فرح الخادم

المشرفون: الأب الياس عبدو،مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

فرح الخادم

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

فـــرح الـــخـــادم
افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا (فيليبي 4 – 4 )

ما أعظم حياة الفرح فهي تعبّر عن حضور الرب دائما، فقد كانت بشارة الملائكة للرعاة في ميلاد المخلص بشارة فرح وفي قيامته أيضا فرح التلاميذ حينما أبصروا الرب.

الفرح يعطي حياة للآخرين ومعناه أن يعيش خادم الرب في سلام داخلي وعلى وجهه ابتسامة تعبّر عن فرحه الداخلي. ومصدر الفرح الحقيقي هو الصلة القوية بإله الفرح والإيمان الشخصي بالرسالة وقيمتها، واقتناع الخادم بحياته البتولية فإن عاش هذه القناعات عاش حياة الفرح وبدونها تصبح ابتسامته هزيلة وسريعة الزوال. ويشعر مخدومه بذلك.

والعائق الوحيد في طريق الفرح هو الخطيئة بكامل معناها، مثلا يشغل الشيطان خادم من الخدام بأي فكرة لدرجة انه لا يرى وقت يصلي به فيخدعه الشيطان بالخدمة على أنها شيء جميل ويكون الهدف منها ان يبعده عن الصلاة أو عن حياته الروحية الخاصة. وكأن الشيطان يضع أي فكرة من الأفكار الخبيثة .

فعندما تسود على خادم الرب تنزع منه فرحه وسلامه وتجعله يعيش في قلق وحرمان وانقسام القلب. حتى انه يفقد طعم الحياة والخدمة ويعيش كأنه موظف وليس كرسول

ربما تقول يا أخي أن ضغوط الخدمة، والظروف المحيطة بها ولا يوجد أحد يقدّر ظروفك. ولا شكر من المخدومين. وكذلك الرئاسة هذا يجعلك تفقد فرحك الداخلي. ( كلمة تشجيع تعطيه دفعة قوية لمتابعة الخدمة)

كلا يا أخي فمار بولس يقول "افرحوا في الرب كل حين" فقد عاش بولس هذه الخبرة الرعوية من آلام، صوم، سهر، تعب، بناء كنائس، اضطهاد، صلوات. والآباء الرسل أنفسهم "خرجوا من المجلس فرحين" لأن الله وجدهم أهلا لقبول الإهانة من اجل اسم يسوع (أعمال 5 – 41).

ونتساءل معا: لماذا يفرح خادم الرب؟

يفرح لأنه مجنّد تحت لواء ملك الملوك ورب الأرباب، يستخدمه الرب لخلاص النفوس. كم من نفوس كانت على حافة الهاوية والرب استخدمك لخلاصهم وقبول توبتهم وإعطائهم الغفران باسمه، ألا يحق لك أن تفرح؟!.

يفرح لأنه يلد أولادا جددا للرب من خلال المعمودية سر التوبة. وكذلك أسر جدد للرب من خلال سر الزواج. وكذلك بسبب انضمام أعضاء جدد للرب.

يفرح لأنه يرى ثمرة خدمته من شباب يعيشون دعوتهم المسيحية بعمق. وآخرون يقدمون حياتهم لخدمة الرب.

يفرح لأن الرب يستخدمه كإناء خزفي في مرافقة عشرات ومئات من شعب الله.

يفرح بسبب محبة شعبه له، واختيار الرب له لهذه الخدمة بالرغم من عدم استحقاقه. (أي بالنعمة). أليست كل هذه الأمور من دواعي سرور وفرح خادم الرب؟

اجتهد دائما أن تعيش حياة الفرح بالرغم من صعوبة رسالتك. وتأمل بعمق من يسرق فرحك منك. وقدمه للرب كصليب تعيشه، وثق أن الرب سيمنحك نعمة فرحه فهو القائل للراعي العظيم مار بولس عندما شعر بشوكة الجسد وقوتها، "نعمتي تكفيك لأن قوتي من الضعف تكمل".

في رسالة بولس الرسول إلى أهل (أفسس 5: 15 – 16) فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. اسلكوا كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة.

