الأسرة وتربية الطفل في عصر المعلومات

صورة العضو الرمزية
ماريا حنا
مشرف
مشرف
مشاركات: 1554
اشترك في: الأحد سبتمبر 12, 2010 1:57 pm

الأسرة وتربية الطفل في عصر المعلومات

مشاركة غير مقروءة بواسطة ماريا حنا »

الأسرة وتربية الطفل في عصر المعلومات

قال حكيم صيني: إذا أردت أن تحصد بعد عام فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تحصد بعد عشر سنوات فاغرس شجرة، وإذا أردت أن تحصد بعد قرن فعلم شعباً، لأنك إذا زرعت قمحاً فإنك تجني مرة واحدة، وإذا غرست شجرة فإنك تجني مرة واحدة كل عام، وإذا علمت شعباً فإنك تحصد دائماً.

التربية مفتاح التغيير‏‏

وإذا كانت الأسرة هي الخلية الأولى للانتاج والتي يركز عليها بناء المجتمع الإنساني، فهي مؤسسة انتاج اجتماعي رائدة، تتم فيها صناعة البشر بآليات تبدأ معها بقوة منذ فترة ما قبل الولادة، وتستمر حتى ما بعد الستين فهي التي تقوم بتزويد الطفل بالمعرفة التي تضيء له الطريق في عصر العلم والثقافة لتجعل منه إنساناً قادراً على صناعة التغيير الذي اتسم به عصر المعلومات.‏‏

وهذا لا تتم معالجته إلا من خلال التربية التي تقودها الأم في معظم الأحيان، فالتربية هي مفتاح التغيير كما يؤكد المربون، وهي وسيلة لبناء الإنسان القادر على حمل رسالة الأمة وبناء مستقبلها الذي تريده وحضارتها التي لاتنفصل مطلقاً بين العنصرين المكونين لها ولأي حضارة، وهما العنصر الروحي الأخلاقي والعنصر المادي، فلا تفصل العلم والتقنية والعمل عن المنظومة الأخلاقية التي تحفظ الإنسان كفرد وكمجتمع يصبو للسعادة والاستقرار والأمن والأمان، ولايمكن للتربية أن تعمل على بناء مجتمعها مادياً ومعنوياً وتحفظ له هويته وشخصيته وهي تلهث وراء ركب أجنبي لايحقق إلا مصالح أصحابه، بل عليها أن تبني مركباً خاصاً بمجتمعها، بحيث تتصل بما أتى به العالم الغربي من معلومات وتقنيات وتحاكم هذه المعطيات بموضوعية وفق معيار محدد يمثل هوية المجتمع، وما يريد هو لنفسه.‏‏

الحضن المستوعب للطفل‏‏

فالمطلوب في عصر المعلومات شخصية منفتحة ومحاورة ومبدعة ولديها قدرة كبيرة على اكتساب المعلومات وتجديدها باستمرار ، بل وتذهب الأسرة في تربية طفل عصر المعلومات إلى تعليم الطفل خلق المشكلات وإبداع حلول لها مستمدة من الواقع المعاش، والقيم التي تريد تأهيلها في بنيانه الاجتماعي لتحفظ عليه ثقافته وهويته ومعطيات حضارته.‏‏

ومن حق الطفل أن ينشأ في بيئة تلبي احتياجاته وتنصت لمتطلباته وترد على أسئلته واستفساراته، وتهيىء له كل الوسائل وأدوات إغناء الفضول المعرفي. وهو بحاجة خلال سنواته الأولى لحضن ثقافي يقدم له الإثارة الحسية ويساعد على بناء قنوات الاتصال بينه وبين البيئة، ويقدم له الإجابة العلمية على الاستفسارات التي يبديها ، بل إن من المهم أن يمنح الحضن الثقافي الأمن النفسي للطفل.‏‏

