عندما لا ينفع الوقار

المشرفون: حنا لبيب خوري،مشرف

حنا لبيب خوري
مشرف
مشرف
مشاركات: 163
اشترك في: السبت مارس 28, 2009 9:59 am

عندما لا ينفع الوقار

مشاركة غير مقروءة بواسطة حنا لبيب خوري »

من خلال تصفحي أغلب المواقع هذه الفترة أرى أن غالبيتها تتطرق إلى أحوال المسيحيين في دول منطقتنا ، وما لفت نظري أحد المواقع يمجّد مشكوراً دفاع بعض القرى المسيحية في قديم الزمان عن وجودها وكيانها ولكن أرجو من الذي يغوص في التاريخ أن يكون منصفاً وذاكراً جميع القرى التي دافعت عن حياة اهلها ضد الطغيان والهمجية في ذلك الزمن . فمثلاً هذه القرى تعد على اصابع اليد الواحدة ، وكم جلتُ بعيني لأرى إسم بلدتي آزخ فلم يذكرها الكاتب . فجال في خاطري أن أروي له هذه ألواقعة الظريفة .
قال لي أبي.....بعد أن قام أهل آزخ إبان ألفرمان ببناء ما يشبه الســــــــــور حول قريتنا قبل قدوم العسكر والعشاير جعلوا يتناوبون في حُفر حفروها خلف السور ،وكانت المناوبة تتم إلى الصباح والدور يسري على الجميع دون إستثناء ؛ قاطعين بذلك العمل الفدائي الطريق على العدو للتغلغل الى البلدة، ولينام اهل القرية مرتاحي البال .
كانت تلك الليلة نوبة أبونا القس ، حتى رجل الدين يسري عليه ما يسري على الجميع. . كـــــــــــان أبونا القس وبارودته معه في الحفرة أو الخندق ، وبجواره صديقه شمعون يتسامرون ويتحادثون بصوت خافت ليبعدوا النعاس وليعرف العدو أن الحدود في حراسة وحماية.ويدهم على الزناد.اضطُر شمعون أن يترك أبــــــونا للحظات وإبتعد لقضاء حاجة ؛ وفي هذه الأثناء يظهر أن أحد المقاتلين من الطرف الثاني ، سمع ما دار قليلاً من الحديث وعرف أن هذا الرجل هو قس ورجل دين .فناداه بإسمه ولما رد عليه وتأكد أنه هو ....جعل يكيل له الشتائم والسباب البذيئة ولم يراع حرمة كهنوته أو سنّه أو مركزه الإجتماعي ..حتًى زوجة القس .....الخورية ... لم تسلم من لسان ذلك المنافق .
عندها لم يعد أبــــونا يحتمل هذا الوضع .مــــــًد يده إلى قبعته السوداء التي تغطي رأسه بشكل دائم والتي هي العلامة المميًزة لرجل الدين ونزعها عنه بعصبية قائلاً بصوت عالٍ ....
أيـــــــــني قس ...إبقَ.......اننا...تقولك فيو .
ثم نادى الرجل باسمه لأنه عرفه من صوته
واااا.....محمودو ..ويجر دوري ويه...ثم أكمل وبدأ يعد له ما لذّ وطاب وما يخطر على بال من الشـــــــتائم والسباب التي فاقت روعتها وقباحتها أضعاف تلك التي نطق بها محمودو وبدون استراحة أو وقفة حتّى جاء شمعون مسرعاً ظاناً ان ساعة الصفر قد بدأت وأن الهجوم في أولّه وأبـــــونا في أروع موقف شتائمي على الإطلاق .
اســـــــــــــتغرب شمعون هذا الموقف ولم يصدق أذنيه أو عينيه على ما ير ويسمع وأن أبونا ويتفوه بهكذا اسلوب فما كان منه إلا أن قال..
أبــــــــــــــونا ....أيش كووو...تقول
ردّ عليه القس ..ومشيراً إلى قبعته ..هـــــــش ...منا....سّع أبونا....أبونا ...كووها ..خليني أبرّد قلبي ..وتابع حتى نفدت جعبته من السباب .
عنــــــــــــــدها تناول قبعته من جهته اليمنى ووضعها على رأسه .
وعـــــــــــــــــــــاد رزيناً وديعاً وقوراً
وهكذا كان الدفاع بكل الطرق المتاحة عن الحقوق والوجود والعرض والأرض
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الازخيني“