كلمة الرئيس الأرميني التي ألقاها من أمام نصب شهداء الأرمن في

[حنا]

قال الرئيس الأرميني في كلمة ألقاها اليوم في دير الزور بعد زيارته نصب الشهداء:

أنا اليوم هنا لأنه لم يكن باستطاعتي ألا أن أكون هنا. وقد جاء بي إلى هنا الألم الأكبر لشعبي في أول إبادة جماعية في القرن العشرين والتي تُعتبر أكبر عار للبشرية المتقدمة. إن أثر ذلك العار في القرن الحادي والعشرين مازال بارزا على جبين جميع أولئك الذين بتجاهلهم الحقائق الدامغة يواصلون جعل هذه المسألة مادة سمسرة وحولوها إلى معيار الحياة والسلوك.

إن المأساة الرهيبة التي وقعت في صحراء دير الزور هي إحدى أفظع الجرائم التي ليس من الممكن معرفة تفاصيلها والتعبير عنها بواسطة اللغة البشرية.

لن أدخل في التفاصيل لأنها معروفة حتى لأولئك الذين ينفون واقع المجزرة بصورة علنية.

إن الأشخاص الذين كانوا قد فقدوا بيوتهم وأطفالهم ووالديهم وصحتهم بل وحتى الأمل، والشئ الأهم إن أولئك الناس الذين فقدوا الوطن كان قد بقي لهم أن يفقدوا الشئ الأخير وهو الحياة على أساس برنامج تم إعداده على مستوى سياسة دولية.

إن المؤرخين والصحفيين في كثير من الأحيان يقارنون دير الزور مع أوسفينتسيم بالقول: إن دير الزور كانت أوسفينتسيم الأرمن". أعتقد أن هذه المقارنة ترغمنا على عرض التاريخ بشكل آخر وهو "أن أوسفينتسيم كانت دير الزور اليهود". فبعد جيل فقط أصبحت البشرية شاهدة عيان لجرائم ضد اليهود مشابهة للجرائم ضد الأرمن في دير الزور. أنا اليوم هنا كرئيس وطن جميع الأرمن جمهورية أرمينيا اتسائل: متى وأين ستجري محاكمة نيورنبرغ الخاصة بالأرمن؟

أنا هنا لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة التي تعرض لها الجزء الأكبر من شعبي والذي تم القضاء عليه جسدياً وثقافياً. لن أعدد مقياس ونوعية الخسائر. أنا هنا لأنه تم نتيجة المجزرة القضاء على أعداد ضخمة من الناس الذين كانوا يحملون الكثير من اللهجات الخاصة بإحدى أقدم اللغات الهند أوروبية وهي اللغة الأرمنية.

ولكن وبعد كل ما حصل نقول إننا مستعدون لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع تركيا المعاصرة، ومستعدون لفتح الحدود وإقامة العلاقات الاقتصادية، مستعدون لبذل الجهود بهدف إقامة الثقة بين شعبي أرمينيا وتركيا، مستعدون لتقريب المجتمعين من بعضهما البعض بإزالة الأكاذيب والمختلقات والأفكار المتحجرة والتي نشأت خلال العقود الماضية بسبب عدم وجود أية صلات بيننا. نحن نقول هذا بكل صراحة لأننا واثقون في أنه لايوجد لدى الشعوب المجاورة لبعضها البعض خيار آخر سوى مايتم إقتراحه ولو للمرحلة الأولية. وقد تم بواسطة توقيع المذكرات الأرمنية التركية خلق إمكانية تاريخية والتي يجب أن تكون لها نهاية منطقية.

نحن لانقبل تفسير الحوار الثنائي الأرمني التركي بأنه تهرب من عملية الإعتراف بالمجزرة الأرمنية. لاأعتقد أن ذلك يساعد عملية التقارب.

إضافة إلى ذلك يجب عدم التركيز على اللجنة الخاصة بالمؤرخين لأن المذكرات الأرمنية التركية تشير إلى أنه يجب تشكيل لجنة حكومية مشتركة في مجال التاريخ وهذا لاينفي حقيقة الإبادة وأعتقد أن الجميع يفهمون بصورة جيدة ماذا يعني ذلك وماهو الفرق الموجود.

أرجو من الذين يحاولون بأي شكل الحديث عن المجزرة الأرمنية أو الاعتراف الدولي بها أن يتذكروا قليلاً قبل اتخاذ أي قرار أن هذه الصحراء السورية ما تزال تتذكر المصائر الرهيبة للملايين من الناس من أبناء شعب عريق تم حرمانهم من الوطن.

في عام 1915 تم تجريد الشعراء الأرمن ومنهم تانيل فاروجات وادوم يركانيان تم تجريدهم من ثيابهم قبل قتلهم لأن ثيابهم كانت أوروبية الصنع وبالتالي كانت باهظة الثمن . .. لم يكتفوا بقتلهم بل سرقوا منهم حتى ثيابهم.

أحب أن أذكركم أنه "من المستحيل أن تقتل شعبا لا يريد الموت" . نحن شعب يرغب الحياة ومن الآن فصاعدا لا أحد يستطيع المساس بنا خاصة أننا اختبرنا أفظع الجرائم التي مورست بحقنا ولم تقتلنا بل زادتنا قوة.

دعونا نتطلع إلى الأمام إلى المستقبل فمازال لدينا الكثير لنقوله للعالم، الكثير الذي حرم دانيال فاروجان وادوم يركانيان من قوله ... سنقوله نحن.

وأخيرا، من هنا من دير الزور، أقولها وبصوت عال "موجودون وسنبقى موجودون".


http://www.KhabarARMNI.com،

[ابن السريان]

سلام الرب معك
أخي الحبيب حنا
شكراً لك على نشر كلمة الرئيس الأرمني
الذي لم يذكر في كلمته شيئاً عن قتل شعبنا
السرياني الآرامي في التاريخ ذاته
لكن أشكره لأنه لم ولن ينس مذابح شعبه
وقدم لزيارة مقابهم المنتشرة في كل صحراء سوريا
دمتم بألف خير