لإنجاح مهمتها كأم‏‏

والحقيقة أنه لا يمكن للأم أن تقدم للمجتمع عقلاً مفكراً يساهم في صناعة التغيير المجتمعي وهي تشكو انخفاض دخلها المادي الذي يتسبب في تدني نوعية الغذاء، بالإضافة لانعدام وسائل التثقيف الأسرية من كتب ومجلات ووسائل تقانات حديثة من حاسب آلي وأنترنت لدى الأسر ذات الدخل المحدود، فهناك علاقة بين ارتفاع دخل الأسرة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.‏‏

كما إن تعليم المرأة يساهم في تقديم مساهمة فعالة في إنجاح مهمتها التربوية كأم، وذلك ما أثبتته الأبحاث الحديثة حول الوقاية من خطر الوفيات المبكرة بين الأطفال، وقد اتضح من هذه الأبحاث أن تعليم النساء عامل حاسم في هذه الوقاية، فهي التي تسهر على صحة أولادها ونموهم الجسدي السليم.‏‏

فالأم المتعلمة قادرة أن تساعد أولادها في دروسهم ، فتقدم لهم جراء ذلك دعماً عقلياً ومعنوياً يساعدهم على مايجدونه من صعوبة في التحصيل المدرسي، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار البرامج المكثفة وارتفاع عدد التلاميذ في الصف الواحد.‏‏

ومساعدة الأم المتعلمة لأولادها على النجاح المدرسي لا تقتصر على ما تقدمه لهم من معونة مباشرة على إتمام واجباتهم المدرسية بل تتعدى ذلك إلى المناخ الثقافي الذي تتسم علاقاتها بهم فقد أكدت عينة استبيان أجريت على عدد من الشباب والشابات على ذلك، إن من حيث اهتمامها بمواضيع دراستهم أو نوعية الأحاديث التي تجريها معهم أو ارشادهم على المطالعات والبرامج التلفزيونية المفيدة لثقافتهم.‏‏

كما تسهم الأم في رسم الخريطة العقلية للطفل التي تحدد مسار الفكر في المراحل العمرية اللاحقة، فإما أن يرى الطفل العالم حوله من نافذة الحوار والتفاعل الإيجابي مع البيئة المحيطة، أو سيراها من ثفب صغير ذي اتجاه وحيد الرؤية وظهور مشكلات في القدرة على التفاعل مع البيئة.‏‏

ويمكن وبسهولة أن تسهم الأم غير المتعلمة بعرقلة نمو شخصية ابنها من خلال ممارسات تربوية خاطئة تتكرر داخل البيئة الأسرية، وبالتالي تخسر الأسرة والمجتمع معاً موارد بشرية تعرقل مسيرة نهضة المجتمع، بينما الأسلوب التربوي للأم المتعلمة يكون متفهماً وصبوراً لاكتشاف ذات الطفل، فالنمو الثقافي والفكري للأم له أهمية كبرى في بلوغ هذه الغاية.‏‏
ماريا حنا
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: الأسرة وتربية الطفل في عصر المعلومات

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

شكراً لك على هذه الدراسة
لكن لكل قاعدة شواذ
في بلادنا الكثير من الأمهات الغير متعلمات
تخرج من بيوتها عباقرة ومتعلمون وناجحون
والكثير ن عائلات مثقفة كان أولادهم فاشلون
ليس بالضرورة الأم المتعلمة تكون مثقفة وواعية
لكن كان عليهم قول الأم الواعية وليس المتعلمة
لا نقدر تعيم هذه الدراسة على جميع الشعوب
لكل شعب وبلد قواعده
بركة الرب معك
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
صورة العضو الرمزية
ماريا حنا
مشرف
مشرف
مشاركات: 1554
اشترك في: الأحد سبتمبر 12, 2010 1:57 pm

Re: الأسرة وتربية الطفل في عصر المعلومات

مشاركة غير مقروءة بواسطة ماريا حنا »

صورة
ماريا حنا
ماريا حنا
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأسرة والمرأة“