دلال الأطفال بين الإيجاب و السلب

صورة العضو الرمزية
ماريا حنا
مشرف
مشرف
مشاركات: 1554
اشترك في: الأحد سبتمبر 12, 2010 1:57 pm

دلال الأطفال بين الإيجاب و السلب

مشاركة غير مقروءة بواسطة ماريا حنا »

دلال الأطفال بين الإيجاب و السلب


دلال الأطفال حالة طبيعية فيها الكثير من الرقة والحنان والعطف عليهم كونهم كالبراعم لم يعرفوا مشقة الحياة وقساوتها إلا أن حالة الدلال الزائد بشكل عام هي حالة غير منطقية لأنها تفرض على الأهل عبئاً كبيراً عندما يمارسونها تجاه أطفالهم في كل الأوقات ولها منعكسات سلبية جداً على الأهل من جهة و على الأطفال من جهة أخرى.

فالطفل إذا أعطي ما يريد في كل مرة يخطىء أو يصيب فيها تتشكل لديه قناعة في التمرد في كل وقت يرغب أو يشتهي شيئاً من الأشياء دون أن يعلم أن هذه الرغبة تقع في جادة الصواب أو الخطأ.‏

وهنا يجب أن يتجه دور الأهل إلى توجيه الطفل إلى أخطائه وقد يأخذ التوجيه أساليب مختلفة حسب الحالة التي يرتئيها الأهل بحيث يتدرج من الأدنى إلى الأعلى سلباً أو ايجاباً لأن عقل الطفل لا يستوعب في البداية الحالة المطلقة في الإيجاب أو السلبية بدون وجود النقيض، فإذا ما قام الأهل بتلبية جميع طلبات أطفالهم فإن الطفل يقوم بالإصرار على تلبية طلبه في كل مرة سواء كان طلبه منطقياً أم لا حيث يظهر الطفل ذلك من خلال أنماط متعددة للسلوك (كالبكاء و التخريب و الارتطام بالأرض) أما إذا انتبه الأهل منذ بداية تشكل الوعي لدى طفلهم وقاموا بتعويده بتلبية الطلبات الأساسية والضرورية انتظار تلبية بعض الرغبات غير الضرورية لبعض الوقت مع منعه عن التصرفات السلبية بحزم فإنهم يحققون نتيجة تقترب من المثالية لهدوء طفلهم و التعبير عن طلباتهم بشكل هادىء ،وقد يلجأ الأهل إلى هذه الحالة بأنماط متعددة تنتقل بين اللين تارة و الحوار والتوعية تارة أخرى وربما القسوة أحيانا لكن ليس القسوة المبالغ فيها وبالنتيجة لا القسوة و لا اللين وإنما يبقى التعامل مرهوناً بشكل دائم بنوع الحالة التي تواجه الأهل ودرجة استجابة هذا الطفل أو ذاك لما يمليه الأهل عليه.‏

«كلمة لا»‏

يقول الباحث دنيس شولمان: إن الإطفال يترجمون ردود فعل الوالدين إلى سلوكيات تمكنهم من تحقيق ما يريدون، ولذا من الخطأ الكبير أن يتعود الطفل على تلبية جميع طلباته من المفروض أن يسمع كلمة (لا) كثيراً فيكشف عندها عن استخدام الأساليب الملتوية لتحقيق مطالبه.‏
وقد أكدت جميع الدراسات في مجال تربية الطفل أن ذكاء الأطفال فطري يصعب تفسيره أمام بعض المواقف فرغم بساطة تفكير الطفل إلا أنه يبدي ذكاءً غريبا حيال لعبة يصر على شرائها.‏

لذلك لا بد أن يسمع الطفل كلمة (لا) في بعض أو كثير من الأوقات إذ إن كثيراً من الإزعاج أفضل من قليل من الانحراف السلوكي ومع ذلك هناك وسائل كثيرة لإيقاف هذا الإزعاج فعندما يدرك الطفل أن ما يريده يتحقق بالإزعاج مثلاً فإنه يتحول إلى طفل مزعج إن أهم الوسائل التي تعمل على تعويد الطفل أن يكون مثالياً ويطلب ما يحتاج إليه فقط هو التقليل من جلوسه أمام شاشات التلفزيون و الكمبيوتر، فكثيراً ما تستغرب الأم إصرار طفلها على شراء حذاء مرسوم عليه (سلاحف النينجا أو سبايدر مان أو غيره من أبطال أفلام الكرتون) حتى لو كان هذا الحذاء تعيساً تجعل من هؤلاء الأطفال صيداً سهلاً وثميناً للإعلانات التجارية نظراً لقدرتها على التأثير في عواطف و عقول الأطفال لذلك على الأهل أن لا يمتثلون دائما لرغبات طفلهم بشراء هدية أو لعبة في كل مرة يخرجون بها في نزهة خارج المنزل. فتعويض الآباء للأبناء لغيابهم عنهم لا يكون بالشراء المتكرر المبالغ فيه أو تلبية أي طلب دون نقاش‏

البحث عن وسائل مفيدة‏


لذلك على الأم مساعدة أبنائها في البحث عن وسائل مفيدة تشغل أوقاتهم كما أنه من المناسب جداً أن يعتاد الطفل منذ الصغر أن يتعامل مع متطلبات الحياة، فذلك يساعد بالحد من دلال وتمرد الطفل. فعلى الأم أن تجعل طفلها يؤدي بعض الواجبات المنزلية فبعد وجبة الإفطار بإمكان طفل ذي الأربع سنوات أن ينظف طاولة الطعام و ينقل الصحون إلى حوض الغسيل وبإمكانه أيضاً أن يسهم في غسيل الصحون مع بعض كلمات الإطراء وبإمكان طفل الخمس والست سنوات أن يرتب سريره ويجمع ألعابه و كتبه ويرتبها، كما من الضروري أن يتحمل الأبناء الصغار بعضاً من الأعباء حتى يتعودوا تحمل المسؤولية وقد أكدت الدراسة أن على الأم أن توجه ابنها أو ابنتها إلى القيام بهذا العمل و تشجعها عليه.‏

كما يجب أن لا تلبي الأم كل ما يطلبه طفلها فوراً حتى لو كان منطقيا، و أن تحاول أن تربط طلب الطفل بعمل ما يكون مكافأة له على ما أنجزه فمن شأن ذلك رفع قيمة السلعة التي حصل عليها فيحافظ عليها وقتاً أطول.‏

فحين يطلب دراجة مثلاً: يجب على الأم أن تجعله يساعدها في عمل ما لمدة أسبوع أو أكثر لقاء ذلك لكي يحس بقيمة الشيء الذي حصل عليه فيمابعد.‏

فتعويده على ذلك يؤدي به إلى طاعة ومساعدة واحترام والديه لذلك لا يجب أن تنسى الأم أن وظيفتها الأساسية هي تنشئة أطفالها حتى يسلكوا طريقهم بيسر في الحياة وتعليمهم بأن الحصول على شيء يتطلب جهداً حقيقيا و أن الدلال والتحايل والإلحاح لا يأتيان بنتيجة أبداً.‏
ماريا حنا
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأسرة والمرأة“