حلول الروح القدس على التلاميذ ـ عيد العنصرة 2012!

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

حلول الروح القدس على التلاميذ ـ عيد العنصرة 2012!

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

في ختام كل المناسبات التي رافقت قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات، خاصة بعد صعود الرب إلى السماء أمام تلاميذه ووعده الإلهي، بأن يرسل روحه القدوس يسلّح الرسل بالقوة والمعرفة، يأتي أحد العنصرة أو يوم الخمسين أي خمسون يوماً بعد القيامة لكي يكلل مباهج الأعياد وأنوارها بمواهب الروح القدس.

إنه عيد ماراني أي سيدي، احتل موقعاً مهماً في حياة كل الكنائس، بل في نظر الكثيرين هو عيد تأسيس الكنيسة وبدء تاريخها، لأنه بعد أن حلَّ الروح القدس على التلاميذ وكانوا ينتظرون هذا الموعد انطلقوا بحماس وشجاعة إلى العالم لينفذوا وصية الرب : اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس (متى 28 : 19).

ترتيلة : هلم يا روحاً معين

هلم يا روحاً معـــــــيــــــن وزر صدورَ المؤمنين

واسكب عليهم أجمعين شُـــــــــعاعَ نِعمةٍ ثميــــن

أنتَ المعزي للكئيــــــــــب ومنحة الآبِ الرقيــــــــب

حبٌ ونورٌ ولهـــــــــــيـــب وروحُ مسحةِ البنيـــــــــن



فروميون : التسبيح للآب الذي أرسل ابنه من أجل خلاصنا نحن المساكين، الترتيل للابن الذي اشترك في طبعنا، وبقوته الإلهية خلّصنا، التهليل للروح القدس الفارقليط الذي أغنانا من مواهبه الروحية، التقديس للثالوث الأقدس المتعالي عن الأفهام البشرية، الصالح الذي به يليق المجد والوقار في هذا الوقت.
سدرو : أيها المسيح الرب، يا من منحت رسلك القديسين بركات فائضة ومعونات غزيرة، أنت الذي أوصيتهم بألا يبرحوا أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي، وهوذا اليوم يتم وعدك الإلهي، فيقتبلون روحك القدوس شبه ألسنة نارية، ويمتلئون من مواهبك الإلهية، ويستحيلون من أناس سذج بسطاء إلى ذوي حكمة ودراية حيث أعطوا أن يتكلموا بألسنة متنوعة، ويجترحوا المعجزات الباهرات، ويفحموا حكماء هذا الدهر بقوة الروح الذي لبسوه، ونحن إذ نحقُّ أعمال الروح هذه نصرخ قائلين : حقاً ظهر روح الله وأفاض مواهبه على الرسل، ومحا الصك المكتوب بعدم سكناه في الإنسان. في مثل هذا اليوم ثبت الروح القدس الرسل في الإيمان المستقيم، وملأ قلوبهم تعزية وسلاماً في حيت امتلأت قلوب اليهود حقداً وخصاماً. في مثل هذا اليوم أشرق الروح وطرد من التلاميذ ظلام الشك والريبة. في مثل هذا اليوم انطلق الرسل مبشرين باسم الثالوث الأقدس. في مثل هذا اليوم أسس المخلص بيعته الحقيقية عوض ذلك الكرم الذي أعطى خرنوباً بدلاً من العنب. في مثل هذا اليوم يبتهج بطرس، ويرتقش أندراوس، ويسبح سائر الرسل مسرورين لأن وعد المخلص قد تمَّ.

ولأجل هذا نصرخ إليك ربنا طالبين أن تسلحنا بروحك القدوس، وتوقينا لنرفع إليك تسابيح لائقة، وتطهر أفكارنا من أدران الخطيئة واللهوات السمجة. وتجعلنا مخادع طاهرة وهياكل نقية لائقة لسكنى روحك القدوس، وأفض يا رب علينا مراحمك وأشرق علينا نور معرفتك، ونجنا من ظلام التيه والضلال، وأهلّنا وأمواتنا لنصيب رسلك القديسين في ملكوتك السماوي، لنرفع لك حمداً وشكراً ولأبيك ولروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى أبد الآبدين آمين.

