الياس الحلياني
)، لقد أراد بوذا لمريده بورنا هذا أن يذهب إلى قبيلة(سرونا بارانتا) لنشر دعوته، وكان بوذا يعلم أن هذه القبيلة معروفة بالشراسة و الخشونة و لا ينجح معها إلا الرجل الحكيم الصبور، فأراد بوذا أن يعرف مدى استعداد بورنا هذا لتحمل مشقة الدعوة وعناء المواجهة عبر الحوار التالي بينهما:
- بوذا: إن رجال هذه القبيلة قساة القلوب سريعو الغضب، فإذا وجهوا إليك ألفاظا بذيئة خشنة،ثم غضبوا عليك و سبّوك، فماذا أنت فاعل؟
- بورنا: أقول لا شك إن هؤلاء قوم طيبون لينو العريكة لأنهم لم يضربوني بأيديهم و لم يرجموني بالحجارة
- بوذا: فإن ضربوك بأيديهم و رجموك بالحجارة فماذا أنت فاعل؟
- بورنا: أقول بأنهم قوم طيبون لينون إذ لم يضربوني بالعصي و لا بالسيوف.
- بوذا: فإن ضربوك بالعصي و السيوف؟
- بورنا: أقول بأنهم قوم طيبون ورائعون لأنهم لم يحرموني من الحياة نهائيا.
- بوذا: فإن حرموك الحياة؟
- بورنا: أقول بأنهم قوم طيبون إذ خلّصوا روحي من سجن هذا الجسد السيئ بلا ألم كبير.
- بوذا: أحسنت يا بورنا انك تستطيع بما أوتيته من الصبر و الثبات أن تسكن في بلاد قبيلة سرونا فاذهب إليهم وخلصهم مما هم فيه.
8 hours ago · أعجبني