مطران ماردين مار يوحنا

المشرف: أبو الياس

صورة العضو الرمزية
بنت السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 715
اشترك في: الجمعة يناير 15, 2010 9:27 pm

مطران ماردين مار يوحنا

مشاركة غير مقروءة بواسطة بنت السريان »


عن أخبار السريان

حدثنا الأب أنطوان دلي آبو عن مطران ماردين : مار يوحنا وأعماله ومواقفه بعد التحية والترحيب الذي قدمه رئيس اللجنة الخيرية السيد ادوار سعادة للأبوين الفاضلين والحضور الكريم ، كما هنأ الأب شكري توما بذكرى مرور عيد ميلاده الروحي الثامن والعشرين .وبدأ الأب أنطوان بحديثه قائلاً :
من بين عظماء رجالات كنيستنا السريانية والذين تركوا بصمات لا تنسى بمواقفهم وأعمالهم ، مطران ماردين : مار يوحنا . وُلد في الرها سنة ( 1087 أو 1088 ) من عائلة فقيرة وسُمي يوسف ونشأ وتحلى بالفضائل وترهّب في إحدى أديار جبل الرها المقدس وروّض نفسه على النسك والعفة ، شاع صيته وفضائله حتى بلغ مسامع البطريرك اثناسيوس السادس ولما اختبره وابصر بما يتحلى من خصائل حميدة رسمه................

