المسيح كلمة الله ـ الكلمة صار جسداً!

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

المسيح كلمة الله ـ الكلمة صار جسداً!

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

إنجيل يوحنا
الأصحاح الأول


في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله
هذا كان في البدء عند الله
كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا
هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته
لم يكن هو النور، بل ليشهد للنور
كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم كان في العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب، مملوءا نعمة وحقا يوحنا شهد له ونادى قائلا: هذا هو الذي قلت عنه: إن الذي يأتي بعدي صار قدامي، لأنه كان قبلي ومن ملئه نحن جميعا أخذنا، ونعمة فوق نعمة لأن الناموس بموسى أعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر.

* الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ترتبط تعاليم الرب يسوع وأعماله ارتباطاً لا ينفصم بشخصيته. ويقدم يوحنا يسوع المسيح إنساناً كاملاً وإلهاً كاملاً. فبرغم أن يسوع اتخذ الناسوت كاملاً وعاش كإنسان، إلا أنه لم يكف أبداً عن أن يكون الله الأبدي الأزلي الكائن على الدوام، وخالق الكون، والقوة، التي تربط الخليقة معا، ومصدر الحياة الأبدية. هذا هو الحق عن الرب يسوع، وأساس كل حق. فإن لم نكن نؤمن، أو لم نقدر أن نؤمن، بهذه الحقيقة الأساسية، فلن يكون لدينا إيمان كاف أن نسلم أبديتنا إليه. وهذا ما دعا يوحنا لكتابة إنجيله، وذلك ليبني الإيمان والثقة في يسوع المسيح، لكي نؤمن أنه حقاً كان الله في الجسد.
عندما قام الله بعملية الخلق فإنه خلق شيئاً من لا شيء. ولأننا كائنات مخلوقة، فليس لنا ما نفتخر به. فتذكر أنك وجدت فقط لأن الله صنعك، وأن لك مواهب خاصة ليس لسبب سوى أن الله أعطاها لك. فأنت مع الله مخلوق خاص، وبعيداً عنه وبغيره لا شيء، لأنك بذلك لا تتمم القصد الذي صنعك من أجله.
إننا، مثل يوحنا المعمدان، لسنا مصدر نور الله، لكننا نعكس فقط ذلك النور. أما النور الحقيقي فهو يسوع المسيح. وهو يعيننا على أن نرى طريقنا إلى الله، ويوضح لنا كيف نسير في ذلك الطريق. إلا أن المسيح قد اختار أن ينعكس نوره من أتباعه على العالم غير المؤمن، ربما لأن غير المؤمنين لا يقدرون على احتمال المجد الكامل المبهر لنوره مباشرة. إن كلمة "شاهد" تشير إلى دورنا كأفراد نعكس نور المسيح. إننا لن نقدم أنفسنا أبدا إلى الآخرين على أننا النور، بل نوجههم دائما إلى المسيح، النور الحقيقي.
مع أن المسيح هو خالق العالم، لم يعرفه الناس الذين خلقهم . بل ورفضه الناس الذين اختارهم الله ليهيئوا بقية العالم لمجيئه. برغم أن العهد القديم بأكمله كان يشير إلى مجيئه.
أما كل من قبلوا يسوع المسيح رباً وسيداً على حياتهم فقد ولدوا ثانية ولادة روحية، ونالوا من الله حياة جديدة. وبالإيمان بالمسيح تغيرنا هذه الولادة الجديدة من الداخل إلى الخارج، وتعيد ترتيب سلوكنا وشهواتنا ودوافعنا. إن الولادة الطبيعية تعطيك الحياة الجسدية، وتضعك في مكانك في عائلتك وبالنسبة لوالديك. أما الولادة الثانية فتعطيك الحياة الروحية وتضعك في مكانك في عائلة الله، فهل طلبت من المسيح أن يجعلك إنسانا جديدا؟ إن هذه البداية الجديدة في الحياة متاحة لكل من يؤمن بالمسيح.
عندما صار المسيح بشرا أصبح
(1) "المعلم الكامل" ففي حياة يسوع نرى كيف يفكر الله، وبالتالي كيف ينبغي علينا أن نفكر نحن.
(2) المثال الكامل أو القدوة الكاملة، فهو النموذج لما ينبغي أن نصير عليه، وهو يرينا كيف نحيا ويعطينا القوة أن نحيا بنفس الطريقة
(3) الذبيحة الكاملة، فيسوع قد جاء كذبيحة عن كل الخطايا، وموته سدد كل مطاليب الله لمحو الخطية.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“