البندق... شجرة عمرها آلاف السنين.. وسورية موطنها الأصلي... يعد ريعاً اقتصادياً هاماً للدول المنتجة
الثلاثاء 9-11-2010م
اعتقد الكثير من الشعوب قديما، أن غصن شجر البندق المتشعب له قوة خارقة. فالخرافات تروي كيفية استخدام قضبان السماء الموجودة على شجر البندق في العثور على المياه أو المعادن الموجودة تحت الأرض. وكان الاعتقاد السائد أن شجرة البندق السحرية لاتنتمي إلى جماعة أشجار البندق الحقيقية، ولكنها حسب نظرة القدماء إليها كان يُفترض فيها أن تكون ذات قوة سحرية هائلة.
من الفصيلة السنديانية
تعتبر شجرة البندق من أجود الأشجار شجرة من الفصيلة السنديانية Quercineae الساق تعلو من 6-7- م في الأرض الخصبة، الأغصان لينة مغطاة بورق، والأوراق مسننة قلبية ومتوالية، وعلى سطحها وبر ناعم وبراعمها مستديرة.
أزهارها تبتسم في أواخر الشتاء وقبل وتفتح الأوراق وهي على نوعين ذكرية وأنثوية، فالأولى بشكل زهرية طويلة متدلية والثانية سنبلة قصيرة تكون ضاربة إلى الحمرة كما تكون أطول من حراشف البراعم المحيطة بالزهور، وكلا النورتين الذكرية والأنثوية على شجرة واحدة فهي مستقلة الجنس وحيدة المسكن، والثمرة بندقة محاطة بغلافه والغلاف الثمري قاسٍ وبداخله بذرة فلقتاها لحميتان وهو مايؤكل من الثمرة، ويختلف حسب الأنواع منها ماهو كروي ومنها ماهو بيضوي ضمن عنقود يحتوي من ثمرتين إلى سبع ثمرات وهذا العنقود بارز في غلاف ورقي مشقق الحواف. ويمثل شجر البندق غطاءً وطعاماً مهماً للحيوانات والطيور البرية. ويقوم المزارعون بزراعته، لاستخدامه للتخفي، أو لحماية النباتات الأخرى. ورغم ذلك فإن شجر البندق يمثل في غابات أخرى غطاءً كثيفًا، يجعل من الصعب على شتلات الأشجار الأخرى، أن تنمو تحتها. ورغم صغر شجرة البندق فإن أفرعها قوية ومرنة ولذلك يستخدمها الناس في صنع السلال الخشبية، ومقابض السياط، والأطواق الخشبية، وأشياء أخرى مماثلة
كسارة البندق
كسّارة البندق وملك الجرذان حكاية اسطورية للقاص الرومنسي ارنست هوفمان، نشرها 1816. ملخصها أن أسرة الطبيب سَتالْبوم كانت تحتفل ليلاً بشجرة الميلاد. وقد تحلق حولها ولداه الصغيران وكانا معجبين بالهدايا المعلقة بها, وخاصة بهدية صديق الأسرة دُروزَلْمالر, وهو رجل قصير القامة، ماهر في صنع الآلآت الدقيقة.
غير أن أبصار الصغيرين عتّمت وتحولت عن هذه الطرفة البديعة إلى أشياء أخرى، فتوجه الصبي فريتز الى عساكره، وماري إلى عرائسها الجميلة والى كسّارة البندق.
وكانت هذه الأداة مصنوعة على شكل إنسان مرتدٍ ثياب جندي من الخيّالة, وعند منتصف الليل دبّت الحياة في اللعب والدّمى، وقامت بقيادة الجندي الخيّال بهجوم على جماعة الجرذان بقيادة ملكها.
وخافت ماري من القتال، وانكمشت، في بادئ الأمر، في زاوية الغرفة, ثمّ ما لبثت فتدخّلت في المعركة للدفاع عنه.
وبينا هي ناشطة في الهجوم والانكفاء حطّمت زجاج الخزانة التي تحتوي على العرائس, وأصيبت بجرح بليغ.
- في أثناء نقاهتها روى لها دُروز لمالر حكاية غريبة عن الأميرة بيرليبات التي سحرها ملك الجرذان، وشوّه جمالها انتقاماً من والدتها الملكة التي حرمته من طعامه.