مطراناً على ماردين وتوابعها وهو يأبى ذلك اتضاعاً ، وسمّاه يوحنا وذلك سنة 1125 م . فنهض ورفع من شأن أبرشيته بورعه ومروءته وعزيمته وبُعد همته ، لقد صرف عنايته إلى العلم وعكف على مطالعة الكتب الدينية والعلمية ساهراً ، وكان مولعاً بعلم الهندسة وانصبّ على علم المساحة فأدرك منه بفضل اجتهاده وذلك بتحويل مياه العيون والأنهار إلى حيث يشاء حتى ذاع صيته في هذا الفن وحُظي بسببه عند ملوك ما بين النهرين شرفاً عظيماً وثروة واسعة أنفقها في أعمال البر والمساكين والمشردين واجتهد كثيراً في عمران أبرشيته فتطوع بترميم وإنشاء الأديار والكنائس الخربة وأقام لها الكهنة والرهبان . فجدد دير مار حنانيا ( الزعفران ) مقر مطرانيته ، ودير مار كوركيس ، ودير مار دانيال الحبشي الناسك . ولم يقف فضله عند حدود أبرشيته لكنه شمل ما جاوره فرمّم وجدّد جانباً من معاهدها الدينية متبرعاً بالكتب المقدسة والطقسية البديعة التي استنسخها على نفقته . بلغ عدد الكنائس والأديرة التي جددها اربع وعشرون ختمها بدير مار برصوم حيث كتب إليه رئيس الدير الراهب ميخائيل الملطي ( البطريرك ميخائيل الكبير ) يسأله القدوم إليه للنظر في تحويل الماء إلى الدير من عيون قريبة لأن جماهير الناس تجتمع في الدير من الطوائف والأمم لا سيّما في عيد القديس مار برصوم وهم يشكون العطش لنقلهم الماء على البغال من مكان بعيد ، فلما مسح الأرض مار يوحنا باشروا بالعمل وتشجع الرهبان بعد التذمر وأكمل العمل وجُلب الماء إلى الدير فزاد من شهرة المطران فتم المشروع في 24 \ 8 \ 1163 م ولا تزال آثار هذه القناة حتى يومنا هذا ( دير مار برصوم يقع بالقرب من ملطية شُيد بناؤه في أواسط القرن الخامس قامت فيه سوق للعلم من المئة الثامنة إلى أواخر القرن الثالث عشر .
ومن مآثره عندما احتل عماد الدين الزنكي مدينة الرها عام 1144 وسمح لجيشه بنهب المدينة حيث نزلت الكوارث والمظالم بأهلها فقتل عدد كبير من الشعب فتألّم مار يوحنا لهذه النكبة ، فكتب عن الكوارث التي أحاطت بالرها وأنه لو كان هناك جيش لما احتلها الزنكي – كما ان سيغال مؤلف كتاب ( الرها المدينة المباركة ) يتحدث عن موقف المطران الشجاع والانساني ويقول لو كان هناك جيش لما احتل الأتراك الرها . أما اللاهوتيون حوله لاموه على كلامه . كان هذا عشية عيد الميلاد من يوم السبت 24 كانون الأول حيث قُتل ما بين \ 6000 – 10000 \ نسمة ، يقول الرهاوي المجهول واصفاً الأحداث : " يا له من منظر يثير الشفقة والهلع ! فقد اختنقوا وسحقوا وصاروا كتلة واحدة نحو خمسة آلاف نسمة وسُبي نحو عشرة آلاف صبي وصبية وأُبيد في هذه المجزرة الكثير من الكهنة والشمامسة والنساك والرهبان . ولقد اعترض كتابه أربع :
1ً – المطران يوحنا ابن اندراوس \ 1156 م \
2ً – القس صليبا القريكري \ 1164م \
3ً- ايليا مطران كيسوم \ 1171 م \
4ً – المطران ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي مطران آمد \ 1171 م \
حزن المطران يوحنا وألمه ولكنه لم يقف عند كلامه ، بل افتدى كثيراً من الأسرى واعتقهم لوجه الله كما كان يطوف في أنحاء الأبرشية ويحثُّ المؤمنين على القيام بأعمال البر ومساعدة البؤساء والمحتاجين .
هناك قصائد لمأساة نكبة الرها ، ابن الصليبي كتب قصيدتان وثلاث قصائد لمطران الرها آنذاك مار باسيليوس ابن شومنه \ 1169 \ وهو سليل الأسرة النبيلة وشهد خرابها بعينيه مرتين ولكن وللأسف قصائده مفقودة ومن مآثره : عمل على تقديس الميرون باتقان فشرع بالبحث في كتب البيعة ومراسلة الأفاضل والعلامة مار يعقوب الرهاوي وفي المجمع المنعقد بدير مار برصوم \ 1155 \ ثبت صحة تقديسه للميرون وطلب من سائر الأساقفة الأقتداء به فكرّس الميرون ثلاثة عشر مرة في حياته ( لم يكن تقديس الميرون مقصوراً على البطاركة ) كما عقد مجمعاً في ديره برئاسة اغناطيوس الثاني مفريان المشرق وسنّ فيه الأباء \ 40 \ قانوناً وذلك عام \ 1153 م \ .
