إن أول ما يخطر في البال عند الحديث عن الفنادق، هي الرحابة والفخامة والاناقة، وأضف من صفات الرُقي ما شئت، ولكن كل ما كُتب أو ما قد أضفته ايها القارئ العزيز يسقط أمام فندق الكبسولة الخاص برجال الاعمال اليابانيين .
لمعروف عنهم إنهم شعبٌ يعمل يوميا أكثر من كل الشعوب، وبما أنه الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك، وهذه المقولة يقولها ويطبقها الشعب الاصفر بالعموم، واليابانيون على وجه الخصوص، ومنهم أولئك الذين يضيع وقتهم في طريق العودة لمنازلهم، مع أختلاف سبب كل منهم على حدا، فلقد وُجد الحل لكل من لا يجد وقتا للأنتاج، غُرف بحجم القبور، تكفي لسرير فقط، ولكنها مجهزة بكل ما يحتاجه العامل والموظف الياباني.
تلفزيون جداري، شبكة أنترنت مجانية، مرآة على حائط، وتابلو خاص للتحكم بكل تلك الاجهزة، ولا ننسى المُنبه. أنها عبارة عن كبسولات مكدسة جنبا الى جنب، وفوق بعضها، منفردة في بابها، ولكنها مشتركةٌ في نوافعها، مع سلم خاص للوصول للطابق الثاني، كما يتوفر المفتاح الخاص لكل كبسولة، ومفتاح آخر للخزانة الموجودة خارجها لكل شخص على حدا.
ليست مساحة هذه الغرفة هي الغريبة في كل الموضوع، ولا حتى أيضا تجهيزاتها، ولكن ما يشد أنتباهك في الشعب الياباني هو المساواة في العشق بين أرادة العيش والبقاء وبين حُب العمل والانتاج، وعلى أمل أن تُصيبنا تلك العدوى.
