. وفي العهد القديم أيضا أخذ قديسان آخران إلى حضرة الله مباشرة (إلا أنهما صعدا قبل أن يموتا) وهما أخنوخ (تك 5: 21-24)، وإيليا (2مل 2: 1-15). وقد ظهر موسى وإيليا مع يسوع في التجلي (مت 17: 1-9).
يزعم المعلمون الدجالون أن لديهم معرفة سرية تعطيهم سلطاناً، "فمعرفتهم" بالله خفية وغامضة وأبعد من فهم البشر. إن طبيعة الله، في الحقيقة، أعمق وأبعد من أفهامنا. لكن الله في نعمته اختار أن يعلن لنا ذاته في كلمته، وبصورة أسمى في يسوع المسيح. ومن ثم، فيجب أن نسعى حتى نعرف، بقدر الإمكان، كل شيء عما أعلنه لنا الله حتى لو كنا لا نستوعب الله أو ندركه تماماً بعقولنا البشرية القاصرة المحدودة. احترس ممن يزعم أن لديه إجابة لكل استفسار، ومن يقلل من قيمة ما لا يفهم.
يقدم يهوذا هنا ثلاثة نماذج لرجال صنعوا ما أرادوا وهم قايين الذي قتل أخاه بدافع الغيرة الانتقامية (تك 4: 1-16)، وبلعام الذي تنبأ، ليس طاعة لأمر الله بل بدافع كسب المال (عد 22-24)، وقورح الذي تمرد ضد القادة الذين عينهم الله وطلب لنفسه القيادة والسلطة ( عد 16: 1-35).
وتبرز هذه القصص تصرفات ومواقف نمطية للمعلمين الدجالين مثل الكبرياء والأنانية والغيرة والطمع وشهوة السلطة، وتجاهل إرادة الله.
المعلمون الدجالون "يموتون مرتين" فهم بلا فائدة لأنهم غير مثمرين كما أنهم ليسوا مؤمنين ولذلك يستأصلون ويحرقون.
جاء في مواضع أخرى أن المسيح يسوع سيأتي مع ملائكته، ومن هذه المواضع (مت 16: 27 ؛ 24: 31) ويتحدث سفر دانيال عن دينونة الله للبشر في وجود ملايين الملائكة (دان 7:10).
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“