قامشلى ايام زمان 0التياترووسعيد ساوى بقلم المهندس سمير شمعون

[المهندس سمير شمعون]

كانت القامشلى قبل ا لنزوح اليها . منطقة موبؤة لكثرة المستنقعات و كانت الاراضى خضراء و الاشجارمثمرة والبساتين وكروم العنب 0 وكانت القامشلى ممتلئة بالبعوض الذى ينقل الملاريا وكان والدى يقول اذا الطير شرب من ماثها يحلق فى الجو ويسقط بعد لحظات ميتا 0
ونزح اليها الناس من تركياكنتيجة طبيعية للسفر برلك الذى تعرض له المديادى والمارديلى والغرزانى والبشيرىوالبنيبلى والازخينى والارمنى والاربوية وكان الناس في بادئ الامريعيشون تحت الخيام ويعملون بالتجارة والزراعة 0
وبعد فترة قصيرة غدت القامشلى بلدة عصرية حديثة بفضل هذه الناس التى نزحت اليها وبدت وكانها خلية نحل الكل يعمل وقد اعطاها الحظ مجموعة من الادمغة
الذكية النظيفة العاقلة الاقتصادية التى عرفت كيف تدير دفة الاقتصاد( فلم تنفق مرابحها كلها على الملذات بل تصرفت بحكمة بمرابحها) فى البلدة الحديثة ونذكر من هذه العيل على سبيل الذكر وليس الحصر :
1- عائلة عبى وعيسى ويعقوب شمعون ( يزرعون الحبوب )
2-عائلة اصفر ونجار ملك الرز
3-عائلةجنكو ( كانوا معلمين بزراعة الرز والقطن)
4—عائلة ملكى اسمر
5—عائلة هداية
6—عائلة حداد ( اصحاب سينما حداد)
7- ترزى باشى (الاستاذ الياس ترزى باشى رئيس بلدية القامشلى عام 1929)
8- مانوك (صاحب مطحنة مانوك )
- 9 فهمى وجيمس انيس
10- كلو شابو
11-يعقوب وصليبا ورشيد مراد
12-معمار باشى
13-فرج مقدسى نعوم
14-ابراهيم حاجيكى
15-مرقة
وبدت على الناس مظاهر الرخاء والغنى والترف واذا تجولت فى القامشلى ترى فيها المنتزهات والسينمات وكل اماكن الرفاهية و كان هناك ايضا التياترو 0
والتياترو ( كاباريه) هو مكان للرقص وقد قال السيد جورج رزق اللة ( ابو رزوق) قامشلى بوقتها كانت اجمل من كاليفورنيا كان فى خيرات كتير قامشلى ما كان تنام لحد الصبح وياريت ترجع هديك الايام 0
كان يوجد فى القامشلى تياترو عدد ثلاثة وقد تم بنائهم على نهر الجقجق :
تياترو لصاحبه السيد سعيد ساوى وقد بنى تقريبا بتاريخ قبل عام 1937 وموقعه كان على مدخل الجسر الكبير باتجاه ا لشارع الذى يذهب الى الحدود مع تركيا
على نهر الجقجق ( وحاليا موقع كونديشن ايوازيا ن )وكان كله اشجار وورود والارض خضراء وكان فيه غرفتين يقيم بهم السيد سعيد ساوى وكا ن المسرح الذى تقدم عليه الراقصا ت نمراتهم من خشب وكان يرافق الراقصة عازف جمبش وخشخاشة وكمنجة وقال ابو رزوق بان السهر كان حتى الصباح وكان الكل معه نقود كثيرة فقد كانوا يرشون على الراقصة مئات الليرات وكنا نسمع بان احدهم وضع التبغ داخل المئة ليرة وصنع للراقصة سيجارة وشربتها ( والمئة ليرة كان يشترى بها حوالى ثلاثين كرام ذهب) وقد كانوا يطلبون الكباب والمشروبات الاوربية الاصلية مع مقبلات وفواكه ومشروب الراقصة كانت تكلف السهرة مئة وخمسين ليرة 0ودوما كانت جميع طاولات التياترو كاملة والسهر حتى الصباح 0 وعند انتهاء السهرة كانت تكلفة التوصيلة بالحنتور ليرة واحدة
وقد توفي السيد سعيد ساوى فىحمص عام 1982
والتياترو الثانى لصاحبه ايشو الكلدانى وكان يقع فى بقجة طمبى وهى جزيرة فى نهر الجقجق عند الحمام و قد كانوا يعبرون الى التياترو على رمبة خشبية وقد كانت بقجة طمبى كلها اشجار وورود ومياه عذبة وكانت الاضاءة من كل الالوان وخافتة
حتى تعتقد بانك ضمن اجمل جزيرة بالارض وواقع اجمل من الا حلام 0
والثالث كان المسبح البلدى حاليا وتم تغييره الى مسبح تقريبا عام 1955وكان يديره ايشو الكلدانى
وكان ابو رزوق يكلمنى عن ذكريات شبابه وتلك الايام بحصرة ولوعة وكادت دمعة تسقط من عينه الراحلة لذاك الزمن االرائع باحدائه ورجاله وبحثت عن تلك العا ئلا ت التى بنت القامشلى فلم اجد منها الا بقية قليلة جدا0
وكم تمنيت ان اكون قد رافقت نشوء القامشلى وان اكون احد صناع نهضتهاوشاهد حى على مراحل تطورها وازدهارها 0
وانا الان ذاهب للنوم تذكرت امى وتنور امى وخبز امى واكلة الروس والصمكات (المقاد م )التى كانت تضعهم فى الق د رى 0(وعاء من الطين )وتسد فوهة القد رى وتضعها فى التنور بعد ان تصنع الخبز وتغلق فوهة التنور حتى اليوم الثانى وتخيل طعمة تلك الاكلة اذا لم تاكلها بتلك الطريقة لن تستطيع تخيلها 0وتصبحون على خير
اتقدم بالشكر لكل من قدم معلومات واخص بالشكر 1- السيد ابو رزوق
2-السيد اسكندر ابو جورج

[ابن السريان]

سلام الرب معك
أخي الحبيب مختار القامشلي
شكراً لك على هذه المعلموات الرائعة والقييمة
بأنتظار الجديد من أبداعك
دمتم

[ابو كابي م]

يعطيك العافية أخي سمير على هذه الذكريات الرائعة
ابو كابي

[المهندس سمير شمعون]

الاخ ابو كابي المحترم
اشكر مرورك الكريم على مقالي
تحياتي

[بنت السريان]

ابن خالتي المبارك
أشد ما يعجبني فيك مصداقيتك في سرد الموضوع
والذي تشحنه بطيبة قلبك وتمسكك بأشجان الماضي وتفاعلك معها
بوركت حبيبي والرب يرعاك ايها الغالي

بنت السريان