حضور دبلوماسي وشعبي لافت قنصلية فخرية لأرمينيا في دير الزور

[ararat]

وسط حضور دبلوماسي ورسمي وشعبي لافت، شهدت محافظة دير الزور الخميس الماضي احتفالية افتتاح القنصلية الفخرية لجمهورية أرمينيا في دير الزور، وكان أبرز الشخصيات التي شاركت في مراسم حفل الافتتاح نائب وزير خارجية أرمينيا السيد أرمان كيراكسيان، وسفراء عرب وأجانب في دمشق، وأساقفة ومطارنة الأرمن، وشخصيات قيادية وشعبية من محافظات المنطقة الشرقية.


قداس وحفل استقبال
ولم يقتصر الافتتاح على قص الشريط الحريري، ورفع علم جمهورية أرمينيا فوق مبنى القنصلية الذي يتوسط مدينة دير الزور إيذاناً ببدء عمل القنصلية التي ستعمل على تسهيل مصالح الأرمن والسهر على تنظيم أحوالهم الشخصية وإنما أقيم قداس في كنيسة شهداء الأرمن لمباركة القنصلية الفخرية التي يتم افتتاحها، كما أقام القنصل الفخري الذي تم اعتماده في دير الزور السيد سورين وارتنيان حفل استقبال في فندق فرات الشام شاركت فيه مختلف الفعاليات وتضمن كلمة للقنصل الفخري وفقرات فنية من الفلكلور الأرمني قدمتها الفرقة الفنية الأرمنية بدير الزور.

تعزيز للعلاقات
الفعاليات والشخصيات المشاركة عبّرت عن آرائها في أهمية افتتاح القنصلية الفخرية لتعزيز وتنشيط روابط الصداقة والتعاون بين سورية وأرمينيا، فقال نائب وزير الخارجية الأرمينية: إن افتتاح القنصلية الفخرية لجمهورية أرمينيا في دير الزور هي الممثلة الثالثة لأرمينيا في سورية الصديقة، وهذا الأمر يشهد على تعزيز الروابط الأخوية بين الشعبين الأرمني والسوري عبر العصور والأهمية الخاصة التي توليها أرمينيا لهذه الروابط.

وأضاف: إن الأمر لن يقتصر عند افتتاح القنصلية فحسب وإنما سنقيم توءمة بين محافظة دير الزور ومحافظة من أرمينيا وقد تم الاتفاق مع محافظ دير الزور على ذلك، وسنناقش هذا الأمر مع المعنيين في جمهورية أرمينيا ليتم اختيار محافظة من أرمينيا تكون قريبة من الحدود مع تركيا، وذلك من أجل تسهيل حركة العبور واقتصار زمن المسافة بين تلك المحافظة التي سنختارها وبين محافظة دير الزور.


لبنة جديدة في صرح الصداقة
ورأى الدكتور آرشاك بولاديان سفير أرمينيا لدى سورية أن افتتاح المؤسسة الدبلوماسية الأرمينية الثالثة في ربوع سورية الشقيقة لتشمل محافظات المنطقة الشرقية دير الزور والرقة والحسكة تفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين وتدل على الرغبة الصادقة في تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية على جميع المستويات.

وقال: كلي ثقة بأن هذه القنصلية في بلاد الرافدين ستضع لبنة جديدة في صرح الصداقة وبخاصة أن افتتاحها جاء قبل أسابيع من الزيارة التي سيقوم بها فخامة الرئيس الأرمني إلى سورية بدعوة من فخامة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وهي تدل دون أي شك على نوعية جديدة للتعاون الثنائي بين البلدين.

وأضاف: إن أرمينيا حكومة وشعباً تقدر عالياً اهتمام وعناية قيادة سورية السياسية وشعبها بالطائفة الأرمنية التي تعيش وتعمل في هذا البلد الصديق بنعمة الأمن والأمان.


توءمة بين محافظتين
وعبّر المهندس حسين عرنوس محافظ دير الزور عن سعادة أهالي المحافظة بافتتاح هذه المؤسسة الدبلوماسية التي ستشكل خطوة أخرى في طريق ترسيخ وتعميق العلاقات بين البلدين.

وقال: إن القنصلية الفخرية إنما هي لبنة أخرى في صرح العلاقة المتينة بين الشعبين السوري والأرمني، وبالتأكيد ستساهم في تنشيط العلاقات الاقتصادية وتفعيل الاتصالات بين رجال الأعمال من كلا البلدين بما ينعكس إيجاباً على سورية عموماً ودير الزور خصوصاً.

وأشار المحافظ إلى أن التعايش بين الأرمن وأبناء محافظة دير الزور تاريخي ويمتد في سنوات طويلة وهناك تمازج وتشابه في العادات والتقاليد، وهذا الأمر نسعى إلى تعميقه لأكثر من ذلك من خلال التبادل العلمي والثقافي الذي جرى مناقشته مع نائب وزير الخارجية الأرمني خلال لقائنا به على هامش افتتاح القنصلية وبخاصة في ظل وجود جامعة الفرات وأيضاً من خلال إقامة توءمة بين محافظة دير الزور ومحافظة من جمهورية أرمينيا التي ستكون قريباً قائمة بإذن الله بحيث تزيد في عمق العلاقات وعلى مختلف المستويات.


تنشيط التبادل التجاري والاستثماري
السيد سورين وارتنيان القنصل الفخري في دير الزور قال: هناك التقاء حقيقي يجمع الشعبين السوري والأرمني، وقد تجسد في السوريين من أصل أرمني الذين يعيشون في سورية مواطنين سوريين بامتياز منذ أن أتوا إلى أرضها واندمجوا مع شعبها وثقافاتها وعاداتها دون أن يتخلوا عن ثقافتهم الأم وعن تاريخهم أو قضاياهم، وخلقوا نموذجاً فريداً في التمازج بين الثقافات في أي مكان وأضافوا للتنوع الثقافي الفني في سورية المزيد من الغنى.

وأكد القنصل الفخري، أن القنصلية في محافظة دير الزور إضافة جديدة في تعزيز وتمتين العلاقات الثنائية بين البلدين سورية وأرمينيا وعلى جميع المستويات، وسنعمل من خلال هذه القنصلية على تنشيط العلاقات الاقتصادية والثقافية بين سورية وأرمينيا والترويج للاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين الصديقين وإحياء الجانب الثقافي المشترك بينهما.

وأشار السيد سورين إلى أن لسورية مكانتها في قلوب الشعب الأرمني مثلما للسوريين مكانة في قلوبهم فالسوريون من أصل أرمني شكلوا كتلة واحدة ليكونوا بحق مثالاً للنموذج المنفرد والمتميز وصورة رائعة للتآلف الوطني الذي أسس له القائد الخالد حافظ الأسد، وعزز هذا التآلف السيد الرئيس بشار الأسد قائد الوطن، ولهذا سنعمل من خلال القنصلية الفخرية على تعزيز ذلك بالدرجة الأولى، ونسعى إلى تحقيق المزيد من التعاون إلى جانب رعاية مصالح الأرمن وتسهيل قضاياهم وأحوالهم.