وبعد شيخوخة صالحة لفظ أبا الأيتام والأرامل أنفاسه الأخيرة ، وكان ثاقب العقل ذكياً حكيماً عالي الهمة محباً ومحبوباً منصرفاً إلى صالح رعيته . وبعد سنة من وفاته جلس على العرش الانطاكي بدير الزعفران المطران مار ميخائيل الكبير عام \ 1166 \ فنظّم قصيدة عدّد فيها محاسنه ووفاه حقه في الرثاء والثناء .
فجعلت الكنيسة تذكاره يوم وفاته 12 تموز وأدرجته في سفر الحياة مع القديسين .
كما قدم لنا الأب الفاضل شكري توما لمحة عن ميلاده الروحي فقال :
ُأثبت عيد ميلادي في بطاقتي الشخصية بيوم ميلادي الكهنوتي 12 \ 12 \ 1941 ولها ذكريات عزيزة في قلبي والذي يعمل يخطأ والحياة فيه التوفيق وفيه فشل ولكن الرب كان معي خلال مسيرتي الطويلة في هذا الحي المبارك ، لقد أتيت إلى هنا دون أن أعرف أي شخص في الحي حتى لم يكن في ذاك الوقت من أهل الجزيرة فيه .
كنت اكليركياً وأدرس في مدارس منطقتي ولكنني كنت مقدماً على السفر وحاصلاً على جواز السفر للهجرة وعندما أتيت إلى حلب لأتبارك من سيادة المطران جرجس الذي كان يراسلني على الدوام ويحثني على الرسامة في الحي وأنا أرفض ولكن إرادة ربنا ، لما سلمت عليه عاد وفتح موضوع الرسامة فقلت له : ماذا تريد سيدنا أنني جئت لنيل بركتك قبل رحيلي ولكن لا أعرف ماذا حدث ، إنها مشيئة الله قلت له نعم سأرتسم . وفوراً اتصل بالمعنيين وحددت الرسالة ووافقت على النظام المالي الموجود في ذاك الحين وطلب المسؤول مني شروطي والراتب فقلت \ 1000 \ ل.س وليس لي شروط سوى تأمين مسكن لعائلتي ووافق كل منا ولما عدت إلى بلدتي وتكلمت مع الخورية لم تعارض ، لقد اختُبرت هنا عند لقائي وموعظتي وسماعهم لصوتي ، وطُلب مني الحضور إلى الاوندالغ وحضرت وسئلت ورسمت يوم الأحد الواقع في 5 \ 12 \ شماساً انجيلياً وفي الأحد التالي 12 \ 12 كاهناً على يد المثلث الرحمات البطريرك يعقوب الثالث والمثلث الرحمات المطران ملاطيوس برنابا والمثلث الرحمات ديونيسيوس جرجس القس بهنام . وتعلمت من الأب الفاضل المرحوم ادي توما والشماس الراحل عبد الغني ثم خدمت عشر سنوات وحدي إلى أن ارتسم الأب والأخ جورج كلور ثم الأب والأخ أنطوان دلي آبو وها نحن نعمل بيد وقلب واحد في حي واحد ثم تلاهم رسامة عدة كهنة من الرعية الأب أفرام ويعقوب ويوسف وجوزيف ، هؤلاء كلهم خارج الحي . فبدأت محاولاً التنظيم في بعض الأمور ، في البدايات كانت المهمة صعبة وكان هناك نهضة عمرانية واقتصادية ولكم قليلاً قليلاً تعرفت على أهل الحي ، لا رئيس ولا مرؤوس كلنا عائلة واحدة كبيرة وزوّجت بناتي لأهل هذا الحي وابني تزوج من بنات الحي ولا أنكر جميل الحي، ومع كل ما حصل من أبيض وأسود ، إنني أطلب السماح من الجميع وأسامح الجميع ولم أتقاعس عن تأدية أي طلب يُطلب مني لأنني أكن حباً كبيراً في قلبي للجميع ، هذه هي محطة من محطات حياتي .
فقدمت اللجنة الخيرية وجميع الحضور بطاقة حب وتهنئة للأب الفاضل بعيد ميلاده ، وتمنوا له الصحة والعافية ودوام التوفيق .
فترة المحاورة التي تلت محاضرة الأب أنطوان :
عبود قريو
نكبات الرها ساهم فيها بعض رجالات الرها ، لما دخل الصليبين لمدينة الرها وجاء يوم الأحد ، أراد أحدهم التناول رفض الخوري مناولته لأنه كاثوليكي وهذه التصرفات الخاطئة كانت سبباً من أسباب خراب الرها .
د . رزق الله تورو
ما هي مؤلفاته ومن أين مورده ؟
لا يوجد لديه مؤلفات كلها مفقودة لكنه هندسي طبوغرافي وكمؤلف أدبي يصنف وسطاً أما دينياً فعقد مجمعاً وأصدر قوانين للكنيسة ، أما مورده من عمله بتحويل مياه العيون والآبار والترميم .
وأُعلن عن تكريم الملفونو جورج قمر الذي سيقام بعد الظهر ، في الساعة الخامسة من يوم الأحد الواقع في
12 \ 12 \ 2004 .
قال الدكتور رزق الله تورو : هذه الملحوظة تحز في نفسي ، يجب أن يكون التكريم أولاً في أبرشيته فالتكريم من أهل البيت .
لوسين كردو
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى عظماء السريان“