الحروف السريانية . .‏ تتألق بين أنامل الباغديدي بشار

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

الحروف السريانية . .‏ تتألق بين أنامل الباغديدي بشار

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

الحروف السريانية . . . ‏

تتألق بين أنامل الباغديدي بشار

نمرود قاشا

nimroud-kasha@yahoo.com

‏# نقطة ابتداء ‏

اللغة السريانية ، هذا الإرث الحضاري الرائع . الذي كان يوماً لغة امةٍ عظيمة سكنت في قسم كبير ‏من ارض آسيا ، والتي امتدت إلى حدود دولة الفرس و بلاد الأرمن و اليونانيين و حتى حدود بلاد ‏العرب جنوباً . ‏

وهي إحدى اللغات المعروفة بالسامية نسبة إلى سام بن نوح. ويشير الكتاب المقدس إلى أن إبراهيم ‏كان سريانياً أي أرامياً مولداً ووطناً)).

وان أقدم اثر وصل إلينا عن اللغة السريانية باليقين التاريخي المحقق (( وذلك نحو 1740 قبل المسيح))‏.

وبعد هذا التاريخ نحو 500 عام كتب النبي دانيال بهذه اللغة التي تعلمها في بابل أثناء السبي البابلي الذي ‏قاده الملك ( بختنصر ) على بلاد اليهودية ، وأن جزء من نبؤته كتبت بالآرامية .‏

إذن هذه اللغة الممتدة جذورها بعمق في التاريخ ، اللغة التي تكلم بها السيد المسيح ورسله وتكلم بها ‏اليهود أيضاً أبناء فلسطين العائدين إليها من ( بابل ) بعد السبي (( وبقوا محافظين عليها أحقاباً حتى أنهم ‏منذ ظهور المسيح ترجموا العهد القديم من العبرانية إلى لغتهم هذه الجديدة _ السريانية))‏.

وأخيراً أقول : أن الأمة السريانية لها الفضل على سائر الأمم المعروفة منذ القديم بأنها هي التي اخترعت ‏الكتابة ومنها تعلمتها سائر الأمم وقد كتبت بالقلم القديم الآرامي (( الذي يقال له المسماري لان حروفه ‏تشبه المسامير ، والتي بلا شك هي مكتوبة باللسان الآرامي )).

أن اللغة السريانية التي كانت دارجة في أورشليم وسائر فلسطين في زمن المسيح بقيت دارجة فيها بعد ‏المسيح في عهد النصرانية أكثر من سبع قرون ، ولم تشهد هذه اللغة انحطاطاً (( إلا بعد انقضاء قرن ‏على الفتح العربي يوم بطل استعمال هذه اللغة في الكلام الدارج فأضحت لغة الكتب فقط )) ‏رغم إنها أصبحت في يومنا هذا لغة الطقس في الكنيسة وبعض المناسبات الدينية . ‏

‏# المعرض الشخصي الأول ‏

‏(24) لوحة زجاجية احتضنتها قاعة مركز السريان للثقافة والفنون في قره قوش ، في معرض شخصي ‏أول لهذا الخطاط والذي افتتح يوم 18/ 6 / 2005 ، وهذا اليوم _ يوم الافتتاح _ صادف ذكرى احد ‏أعمدة اللغة السريانية ( مار افرام السرياني 300 _ 373 م ) . ‏

هذه اللوحات جاءت زاهية بألوان اختارها الخطاط بدقة متناهية كونها مثلت رموزاً لهذه اللغة كالاصالة ‏والحب والعودة إلى الجذور .‏

وقد استطاع من خلالها إبراز اللحن الليتورجي والنكهة التراثية لهذه اللغة.

فكانت الأحرف الـ ( 22 ) تتألق بين أنامله متخذاً منها إشكالاً هندسية وتعبيرية وجمالية فبدت هذه ‏الأحرف وكأنها تبث جزءاً من همومها على صفيح صقيل يزيدها تألقاً وجاذبية . ‏

وكان الخطاط دقيق وموفق في اختياره ألوان لوحاته فجاء اللون الذهبي الذي يمثل الاصالة والقوة محاطاً ‏باللون الأحمر القاني ، وكما كانه طاغياً في هذه اللوحات تجده يتصدر بعض رموز الكنيسة ، خاصة وانه ‏قريباً من لون) الخمر) الذي تناوله السيد المسيح ويتناوله الكاهن يومياً . . ‏

ولا ادري هل أن اختياره اللون الأسود قد جاء للتعبير عن حالة الانحطاط الذي أصاب هذه اللغة بعد ‏القرن السابع الميلادي عندما انفردت اللغة العربية لتصبح لغة الحديث و الكتابة حيث بدأ بريق السريانية ‏بالأفول التدريجي لتصبح لغة الطقوس و المناسبات و أحياناً الكتابة . ‏

‏# الحرف السرياني بين أنامل الباغديدي ‏

بشار الباغديدي ، عندما قرر أن يتعامل مع الحرف السرياني الذي أصبح استعماله مقتصراً على بعض ‏المعاهد المتخصصة في سبيل خلق حالة من التواصل و لكون هذا الفنان اختار أن يبدأ من الصعب ليخلق ‏من الحرف السرياني حالة تزاوج بين الحرف و هذا التراث الشرقي الرائع بكل ما يحمله من عبق ‏التاريخ و أصالة و بين جمال اختياره الجمل التي احتوتها هذه اللوحات متخذاً من (الكرشوني) مرة و ‏السرياني الشرقي مرة أخرى ، هذه الانتقاله خلقت نوعاً من التحفز و الشد للمشاهد لتشكل هذه الانتقاله ‏لحناً اوبرالياً و سيمفونية رائعة تعزف تحت قبب الكنائس تذكرنا بمداريش مار افرام السرياني حيث ‏تراتيل الجوقات و رائحة البخور ‏

‏# كلمة أخيرة . . ‏

قد لا يختلف اثنين على أن الخط السرياني هو أقدم خطوط الأمم و إنهم قد علموا البشرية الكتابة الأولى . ‏ومنهم اخذ الفينفقيين خطوطهم . . ‏

وعليه كان يسمى الخط الفينيقي أو اليوناني (الاسطرنجيلي) أي المستديد أو المفتوح ( ويقال له الخط ‏الثقيل و الرهاوي الذي استنبطه (بولص ابن عرقا) الرهاوي في أوائل القرن الثالث و هو اصل القلم ‏العربي الكوفي )) ‏ و هو أجمل الخطوط و أكملها و يكتب بتسميات مختلفة الشرقي ، الغربي ، ‏الكرشوني. ‏

و قد برز خطاطون كثيرون حافظوا على تجويد الخط و تألقوا فيه و اغلبهم من الرهبان و نساك ‏الصوامع . . ومن المشاهير الذين برزوا في هذا الخط مار افرام السرياني ، و ربولا الرهاوي و يعقوب ‏السروجي و عبد ايشوع السرباوي ‏

‏# الباغديدي / بطاقة هوية ‏

‏* بشار هادي سعيد ‏

‏* مواليد الحمدانية 1965‏

‏* بكالوريوس تربية رياضية – جامعة الموصل 1993 ‏

‏* شاعر و إعلامي و خطاط ‏

‏* أصدر ‏

‏ ثمرة الحب – مجموعة شعرية – 2004 ‏

‏ ورشة الملكوت – مجموعة شعرية – 2005 ‏

‏* أقام معرضة الشخصي الأول للخط السرياني على قاعة مركز السريان للثقافة و الفنون في قره قوش ‏في 18/6/2005
منقول .....
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى أدب و فنون السريان“