الراعي والأجير بقلم الأب ألياس عبدو

المشرفون: الأب الياس عبدو،مشرف

صورة العضو الرمزية
الأب الياس عبدو
مرشد روحي
مرشد روحي
مشاركات: 23
اشترك في: الجمعة أكتوبر 29, 2010 10:46 pm

الراعي والأجير بقلم الأب ألياس عبدو

مشاركة غير مقروءة بواسطة الأب الياس عبدو »

الـــــــــراعـــــــــــــــــي والأجـــــــــــــــيــــــــــــــــر

أيها الأحباء: كثيرا ما نسمع في الكنائس من قرآت في الإنجيل المقدّس، والذي يوصلها إلى مسامعنا هم رجال الدين، الذي اختارهم الرب يسوع منذ الصغر ليكونوا خدّام الكلمة، وليقوموا على خدمة أسراره اللالهية، وليوصلوها إلى الرعيّة التي أاتمنوا عليها.

إنني اوجه هذه الكلمات إلى كل راع في رعيته، وبصفتي كاهنا أخدم أسراره المقدّسة، وأقولها بصراحة:

إن الذي يدخل سلك الكهنوت ( الرعاية) دون الاهتمام بها، فهوا أجيرا ليس براعيا، جاء طامعا بمنافع مادية. جاء ليأخذ كل شيء ويذهب. لأنه أجير وليس براعيا لا يبالي بالخراف، بل بمنفعته الشخصيّة المادية، لذلك تتشتت الخراف.حين تميل الشمس لتختبئ وراء الأفق فتقفل الأغنام راجعة إلى الحظيرة، وتتعرض لهجمات الذئاب التي تكون كامنة في مخابئها، متحينة الفرصة لتفتك بها. ففي هذا المثل قال السيد المسيح له المجد عن نفسه: انّه الراعي الصالح. فهنا كلمة الصالح تعني: الجميل، البديع، الفاضل والخيّر.

من مميزات الراعي الصالح:-

1- تضحية نفسه عن الرعية.

2- المعرفة المتبادلة بينه وبين الرعية.

3- تضحية اختيارية لا اضطرارية.

الـــراعــي الصالح يبذل نفسه عن الخراف.

هذا هو العنصر الفدائي في مزايا الراعي الصالح. ففي عصرنا هذا من هو الراعي الذي يسأل عن خرافه أو يتفقدها قبل أن يذهب إلى مخدعه؟ من هو الراعي الذي يهتم بمصلحة رعيته قبل الاهتمام بمصالحه الشخصية؟ أين هو الراعي الصالح الذي يبذل حياته عن رعيته كما فعل السيد المسيح؟ إن السيد المسيح جعل نفسه ذبيحة إثم.هذه هي التضحية العظمى الّتي تنطوي على:-

1- حب الراعي للرعية.

2- شجاعته التي بها يستحق المخاطرة.

3- حرصه على ألاّ تتبدد من الرعيّة أحد.

الأجـــير: فقد وصف السيد المسيح الأجير بحبّه لذاته، فهو يقدّم الرعية على مذبح مصلحته الذاتيّة. وأمّا الذي هو أجير وليس راعيا على الإطلاق، فلا هو بالراعي الصالح بل مأجور من الراعي لحراسة الأغنام.الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا يترك الخراف. فمن صفات الأجير هنا الجبن والهرب وعدم المبالاة. عندما يأتي الذئب ليخطف الخراف، لا يخطف فردا فردا. فهنا يظهر جبن الأجير. فإذا كان راعيا يقاوم الذئب ولا يدعه يخطف أي خروف من خرافه.لأن الرعية بعد أن ترى الذئب يخطف منها واحدا فواحدا، لا تستطيع أن تقف ضد هجماته فتبدد الرعية.فعدم مبالاة الأجير الذي يدّعي نفسه راعيا ولا يبالي بالخراف، فهذا إحساس داخلي في القلب همّه كلّه الاهتمام بمنفعته الشخصيّة الماديّة. لذلك تتبدد الرعية لأنها تنظر راعيها غير مهتم بها.فهل هذا الراعي يستطيع أن يتحمّل مسؤولية خلاصنا؟ هل خلاصنا بواسطته؟ فالأفضل له أن يخلّص نفسه أولا ومن ثمّ خلاص رعيّته المؤتمن عليها.فللراعي الصالح معرفة متبادلة بينه وبين الرعية. لا كمثل الراعي الذي يهتم بجزء بسيط من الرعية التي تكمن مصلحته المادية لهم، فيقوم على خدمتهم دون باقي الرعيّة.

