جمعة الذهب بقلم الاب ايوب اسطيفان

المشرف: ابو كابي م

صورة العضو الرمزية
أبو يونان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 139
اشترك في: الاثنين مارس 16, 2009 3:48 pm

جمعة الذهب بقلم الاب ايوب اسطيفان

مشاركة غير مقروءة بواسطة أبو يونان »

جمعة الذهب
بقلم الاب ايوب اسطيفان


في الطقس الكنسي يسمى يوم الجمعة الذي يلي احد حلول الروح القدس جمعة الذهب وذلك لأنه في يوم الجمعة الساعة الثالثة بعد الظهر (في توقيت تلك الايام كانت تسمى الساعة التاسعة كما هي اليوم في الطقس الكنسي تشع شوعين ܬܫܰܥܫܳܥܝܢ). اجترع الرسول بطرس معجزة شفاء إنسان مقعد، ويدون القديس لوقا هذه المعجزة في الإصحاح الثالث من سفر أعمال الرسل القديسين فيقول: ) وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ. وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ، كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ الْهَيْكَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «الْجَمِيلُ» لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْهَيْكَلَ. فَهذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ أَنْ يَدْخُلاَ الْهَيْكَلَ، سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً. فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا، وَقَالَ:«انْظُرْ إِلَيْنَا!» فَلاَحَظَهُمَا مُنْتَظِرًا أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئًا. فَقَالَ بُطْرُسُ:«لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!». وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ، فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ،فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ. وَأَبْصَرَهُ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَهُوَ يَمْشِي وَيُسَبِّحُ اللهَ. وَعَرَفُوهُ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ لأَجْلِ الصَّدَقَةِ عَلَى بَابِ الْهَيْكَلِ الْجَمِيلِ، فَامْتَلأُوا دَهْشَةً وَحَيْرَةً مِمَّا حَدَثَ لَهُ. وَبَيْنَمَا كَانَ الرَّجُلُ الأَعْرَجُ الَّذِي شُفِيَ مُتَمَسِّكًا بِبُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، تَرَاكَضَ إِلَيْهِمْ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى الرِّوَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «رِوَاقُ سُلَيْمَانَ» وَهُمْ مُنْدَهِشُونَ. فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ ذلِكَ أَجَابَ الشَّعْبَ:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هذَا؟ وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا، كَأَنَّنَا بِقُوَّتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هذَا يَمْشِي؟ إِنَّ إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، إِلهَ آبَائِنَا، مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ، الَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ وَجْهِ بِيلاَطُسَ، وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِطْلاَقِهِ. وَلكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ، وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ. وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ. وَبِالإِيمَانِ بِاسْمِهِ، شَدَّدَ اسْمُهُ هذَا الَّذِي تَنْظُرُونَهُ وَتَعْرِفُونَهُ، وَالإِيمَانُ الَّذِي بِوَاسِطَتِهِ أَعْطَاهُ هذِهِ الصِّحَّةَ أَمَامَ جَمِيعِكُمْ. « وَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ بِجَهَالَةٍ عَمِلْتُمْ، كَمَا رُؤَسَاؤُكُمْ أَيْضًا. وَأَمَّا اللهُ فَمَا سَبَقَ وَأَنْبَأَ بِهِ بِأَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ، أَنْ يَتَأَلَّمَ الْمَسِيحُ، قَدْ تَمَّمَهُ هكَذَا. فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ. وَيُرْسِلَ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُبَشَّرَ بِهِ لَكُمْ قَبْلُ. الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ السَّمَاءَ تَقْبَلُهُ، إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ، الَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا اللهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ لاَ تَسْمَعُ لِذلِكَ النَّبِيِّ تُبَادُ مِنَ الشَّعْبِ وَجَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَيْضًا مِنْ صَمُوئِيلَ فَمَا بَعْدَهُ، جَمِيعُ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا، سَبَقُوا وَأَنْبَأُوا بِهذِهِ الأَيَّامِ . أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ، وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا قَائِلاً لإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. إِلَيْكُمْ أَوَّلاً، إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ، أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ». ) (( 26 -1.