وأصبح شفاؤها وإعادتها الى حالتها الأولى متعذّرين إلاّ على فتى مستعدّ لكسر جوزة كراتاكوك الصلبة بأسنانه, مقابل أن يتزوج منها.
وبعد التفتيش في جميع القارّات عُثِر على هذا الفتى في نورمبرغ، وحقق رغبتها، وأرجعها الى صباها وجمالها. ولكنها أبت الوفاء بوعدها بقبوله زوجاً لأن لعنة ملك الجرذان نزلت به بعد أن حطّم الجوزة، فتقلّص جسمه وهزلت ساقاه.
- بعد أن برأت ماري من جرحها عادت المعارك الليلية في غرفة اللعُّب سيرتها الاولى.
فأخذت الصغيرة في سبيل إنقاذ (كسارة البندق)، وتخفيف حدّة القتال، تُقدّم لملك الجرذان نصيبها من الحلويات والأطعمة الشهية.
وعرفت ماري، من بعد، أن الفتى الذي أنقذ الأميرة بيرليبات هو ابن شقيق دُروزَلْمالر، وهو الذي مُسِخ بصورة كسارة البندق. فرأت ماري أن الأميرة قد أخطأت برجوعها عن وعدها، وعن قبول منقذها زوجا لها، مهملة إياه في هذه الحالة المزّريّة بعد أن ضحّى بالكثير في سبيلها. وعند ذلك حدثت المعجزة، وتحولت كسارة البندق الى فتى جميل، اصبح بعدها زوجاً لماري.
- هكذا تنطلق الحكاية من واقع اجتماعي برجوازي، وتنتهي في عالم من الخيال، ويمتزج العنصران امتزاجاً تاماً، حتى إن الأسلوب نفسه يعبر، في براعة فائقة، عن تلاقي الحقيقة والحلم.
وقد أوحت هذه الحكاية لإسكندر دوماس الأب موضوعا آخر بعنوان كسارة البندق، واستقى منها الموسيقيّ الروسي تشايكوفسكي موضوع مغناة في فصلين وثلاث لوحات (1892).
موطنه الأصلي
ويعتبر جنوب أوروبا وآسيا الغربية أهم مناطق زراعة البندق في العالم، حيث تعد زراعتها مجزية اقتصادياً، وتعتبر تركيا الأولى حالياً في انتاجها بحوالي 800 ألف طن سنوياً، تصدر منها مايعادل 1.5 مليار دولار.
في سورية
تعتبر سورية من المواطن الأصلية لشجرة البندق، ويستطيع البندق أن يعيش في جميع مناطق سورية، وهو يألف المناطق المعتدلة وجميع الاتجاهات توافقه وخاصة الشمسي الرطب.وينمو البندق في جميع الأتربة ولاسيما الرملية الطينية والإرواء ضروري لنموه في البساتين
فوائده الطبية
أفاد باحثون أن المواد الغذائية الموجودة بالبندق صديقة للقلب والشرايين كونها مصدر ل «أوميجا3»، التي تمنع تخثر الدم وانسداد الشرايين، وتخفض ضغط الدم وتقلل خطورة المصابين بمرض السكري من إصابتهم بأمراض القلب.
وأشاروا إلى أن البندق مادة غذائية غنية بفيتامين «إي» فهو مضاد للتاكسد ومانع للشيخوخة المبكرة، ويفيد عند انخفاض نسبة السكر في الدم أثناء فترات الحيض، مؤكدين أن فيتامين «إي» الذي يحتويه يمنع تطور مرض السكر، ينظم فعاليات القلب والشرايين والدماغ والأعصاب، ومفيد في شفاء الجروح، كما يحمي من الإصابة بسرطان البروستات، إضافة الى أن البندق يحتوي أيضاً على فيتامين «ب5»، وفيتامين «ب6» الذي يقوي نظام المناعة ومفيد عند انخفاض نسبة السكر في الدم، ويحتوي على فيتامين «ب9» الضروري أثناء فترة الحمل، لأنه يقلل من المادة المسببة لانسداد الشرايين, ويقلل من خطورة الجلطة القلبية والشلل والخرف
كما أكد علماء أن تناول البندق ربما يساعد في الوقاية من السرطان لأن هذه الأغذية تحتوي علي مركب طبيعي يمنع نمو الأورام