وهنــا يـتـكلّم المسيح عن نفسه.

وأما أنا على خلاف الأجير. فإنني الراعي الصالح واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني. معرفة عميقة داخلية هي معرفة العين المحبّة الفاحصة لتصل أعماق قلوب الرعيّة فتعرفها فردا فردا.إن قياس المعرفة المتبادلة بين المسيح ورعيّته، هي المعرفة المتبادلة بين المسيح والآب، فهي معرفة مؤسسة ومبنية على الحب الصادق والتفاهم المتبادل. فقال أضع نفسي عن الخراف. فإذا أراد مخلصنا أن يشرب كأس الموت المريرة ليخلصنا. أفلا نجد نحن لذّة في الحياة التي صارت لنا بهذا الموت حياة حلوة لذيذة.

فالخراف تعني جميع المؤمنين، إن كفّارة المسيح عامة من حيث كفايتها. خاصة من حيث فعاليتها. فهي كافية لجميع الناس، شافية لجميع المؤمنين.ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة. فهنا الحظيرة الواحدة تضم رعايا كثيرة، والخراف الأخر هم اتباع المسيح من الأمم، فلا يمكن أن تحصرهم جدران معينة وانما تحرصهم محبة المسيح. لأنّه شخصية المسيح الغنيّة هي المغناطيس الأكبر الذي يجتذب أبناء الله المتفرقين ويضمهم إلى صعيد واحد. فلا تحدّهم طائفة، ولا تحصرهم أنظمة منظورة بل هم في كل قبيلة وأمّة.فينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعيّة واحدة وراع واحد.ما دامت الرعيّة له فهي ملكه، لذلك يجب أن تكون عنده فتسمع صوته.

لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضا. فهنا تضحية اختيارية، إن الذئب لا يستطيع أن يفترس الراعي المضحي بنفسه عن الخراف، إلا إذا استضعف الراعي أمامه، فمع أن الراعي متصّف بالشجاعة والتضحية، إلا انه محاط بالضعف الذي لولاه لما تمكن الذئب منه.فهذا هو الفرق بين المسيح وبين أي راع. فالمسيح لم يسلّم نفسه للموت عن ضعف، بل عن سلطان أرادته الحرّة المختارة. قبارادته الحرة كسر شوكة الموت وقام( لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضا). فالمسيح يضع نفسه ليأخذها أيضا.

أما الراعي العادي فلا يستطيع أن يضحّي عن نفسه في سبيل رعيّته، لأنه ضعيف لا سلطة له ولا حول له أيضا. فوجوده في خدمة الرعية فقط في خدمة أسرارها السبعة المؤتمن عليها، ذلك لأنه ضعيف ولا يعلم بأنه هو السلطة الحاكمة في الكنيسة. فهنا تكمن شجاعة الراعي وقوته في الخدمة والمحافظة على الخراف. فالمسيح وصف تضحيته الاختيارية وصفا بارعا.

1- محبّة الآب له ( لهذا يحبني الآب ) ( يوحنا10-17-ا). فالمسيح كابن مطيع للآب والآب يحب الابن. فالابن راض بمشيئة الآب ( سررت أن اعمل مشيئتك) والآب راض بالابن ( هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت). فان طاعة الابن للآب بلغت ذروتها في الصليب.أطاعــه حــتــى الــمــوت.

2- حقيقتها الذاتيّة ( أضع نفسي لأخذها أيضا)( يوحنا 10-17-ب) فلقد مات المسيح بقوّة إرادته، وقام أيضا بقوّة إرادته. هذا دليل قاطع على أن المسيح كان مقدرا قيمة التضحية العظمى التي بذلها لأجلنا.

3- قوّة إرادته ( ليس أحدا يأخذها منّي بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا)( يوحنا 10 – 18- ا) إن المسيح ضحّى بنفسه وأسلمها لأنه أحب. لم تكن المسامير قادرة أن تثبّت يديه ورجليه في الصليب، لكن حبّه للبشريّة ورضاه بمشيئته. الآن هما اللذان ثبّتا يديه ورجليه بخشبة اللعنة. فالمسيح شرب كأس المرارة لأنه قبلها راضيا مسرورا ( الكأس الذي أعطاني الآب ألاّ أشربها). فالموت هنا جزاء الخاطئ، ولكن المسيح كان خاليا من الخطيئة بشهادة الأعداء والأصدقاء.

