اختلاف المسيحيين على عيد القيامة

المشرف: ابو كابي م

صورة العضو الرمزية
أبو شادي
عضو مميز
عضو مميز
مشاركات: 1208
اشترك في: الخميس فبراير 19, 2009 2:17 am

اختلاف المسيحيين على عيد القيامة

مشاركة غير مقروءة بواسطة أبو شادي »

مقدمة: يتساءل عشرات الألوف من المسيحيين الشرقيين مراراً في كل عام ولا سيماإذا اختلفت الأعياد الفصحية لماذا لا تُعيّد سورية تجنباً للشكوك وإظهاراً للوحدة والمحبة التي يجب أن تجمعنا؟
اقتراحان: وهناك من يقترح أن يتبع الكاثوليك العيد الشرقي طالما أن الأرثوذوكس قد تبعوهم في الأعياد الثابتة مثل عيد الميلاد وغيره. ولهؤلاء نجيب أن المساألة ليست مساومة تجارية وتطبيقية صعوداً ونزولاً بل مسألة حسابية علمية فلكية لها قواعد لا تتغير. عدا أن الكاثوليك والبروتستانت وهم أغلبية المسيحيين في العالم يعيّدون سوية فلا يمكن للأغلبية أن تتبع الأقلية خاصة وأنهم على حق ومنتشرون في كل أقطار العالم.
ومنهم من قال أن عيد الأرثوذوكس أصحّ لأنه لا يمكنهم أن يعيّدوا قبل اليهود. ولهؤلاء نجيب أن هذا الشرح مغلوط وسطحي يتذرع به الجهال. وليس هناك قانون كنسي يحتوي على هذا التحفظ. وقد عيّد اليهود بينما الأرثوذوكس في منتصف صومهم. فما عليهم إلا أن يلاحظوا كل سنة متى يعيد اليهود ويعيّدون، وما هي المدة الفاصلة بينهم. ولنفرض أن اليهود تنصّروا كما هي غاية الإنجيل أو انقرضوا فماذا نفعل، ننتظر من؟
وأعيادنا وتعاليمنا أصبحت مستقلة عن اليهود ما عدا الأمور الهامة.

الأعياد الثابتة: إن الروزنامة الدولية الحالية أصلها روماني أصلحها إصلاحاً جاء كاملاً بالنسبة لعهده الأمبراطور يوليوس قيصر المتوفي سنة 44 ق.م. وعرفت بالحساب اليولي. وفي الأجيال الوسطى لاحظ العلماء أنها متخلفة عن الفلك ودوران الشمس الحقيقي عشرة أيام فأمر بإصلاحها وقدمها عشرة أيام البابا غريغوريوس الثالث عشر سنة 1585، (وقد أصبح الفرق الآن 13 يوماً). وعرف هذا الإصلاح بالغريغوري. فالتقويم الأول والثاني غريبان ولم يُعرف الأول, اليولي، بالشرقي إلا لتمسك بعض الشرقيين به بينما تركه الغربيون لغلطه. كما أن ساعة بيك بن غريبة وتتبعها كل ساعات العالم.
وقد تبنت كل دول العالم تدريجياً الإصلاح الغريغوري لأنه أقرب إلى الصواب. أولاً الكاثوليك ثم البروتستانت وأخيراً الدول غير المسيحية مثل الصين والهند واليابان وتركيا. وقد اضطرت الكنائس الأرثوذكسية المستقلة أن تتبعه لا لصحته بل لأنه شمل أربع أنحاء المعمورة وتبعته كل المؤسسات المدنية والتجارية. فأول أيار هو في كل مكان مثل الأول من كانون الثاني و 25 كانون الأول.