الوقت ما أثمنه يا رب، إنه عطيّة مجانية منك، إنه حياتي، عمري كله، وزنة يجب الحفاظ عليها والعمل بها. وأنت قلت يا يسوع لتعمل ما دام النهار، وسوف تحاسبني عن كيفية استغلال وقتي كخادم للرب؟ (العامل إذ لم يعمل فسيحاسبه صاحب العمل) ومع من قضيته؟ ولمجد من أيضا؟ لذلك ستسألني وتقول لي: )شعلة نار)

كم من وقت قضيته في صلاتي الشخصية، وتأملي اليومي كخميرة لخدمته النهارية؟

كم من وقت قضيته في قراءة روحية، وكتابية، وثقافية لأقدّم غذاة دسما لشعبي؟

كم من وقت قضيته بجانب المرضى، المهمشين، والحزانى، والمتألمين، والخطاة. وبسبب ذلك عرفوا الرب واختبروا محبته وفيض تعزيته؟

كم من وقت أنفقته في زيارات رعوية لا هدف لها، إلا تقديم ذاتي شخصيا؟

كم من وقت قضيته وكان سببا في تشكيك الجالسين معي وهدمهم روحيا؟ بالمقارنة مع الجلسات التي أبخل بها على الآخرين في سبيل بنائهم روحيا؟

كم من وقت قضيته في المشاهدات التلفازية، والمحادثات الهاتفية المطولة على حساب خدمة رعيتي وحياتي الروحية؟ (عندما يصبح خادما ويفتكر أنه بذلك ارتاح ولكنه لم يعلم لأنها البداية)

كم من الوقت قضيته في فرح البشارة بانطلاق وبدون همّ أو قلق؟ وأيضا كم من الوقت قضيته في حزن وهمّ وانشغال بعيدا عن روح الفرح بسبب تعلّق بأمور زائلة؟

كم من الوقت ربحت فيه النفوس العطشى للرب؟ وأيضا ربحت ذاتي؟ (اشرب من راس النبعة)

حقا ما أثمنه إنه عطيّة مجّانية، وكل ساعة تمضي منه تقربنا للأبدية، فكن أمينا وحكيما في استخدام وقتك على مثال العذارى الحكيمات اللواتي كنّ أمينات في انتظار العريس الرب. وليس كالجاهلات اللواتي كنّ نائمات وسمعن صوت العريس الذي أتى فجأة فطلبن الدخول معه للعرس فقال لهنّ: "إنّي لا أعرفكن" وأغلق الباب أمام وجوههنّ.

أخي إن القضية ليست قضية طول السنين إنما كيفية استخدام هذه السنين وتسخيرها لمجد الله وخير النفوس. ربما يكون عام واحد مملوء بركة وثمار روحية لك وللنفوس، أكثر من أعوام كثيرة أكلها الجراد من حياتك.

اسأل ذاتك كيف تستخدم وقتك؟ وما هو الوقت المهم بالنسبة لك. ولا تنسى كلام الرب "كونوا أنتم على استعداد، لأن ابن الإنسان يأتي في ساعة لا تنتظرونها. (متى 24 – 44).

القس الياس عبدو
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
صورة العضو الرمزية
بنت السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 715
اشترك في: الجمعة يناير 15, 2010 9:27 pm

Re: فرح الخادم

مشاركة غير مقروءة بواسطة بنت السريان »

قدس أبونا الياس المبارك
ليكن موضوعكم نبراسا امام عيون القراء
نستنير بضوئه وننسج على منواله
دعائي لكم بالعمر الطويل لتبقى مصباحا ينير اروقة الكنيسة لابنائها المؤمنين
وان يكرس ما بقي من أيام عمرنا لخدمةالفادي يسوع وابيه وروحه القدوس
وليجعل فرحنا كاملا به وبوصاياه
ويساعدنا كي نصلي صلاة ترضي جلاله
يحفظكم الرب
إنّه السميع المجيب أمين
ابنتكم بالروح

بنت السريان
صورة
صورة العضو الرمزية
munir_qutta54
مشرف
مشرف
مشاركات: 262
اشترك في: الأحد مايو 30, 2010 9:39 pm

Re: فرح الخادم

مشاركة غير مقروءة بواسطة munir_qutta54 »

mari: ang2: jes: ang2:

bshem
الى الاخ الاب الياس احترامي مع الود والتقدير لما تنشره من كلمه

كلها معنى وايضا تكملها الفرحه فيارب يعطيك العافيه لاننا فرحون

بنشرك الفرحه ويارب ديمها علينا لانها بمعاني الرب ومحبة الله لذا

تقبل ردي هذا البسيط بفرحة من اخ يرسم الفرحه للاخر ويدعو الفرح

ليستقبله البعيد وبها يكون مع الكل لنصبح كلنا الجميع 00 تحياتي 0

واحترامي وتقدير للغالي العزيز اخي سمير على اختياره الموضوع 0

سلام الرب معك

منير قطا



صورة

munir_qutta54


أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأب ألياس عبدو“