صيدنايا أعرق المدن الأثرية السورية تشهد حركة كبيرة وإقبالا على مهرجاناتها الدينية والسياحية

صورة العضو الرمزية
ماريا حنا
مشرف
مشرف
مشاركات: 1554
اشترك في: الأحد سبتمبر 12, 2010 1:57 pm

صيدنايا أعرق المدن الأثرية السورية تشهد حركة كبيرة وإقبالا على مهرجاناتها الدينية والسياحية

مشاركة غير مقروءة بواسطة ماريا حنا »

صيدنايا أعرق المدن الأثرية السورية تشهد حركة كبيرة وإقبالا على مهرجاناتها الدينية والسياحية صورة
21 تموز , 2011

تعتبر صيدنايا واحدة من أجمل المصايف السورية وتشهد هذه الأيام حركة كبيرة ومهرجانات متعاقبة كونها تتميز بالإضافة إلى جمال طبيعتها وموقعها الديني والتاريخي والجغرافي وقربها من العاصمة دمشق بأنها من أعرق المدن المسيحية في العالم التي تشهد حجاجا من كل الأديان السماوية في مزيج رائع من التعايش الديني.

تقع صيدنايا على ارتفاع 1450 مترا عن سطح البحر ما حباها الخالق نعمة الهواء النقي حيث يقصدها الناس للتمتع بأمسياتها الجميلة في الصيف وممارسة هوايتهم في رياضة التزلج واللعب بالثلج الذي يغطي المدينة والجبال المحيطة بها في فصل الشتاء كما تشتهر أيضا بإنتاج العنب والتين والعديد من الفواكه والأشجار المثمرة.

وصيدنايا بلدة تعود إلى عصور قديمة وفيها الكثير من الآثار أهمها الأديرة والمقدسات المسيحية ومن أهمها دير سيدة صيدنايا الذي يأتي في المرتبة الثانية في الأهمية بعد كنيسة القيامة بالقدس المحتلة.

وتقول الروايات المسيحية حول قصة بناء هذا الدير بحسب الأب خليل خنشت إن الدير بناه الإمبراطور البيزنطي جوستنيان وإنه وأثناء رحلته للصيد في المنطقة ظهرت له غزالة وطاردها إلى أن وصلت إلى تلة وظهرت له السيدة مريم العذراء وأمرته بأن يبني ديرا في المكان نفسه فاستجاب وحقق رغبتها.

وأضاف الأب خنشت إنه منذ العصور الوسطى كان الحجاج يتوقفون وهم في طريقهم إلى الأراضي المقدسة في صيدنايا للصلاة أمام أيقونة العذراء العجائبية الموجودة في دير صيدنايا والمعروفة بالشاغورة وطلب بركتها.

وأشار الأب خنشت إلى أن اسم صيدنايا الحالي ورد تحت عدة أسماء في أقدم السجلات والمخطوطات التي وجدت في دير السيدة الذي وجدت فيه أيضا بعض الآثار من العصر الكلاسيكي ومنها بقايا معبد وكتابات يونانية حيث كانت المخطوطات الملكية الأرثوذكسية تنسخ باللغة السريانية في صيدنايا حتى القرن الثامن عشر.

وفيما يتعلق بأيقونة الشاغورة التي تعني باللغة السريانية المشهورة أو اللامعة أو الينبوع وهي من صفات السيدة مريم العذراء فيروي الأب خنشت أن التقليد المسيحي يقول إنها من عمل القديس لوقا الانجيلي وإنها توجد في مزار داخل الدير وهو غرفة صغيرة مظلمة جزئيا سقفها منخفض ومقبب وجدرانها تغص بالأيقونات.

