قامشلى ايام زمان 00وعيد الصليب 00بقلم: المهندس سمير شمعون

[المهندس سمير شمعون]

اشعلت القديسة هيلانة النار على قمم الجبال لكى تخبر ابنها الملك قسطنطين ملك القسطنطينية
بانها عثرت على الصليب الحى بعد ان وضعت الصليب على الميت وقام من الموت0
هذه كانت وسيلة المراسلة فى قديم الزمن 0ومن ذلك الوقت وجد عيد الصليب ودوما بتاريخ 14 ايلول
ايام زمان عندما كنت بالابتدائى ستينيات القرن الماضى اقترنت فرحة قدوم عيد الصليب واشعال النار بمناسبة افتتاح المدرسة المزعجة 0
وقبل العيد باسبوع كنا ابناء كل حارة بالقامشلى نبدأ بتجميع الاخشاب حيث كنا بعد الرجوع من المدرسة
ولم يكن الدوا م قد استقر نجتمع امام منزلى كون منزلى يتوسط الحارة انا وابناء حارتى ونتفق معا على الوجهة التى سنذهب اليها لتامين الخشب من سوق النجارين او من الاشجار حيث كنا نكسر الاغصان ونتركها تنشف
وكنا نؤمن كل ماهو قابل للحرق من خشب او كرتون او صناديق عنب وفى احد المرات اتفقنا كل اولاد الحارة ان
يجلب كل واحد كرسى من منزله ويكسره ويضعه مع الاخشاب التى جمعناها وفى اليوم الثانى كانت امهاتنا
يسألون بعضهم: (هل نسيت امبارح كرسى عندكن ؛ هل كرسينا عندكن وى)0ولكنهم اكتشفوا ما فعلناه وكانت النتيجة( كل واحد اكللو كفين ورفسة عل الماشى )0
وفى ليلة 13-ايلول وعند اقتراب الليل كنا نجتمع ونبدا بوضع التراب على الارض لكى لا يحترق الزفت ونضع الخشب فوقه وكل حارة تفتخر بان كمية الخشب التى جمعتها هى اكثر اى ان الاحتفال سيد وم عندهم فترة اطول ونكون قد علقنا صليب من الكهرباء بمنتصف الحارة من بيتنا لبيت خالة جانيت والدة لاعب الجهاد سمير احمر ونشعل النار ويبدأ الاحتفال وعندما تعلو النار نبدأ بالقفز من فوقها ويكون صوت المسجلة يصدح بالاغانى وبصوت مرتفع وكل الحارة يبدأوا برقص الرقصات الفولوكلوريةالجماعية مكرسين مرحلة الحارة المحبة الحارة المنزل الواحد ( الكوفندى والباكية واليركولى والعراقية وبعض هذه الرقصات اندثرت مع بساطة وعفوية تلك الايام)0وكنا نسهرلمنتصف الليل وكان اهل الحارةكل بيت يخرج كراسيه ويجلسون امام حوشهم العربى
وكانت تعلو اصوات النكت والضحك من هنا وهناك ولا زالت صورهم الجميلة مرسومة بذاكرتى ( خالة مريم وحفيدتيها سيهام الملقبة بكاتيوشا (مقيمة بالمانيا) و حياة (مقيمة بالسويد) وكانوا ساكنين بمنزلنا وخالة جانيت وخالة نزيرة وخالة جوزفين والدة جاك ابلحد بيرى (مقيم باميركا) وخالة طونى والدة عبود بارومة )0
وعند انتهاء الاخشاب وتخمد النار كنا نرش عليها الماء وكل عائلة تدخل لمنزلها0
وفى ا لصباح كنا نذهب للكنيسة لحضور قداس عيد الصليب وكان يقدس لنا الاب ميشيل هندو والاب بطرس ميرزا
و كان والدى يحكى لى عن العيد فى ازخ فقال :كنا نشعل الميليدى(النار) فى حوش كنيسة العدرا وكنا كل اهل ازخ نرتل ونصلى حتى منتصف الليل وبعدها يذهب كل واحد لبيتو 0

[ابن السريان]

سلام الرب معك
أخي الحبيب سمير
سلمت يمناك على هذه المقالة الرائعة من ذاكرة أيام زمان في القامشلي الحبيبة
لقد أسترجعت الذكريات برغم قساوة الحياة
أحييت فينا حب الوطن والشوق والحنين له
أعاد الرب عيد أكتشاف صليبه المقدس
على كل المسيحيين وبالأخص حاملون أسم الصليب
كل عيد وهم بألف خير ودمتم

[ابو كابي م]

شكراً ابو سمرة