القراءة من إنجيل يوحنا 14 : 1 ـ 26
لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً. وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً. وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ. قَالَ لَهُ تُومَا يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ. قَالَ لَهُ يَسُوعُ أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ. قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا. قَالَ لَهُ يَسُوعُ أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ. أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ الْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالاِبْنِ. إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ. إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ. وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ. لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ. بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضاً وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي أَبِي وَأَنْتُمْ فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي. قَالَ لَهُ يَهُوذَا لَيْسَ الإِسْخَرْيُوطِيَّ يَا سَيِّدُ مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ مُزْمِعٌ أَنْ تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ. أَجَابَ يَسُوعُ إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كلاَمِي وَيُحِبُّهُ أَبِي وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً. اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.
* الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
توضح كلمات الرب يسوع هنا أن الطريق غير المنظور إلى الحياة الأبدية ليس طريقاً غير آمن أو غير أكيد. إن السماء أكيدة كثقتك ويقينك بيسوع. فمن اليقين أنه قد أعد فعلاً الطريق إلى الحياة الأبدية. ولا يبقى سوى استعدادك وقبولك للإيمان.
تعتبر هذه الآيات من أهم الفقرات الرئيسية في الأسفار المقدسة ففيها السؤال : كيف أجد الله؟ وفيها الإجابة : من خلال يسوع فقط. إن الرب يسوع هو الطريق لأنه الله وإنسان معا، وباتحاد حياتنا به نتحد بالله. ثق بيسوع أنه يأخذك إلى الآب، وستتمتع بكل مزايا البنوة لله.
أن الرب يسوع هو الصورة المنظورة الملموسة لله غير المنظور. وهو الاستعلان الكامل لله. وقد شرح يسوع لفيلبس الذي أراد أن يرى الآب، أن من يعرف الرب يسوع يعرف الله. فالبحث عن الله، عن الحق والحقيقة ينتهي إلى المسيح ( كو 1:15 ؛ عب 1:1-4).
لم يقل الرب يسوع إن تلاميذه سيصنعون معجزات أعظم روعة، فإقامة الموتى هي أقصى ما نستطيعه، بل ما قصد المسيح هو أن التلاميذ، بقوة الروح القدس، سيحملون الأخبار السارة لملكوت الله من فلسطين إلى العالم أجمع.
حينما يقول الرب يسوع إننا يمكن أن نطلب أي شيء فعلينا أن نتذكر أن ذلك الطلب لابد أن يكون باسمه، أي مطابقا لشخصية الله وإرادته. فإن الله لن يلبي طلبات ضد طبيعته أو ضد إرادته كما أننا لا يمكن أن نستخدم اسمه كتعويذة سحرية نحقق بها رغباتنا الأنانية، وإن كنا نتبع الله بإخلاص طالبين إرادته لنا فستكون، حينئذ، طلباتنا متفقة مع ما يريده ومع مشيئته وهو سيلبيها لنا.
لابد أن التلاميذ اضطربوا وتحيروا متسائلين كيف يمكن أن يتركهم يسوع ويظل معهم. إن المعزى، روح الله ذاته، سيجيء بعد صعود الرب يسوع ليهتم بالتلاميذ ويرعاهم ويرشدهم. وقد حدث هذا في يوم الخمسين (أع 2)، بعد صعود الرب يسوع إلى السماء بقليل. إن الروح القدس هو الله داخلنا وداخل كل المؤمنين وهو يعيننا أن نحيا حسب ما يريده الله منا.
يتمنى الناس أحياناً لو أنهم عرفوا المستقبل حتى يستعدوا له. وقد فضل الله ألا يعطينا هذه المعرفة، فهو وحده العالم بما سيحدث. لكنه يطلعنا على كل ما نريد معرفته لكي نستعد للمستقبل. وعندما نحيا بحسب مقاييسه لن يتركنا، بل سيأتي إلينا ويكون بيننا ومعنا، ويكشف عن ذاته لنا. إن الله يعرف ما سيحدث، ولأنه سيكون معنا خلال ذلك فيجب ألا نخاف. لا يلزم أن نعرف المستقبل لكي نؤمن بالله بل يجب علينا أن نؤمن بالله حتى نكون واثقين وآمنين بالنسبة لمستقبلنا.
كل عام والجميع بالف خير
وللمسيح المجد من الآزل وإلى أبد الآبدين آمين.
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“