ويضيف الأب خنشت أن الزائر لهذا المكان المقدس يستوقفه الفسيفساء الرائع من المصلين الذين يقصدونها فهم من كل الطوائف والأديان جاؤوا من كل مكان من سورية ومن خارجها خلعوا رداء الدنيا ولبسوا وشاحا مستوحى من قداسة المكان بكل خشوع للصلاة وطلب الرحمة والمغفرة والشفاء من الأمراض وهم عند خروجهم يمسحون جباههم بالزيت المقدس الذي رائحته أعطر من الطيب وقد غسلوا عنهم أوجاعهم.

وتضم صيدنايا بالإضافة إلى دير السيدة دير الشيروبيم الذي يعتلي أعلى قمم القلمون الشرقية السورية على ارتفاع 2000 متر عن سطح البحر ويعني اسمه كلمة آرامية الأصل تعني الملائكة.

ويقول حسام رزق وهو أحد سكان صيدنايا إن الدير سمي على اسم هؤلاء الملائكة ليكون هذا المكان المرتفع هيكلا للرب وليكون العائشون فيه مشابهين للملائكة في السيرة والخدمة.

وأضاف حسام إن المصادر التاريخية تشير إلى أن الدير مؤلف من قسمين مختلفي الشكل والنوعية القسم الأول يضم سلسلة من المغاور المحفورة والثاني يضم أبنية ضخمة وإن المغاور مقسمة إلى قسمين قسم يشكل مغاور لحياة مشتركة رهبانية وقسم آخر لحياة أكثر توحدا / إفرادية / حيث يتواجد معها مدرج خاص لاجتماع الرهبان مع الشيخ الروحي لأخذ التعاليم.

وأضاف حسام إن الدير لم يسلم من نوائب الدهر وعوامل الزمن حيث تخرب مرارا وأعيد بناؤه بدءا من عام 1981 بالتشجير والعمران واليوم يستمر الاهتمام بهذا الدير حيث يستضيف في أقسامه الجديدة نشاطات الشبيبة التطوعية الذين يأتون من كل أنحاء سورية ومن لبنان للتأمل والصلاة وممارسة رياضة تسلق الجبال والعمل التطوعي كغرس الأشجار والعناية بها إضافة إلى النشاطات الترفيهية الأخرى وهي مستوحاة من العادات والتقاليد سواء في صيدنايا أو في المدن الأخرى.

كما تضم صيدنايا دير مار توما الذي يعد من أضخم الآثار الرومانية في المنطقة ويقع على الجبل المطل على صيدنايا من ناحية الشمال يبعد حوالي 2 كم فيه آثار ومدافن ومغاور وأهمها مغارة الديوان الكبير وكانت مكانا لاجتماع الرهبان درجه محفور بالصخر وعلى جدران الكنيسة بعض الرسومات والكتابات اليونانية.

وتحافظ صيدنايا على تاريخها الديني حتى عصرنا هذا فهي اليوم ملك لجميع السوريين ويضاف لذلك جمالها المعماري حيث تأسست بيوتها القديمة والحديثة على الصخر متصاعدة فوق بعضها حيث يتنقل سكانها من بيت لآخر ومن حارة لأخرى عبر أدراج حجرية ضيقة ومرتفعة.

والزائر لمدينة صيدنايا يستوقفه السحر الممتزج بالقداسة والرهبة والخشوع فالكنائس والأديرة المصنوعة من الأحجار الضخمة تتجاور مع دوالي العنب التي تتدلى من البيوت والكروم وتتعانق مع المغارات الضخمة المحفورة في الصخر كمغارة حرارة من العصر الحجري وعدد من الكهوف والمدافن البيزنطية.

واليوم تعتبر صيدنايا من أهم المواقع الاصطيافية وفيها عدد من الفنادق الكبيرة الراقية والمطاعم والمنتزهات حيث يتوافد إليها الزوار من الوطن العربي ومن دول العالم للزيارة والحج إلى أماكنها المقدسة لاسيما في الأعياد والمواسم الدينية حيث تقام فيها المهرجانات الفلكلورية التقليدية كعيد التجلي في السادس من آب وعيد دير السيدة في الثامن من أيلول.

سانا
ماريا حنا
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى السياحة والرحلات“