الأعياد المتنقلة: أن عيد القيامة وما يسبقه ويتبعه من المواسم والأعياد فإن حسابه شمسي وقمري وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحساب الشمسي الشامل دون أن يتضح هذا الرباط. وإذا كان رؤساء الأرثوذوكس لا يتبعونه إلى الآن (لأن القضية بيدهم لا بيد الشعب) فذلك لأن ليس ليس أسباب مدنية وتجارية تضطرهم لذلك كما في الحساب الثابت. ويؤثرون البقاء على الأغلاط أو التقاليد القديمة بحجة عيد اليهود وغيره ولا سيما في الأماكن المقدسة حيث يساعد الخلاف على إقامة الاحتفالات. فحساب الفصح عند الشرقيين المنفصلين يتأثر ويتبع إلى الآن الحساب اليولي القديم. على كل حال إن الخلاف على عيد القيامة خلاف ظاهري وعلمي وليس له علاقة بالمعتقدات الدينية. فقد يتفق المسيحيون على الاحتفال بعيد الفصح دائماً في الأحد الأول أو الثاني من نيسان دون أن تُمس العقائد كما اقترح بعضهم. وليس أمر رباني بذلك إلا ما جاء في التوراة كما سنرى. والعهد الجديد أكمل أو حوّر أو ألغى كثيراً من شرائع العهد القديم التي كانت مؤقتة أو رمزية أو نظامية طبقاً لقول المسيح "ما جئت لأحلّ بل لأكمّل".
فالقواعد التي يرتكز عليها الفصح حسبما جاءت في الكتب المقدسة أو شرحتها أو مارستها الكنيسة هي ثلاث: كتابية، فلكية (شمسية وقمرية) ومسيحية.
1) القاعدة الكتابية: أعني استناداً إلى أمر الرب في التوراة يجب أن يقع هذا العيد في 14 نيسان القمري الربيعي. "في الشهر الأول في يوم 14 فصح الرب". أخبار 23/5.
وإذا ان فصح اليهود رمز لفصح المسيح وقد صُلب بالفعل في هذا العيد، وجب التقليد بهذا التاريخ. ولما كان حساب اليهود قديماً قمري مثل كل الشعوب والهجري حالياً، أي أقل بعشرة أيام تقريباً من الشمسي في السنة كان اليهود يضيفون كل ثلاث أو أربع سنوات شهراً ثالث عشر، يسمونه وآذار، حتى يبقى عيد الفصح عيد البدر الأول من الربيع، ولا يتأخر كل سنة للوراء عشرة أيام، كما يحدث لأعياد المسلمين حالياً، ولكن لم تكن هناك قواعد ثابتة. وبعد أن شملت المسيحية العالم المتمدن وأصبح لديهم وسائط لرصد الأفلاك وضبط الحساب، رأوا أن يستقلوا عن اليهود المتأخرين, وبعد محاولات كثيرة وجدالات اتفقوا على ربط هذا العيد بالنظام الشمسي الثابت، مع احترامهم ومحافظتهم على نص الكتاب المقدس القاضي بأن يكون هذا العيد موافقاً لبدر الربيع 14 من الشهر الأول وهو نيسان. فأوجدوا القاعدة الفلكية الثابتة التي تعين بلا تردد على إيجاد البدر الربيعي الأول...
2) القاعدة الفلكية: وهي مزدوجة شمسية ثابتة وقمرية متحركة. شمسية لربط العيد بفصل الربيع وقمرية ليكون موافقاً لبدر نيسان. وقد رأوا أن يتخذوا القاعدة الشمسية الثابتة من الاعتدال الربيعي Equinoxe du printemps وهو 21 آذار، فعيد القيامة لا يسبق أبداً هذا التاريخ الذي هو القاعدة الأساسية وبعده ينظرون إلى حالة القمر، فإذا كان في أوله انتظروا بدره، وهو الربيعي وعيّدوا فيه، وإذا كان في آخره أي بعد 15 منه انتظروا بدراً آخر وعيّدوا فيه كما يفعل اليهود. لذلك فعيد القيامة لا يقع إلا بين 22 آذار و23 نيسان.
3) القاعدة المسيحية: عرفنا أن عيد الفصح يجب أن يقع بعد 21 آذار الشمسي مع البدر الذي يليه وهو الربيعي الـ 14 نيسان القمري. من يوم الأسبوع إلى الأحد الذي يليه، احتفاءً وإكراماً لقيامة السيد المسيح الذي قام فجر الأحد وهو فصحنا الحقيقي، كما يقول مار بولس، كما اتفق المسيحيون منذ عهد الرسل أن يكرموا الأحد بدلاً من السبت.
يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي
ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة


http://www.facebook.com/group.php?gid=1 ... 545&v=wall
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الديني العام“