في القديم - وفي الشرق لهذا اليوم - الإنسان الذي فيه نقص او مرض يعيش من عطايا وإحسان الناس فتراهم (المصابون بعاهات) في زوايا الشوارع الرئيسية وفي أماكن التجمعات البشرية وأمام دور العبادة. وهذا الإنسان كان أعرج من بطن أمه وهنا نلاحظ وصف القديس لوقا أي انه ولد مقعد (اي ليس لحادث طارئ او مرض من فترة قريبة) .

عندما وصل القديسين بطرس ويوحنا الى باب الهيكل توقفا، ونظر بطرس لا بل تفرس فيه، هذه الوقفة عززت امل المقعد، فأن يقف رجلان ليعطيا حسنة فإنها بلا شك قيمة؟ لان من يعطي شحاد وهو ماشي فعطائه قليل ؟ بعكس من يتوقف ليعطي !

وطبيعي ان يستعطف الشحاد قلب المُعطي بكلمات الاستعطاف والاستجداء والدعاء ليجزل عطائه، بطرس بلا شك اراد ان يجزل في العطاء، وإنما ان يغرف من خزنته الأرضية فليست له خزنه أرضية ؟ لانه قد حول حسابه الى :( حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون) (مت 6: 20).

فقال بثقة وايمان: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ! نلاحظ دقة وصف القديس الطبيب لوقا (تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ ) انه عطاء يفوق الوصف ، نعمة سماوية بدون مِنّه. كان يتوقع احسانا كبير ولكن ان يمشي ثانية؟

فما كان يخطر بباله ابدا ؟! فعندما تحنن عليه الرب فرح لا بل من الفرح َوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ ، عرف هذا الانسان مصدر النعمة ، لذلك سَبّح الله وشكره على نعمته والحياة الجديدة التي وهبت له باسم يسوع المسيح، وبطرس التلميذ والرسول يستثمر هذه المعجزة ليوصل الرعية الى الراعي ليوجههم الى المخلص ، لا ان يقفوا عند هذه الاية، انما كراعي امين يقول: (مَا بَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هذَا؟ وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا، كَأَنَّنَا بِقُوَّتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هذَا يَمْشِي؟ إِنَّ إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، إِلهَ آبَائِنَا، مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ). ووجه أنظارهم إلى قيامة ربنا يسوع (الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) قيامته التي أفادت البشرية من ادم والى يوم القيامة ودعاهم إلى التوبة والإيمان بيسوع لنيل الخلاص. واصبح عدد المؤمنين خمسة الاف نسمة .(اع 4:4).

بكر معجزات الرب كانت مباركة الماء في عرس قانا الجليل، وبكر معجزات الرسل كانت هذه المعجزة محققا وعده : وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ.آمِينَ . (مر16 :20 ) .

لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ: هذه الايام التي خطف لمعان الذهب بصيرة الكثيرين فحادوا عن الطريق الصحيح وحولوه الى صنم يُعبدوه ؟ !

ما احوجنا الى ايمان وغنى بطرس الرسول: الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

ما اعظم ان نكون اغنياء بربنا يسوع المسيح (فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ) (2كو 9:8) (كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ.) (2كو 15:6).

ما أ جمل ان نقتدي بمعلمنا بطرس الرسول ونكرز باسم يسوع كما أوصى بولس تلميذه تيموثاوس: ( اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ). (2تي 2:4)

نكرز بأقوالنا وافعالنا نشهد للالهنا في اي زمان واي مكان نوجد فيه.

نتضرع اليه طالبين منه ان يقوينا ويجعلنا مؤمنين حقيقين ليتمجد اسمه القدوس بين الناس امين.

الاب ايوب اسطيفان

كنيسة مار كبرئيل للسريان الارثوذكس

سودرتاليا - السويد
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الديني العام“