4- وظيفته الفدائية( هذه الوصيّة قبلتها من أبي)(يوحنا 10 – 18 – ب). هذه المأموريّة موت المسيح وقيامته اختياريا. هذه مهمّة عجيبة بل هي مهمّة الأزل الأبدي. فالصليب ليس وليد المصادفات ، بل هو ثمرة موآمرات الكتبة والفرّيسيّون، ولا هو غضبة الأرض الظالمة، بل وليد تدبير أزلي محكم من محضر الله، والمسيح تواضعا منه يسمّي هذا التدبير وصيّة بالنسبة له كابن، لكنّه قام به لأنّه قبله.

استنتاجا لكل هذه المعاناة التي عاناها الرب يسوع أثبتت شيء واحد الـــــمــــحـــبـــــــة.

فيجب على الراعي الذي أؤتمن على الرعيّة أن يتمتّع بالمحبة الكبيرة الصادقة، وان يعامل ويعلّم الرعية المحبّة الذي قال لنا وعلّمنا درسا جميلا في التواضع:- حين قال:- أحبّوا أعدائكم- وباركوا لاعنيكم- احسنوا إلى مبغضيكم- وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات ( متى 25-44-45).

فالصفات التي ذكرها القدّيس بولس موصيّا تلميذه طيمثاوس بقوله له للذين يتقدّمون إلى خدمة الكهنوت هي: يجب أن يكون الأسقف من لا عيب فيه، بعل امرأة واحدة، صاحيا، عفيفا، محتشما، مهذبا، مضيفا للغرباء.قادر على التعليم، غير مدمن الخمر، ولا سريع الضرب. بل غير مخاصم ولا محبا للمال.( اتي 3:2-4).


الأب الـيـاس صلـيـبـا عــبـــدو

بــيـــت لـــحـــم
صورة العضو الرمزية
بنت السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 715
اشترك في: الجمعة يناير 15, 2010 9:27 pm

Re: الراعي والأجير بقلم الأب ألياس عبدو

مشاركة غير مقروءة بواسطة بنت السريان »


cro2:
قدس أبونا الموقرالأب الياس المحترم
ها قد بدأ عطر البخور يصلنا مع موجات الأثير
معبّقا أرجاء موقعنا بشذى التعابير الروحانية المنبعثة
من بيت لحم أفراتة
بوركتم يا وكيل الرب
ها انتم تخرجون بأعظم نتيجة لكل سردكم ألا وهي المحبة التي
أوصانا بها السيد المسيح لان بها حياتنا
ما اعظم المحبة إنّها كنز لا يفنى
شكرا ابونا على هذه العظة البليغة بمعانيها
أبونا الموقر أحب أعرّفكم بأني أخت يوستينا الراهبة الموجودة في دير مار مرقس في القدس
ang4:
إبنتكم بالروح
بنت السريان
صورة
صورة العضو الرمزية
munir_qutta54
مشرف
مشرف
مشاركات: 262
اشترك في: الأحد مايو 30, 2010 9:39 pm

Re: الراعي والأجير بقلم الأب ألياس عبدو

مشاركة غير مقروءة بواسطة munir_qutta54 »

mari: ang2: jes: ang2:

#000000 بركة الرب ونعمته تطيلان حياتك الرعويه في بيته وعلى رعاته اميننا

يارب كلام موزون له طعمه الخاص وذات شفافيه كله مصداقيه وحقيقه

من واقع بما يعانيه شعبنا لبعد الراعي عنه اي لحمايته من الذئاب ودعوتك

اخي بالروح الاب الياس عبدو اتمنى ان ياخذها كل المعنيين بها بنظر الاعتبار

لان اليوم هو يوم المطلوب لمثل هذه القصه الراقيه المفعمه بالحكمه والايمان

عسى الرب يوفقك على ماتصبوا اليه ونحن نطلب منه الرحمة ليساعدنا على

ماهو نحن عليه ومانصبوا اليه الا هو الصبر والايمان لمكافحة الشيطان ***

أحترامي مع الود والتقدير اخي بالروح ابونا الياس لك تحياتي 0
bshem
سلام الرب معك



صورة

munir_qutta54


أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأب ألياس عبدو“