فضول الطفل... ميزة حسنة وأسئلته مشروعة

صورة العضو الرمزية
ماريا حنا
مشرف
مشرف
مشاركات: 1554
اشترك في: الأحد سبتمبر 12, 2010 1:57 pm

فضول الطفل... ميزة حسنة وأسئلته مشروعة

مشاركة غير مقروءة بواسطة ماريا حنا »

فضول الطفل... ميزة حسنة وأسئلته مشروعة


ينكب العديد من علماء النفس على عالم الطفولة لمعرفة ما ينطوي عليه من خفايا وخبايا ويرى الكثير منهم أن فضولية الطفل ميزة حسنة لابد من مراعاتها بالرد بوضوح على أسئلته إذا أردنا أن نبعده عن الكتب

وعلينا أن نفكر في أننا ندفعه بمثل هذا التكتم تجاه ما يشغل باله للبحث عن إجابات من مصادر غير موثوق بها قد تقوده إلى الانحراف بدلاً من الاطلاع على الحقيقة وتحريره من العقد النفسية ويقدم علماء النفس بعض المفاتيح التي تساعدنا في الإجابة على أسئلة أطفالنا منها أن الطفل في هذه المرحلة يتميز بكونه عالماً صغيراً لما وراء الطبيعيات وإذا بدت أسئلته بأنها تلقائية وعفوية إلا أنها في الواقع نتيجة تفاعل وعلمية داخلية مبنية على تنظيم منطقي لجملة تصورات وجودية حول الحياة والموت والخلق والجنس وغيرها.‏

وخلافاً لما تعتبره الأخلاق فإن الفضولية ميزة جوهرية تمثل حافزاً أساسياً للتوجه نحو المعرفة ولا توجد أسئلة يجب أن يمتنع الطفل عن طرحها فكافة أسئلته مشروعة وعلينا أن نعرف كيف يجيب عنها حتى ولو اعتبرنا الأجوبة صعبة وحساسة وعلينا أن نتخذ أسئلته على محمل الجد وألا نضرب بها عرض الحائط باسم الأخلاق ولكن يجب ألا نعظمها ونغالي بها معتبرين مثلاً أن ابننا عبقري لأنه يسأل لماذا هناك موت؟!‏

وفي الواقع لا جدوى من أن نحمل الطفل على الاعتقاد بأننا نعرف الجواب فيما نكون نجهله فعلاً فالكذب في الرد على أسئلة أساسية تقوض ثقة الطفل بنا وقد تأتي بنتائج عكسية ودراماتيكية على الصعيد الاجتماعي ولماذا يجب على الطفل أن يوافق على معلومات ندلي بها إذا أتينا بأجوبة كاذبة على أسئلته!‏

عندما تستحيل الاجابة الفورية عن السؤال يمكن ارجاء الجواب إلى وقت آخر فيمكن مثلا أن نقول: لا يمكن أن أجيبك اليوم سأجيبك عندما تصبح كبيراً .. وعندما نفاجأ بسؤال يمكن أن نعترف للطفل «لا أعرف ماذا أجيبك الآن ولكني سأفكر في الموضوع!! هكذا لا يفقد الطفل الثقة بالأهل وللعلم فإن استخدام لغة التشبيه قد يسيء إلى الطفل لأن طبيعته تميل إلى التمسك بحرفية ما نقول له فالهوة بين الوهم والواقع كبيرة في حياته لدرجة أنها تحمله على أن يختار بين ثقته بالبالغين على حساب معطيات حواسه أو الاستهانة بثقته بما يقوله البالغون لمصلحة تصوراته.‏

ولكن كيف نتفادى لغة التشبيه من دون أن نعرض مصادر الحياة للجفاف؟.‏

رأي عالم النفس أن نعطي معلومات قاطعة في مسائل تتعلق بالروحانيات والمعرفة المطلقة مسألة تؤثر في استقلالية الطفل وتجعله يحكم على الانسان في مسائل تعود إلى حكم الله وحده.‏
ماريا حنا
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأسرة والمرأة“