فيلم تاج السريان... شكراً للكنيسة القبطية...لكن ماذا ينقصنا؟

المشرف: ابو كابي م

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

فيلم تاج السريان... شكراً للكنيسة القبطية...لكن ماذا ينقصنا؟

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

فيلم تاج السريان... شكراً للكنيسة القبطية... لكن ماذا ينقصنا؟
الشماس المهندس فادي حنا توما ـ المانيا / باد فيلبل
https://www.youtube.com/watch?v=0bKU3YiVboc

فيلم تاج السريان عمل فني جديد ومميز يتناول سيرة حياة القديس البطريرك مار سويريوس الأنطاكي تاج السريان الذي يتبوأ مكانة رفيعة في تراث الكنيستين الشقيقتين السريانية والقبطية كواحد من الآباء الميامين واللاهوتيين الضليعين الذين دافعوا عن الأيمان القويم وصانوا الكنيسة وحصنوها ضد الهرطقات والتعاليم المخالفة للوحي الإلهي والتقليد الرسولي الأصيل في مرحلة خطيرة ومضطربة بعد مجمع خلقيدونية حيث كان للقديس البطريرك مار سويريوس (ساويروس عند الأشقاء الأقباط) دور بطولي في دحض البدع المسمومة وترسيخ المفاهيم اللاهوتية الصحيحة.

الفيلم ممتاز ومميز من الناحية الفنية ويقدم من خلال الحرفية العالية والظاهرة في جميع عناصر العمل من إخراج وتصوير وإضاءة وديكور وموسيقى وأداء تمثيلي ومونتاج نموذجاً جديداً وناجحاً جداً للفيلم الديني المشرقي. رابط مشاهدة الفيلم في نهاية المقال.

تم تصوير الفيلم في عهد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث ويعود الفضل في انجازه للسيدة الفاضلة نيڤين ثروت باسيلي ابنة الوجيه القبطي المعروف وكيل المجلس الملي العام ورئيس مجلس إدارة قناة ctv حيث تروي في مقدمة الفيلم كيف أن القديس البطريرك ظهر لها في رؤيا الأمر الذي جعلها تصمم على انتاج الفيلم للتعريف به وبسيرته المتفردة وأعماله الجليلة. وبسبب الأوضاع التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة تم استكمال العمل ليخرج الى النور برعاية وصلوات قداسة البابا تواضروس الثانى ويتحدث في مقدمة الفيلم نيافة الأنبا رافائيل الذي أشرف عليه ودققه فأشاد به وبالعاملين فيه ووصفه بالعمل الفني الرائع ونوّه بأن الكنيسة القبطية من خلال هذا العمل الذي يتناول حياة أحد آباء وبطاركة الكرسي الأنطاكي إنما تبين مدى تكريمها وتعلقها بآباء الكنائس الرسولية الأُخرى وتقديرها لجهادهم وأفضالهم والبطريرك مار سويريوس يُذكر حتى اليوم في قداس الكنيسة القبطية بعد مار مرقس البشير وقبل بطاركتها مار أثناسيوس ومار ديوسقوروس.

وحقيقةً فإن أكثر ما شدني لمشاهدة الفيلم وترك في نفسي بالغ الأثر بعد مشاهدته بغض النظر عن محتواه القيّم المستمد من سيرة تاج السريان البطريرك مار سويريوس الكبير وإضافة للجهد الفني الرائع إنما كانت الجهة التي رعت وأنتجت عملاً دينياً إبداعياً بهذا الرقي فلقد لامسني عميقاً وأثر فيّ شديد الأثر أن تقدم الكنيسة القبطية فيلماً بعنوان تاج السريان.

نعم الكنيستان الشقيقتان السريانية والقبطية تتشاركان في الإيمان والعقيدة والتاريخ والشرح يطول والبحث يستفيض عند الحديث عن العلاقات التي ربطت ولاتزال الكنيستين وعندما شرفني قبل عامين صاحب النيافة المطران متياس نايش النائب البطريركي لأبرشية ألمانيا للسريان الأرثوذكس وكلفني بإلقاء كلمة أمام قداسة البابا تواضروس الثاني في حفل العشاء الذي أقامه على شرفه بمناسبة زيارته لدير القديس مار يعقوب السروجي استوحيت من التاريخ الحافل والعلاقات المتجذرة التي تجمع بين كرسيي أنطاكية والإسكندرية قصيدة تستذكر محطات مضيئة وآباءً ميامين سُجلت أسماؤهم بأحرف من نور سريانية وقبطية ويسعدني أن أُعيد نشرها بهذا الصدد في نهاية هذا المقال.

السيدة نيڤين ثروت باسيلي التقت غبطة البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك السريان الارثوذكس في القاهرة واهدته نسخة من الفيلم وقالت أن غبطته سعد جداً أن قديساً عظيماً لدى الكنيسة السريانية يكون موضع اهتمام و فخر هكذا لدى الكنيسة القبطية وطلب التواصل حتى يكون هناك عرض خاص للفيلم في لبنان وتحديد موعد مناسب.

في الحقيقة يجب أن يلقى هذا الفيلم ومن يقف وراءه والمشتركين في إنجازه الحفاوة والتكريم اللائقين من الكرسي الأنطاكي الأمر الذي يحفزهم لإنتاج أعمال جديدة هادفة وقيمة كعملهم الرائع هذا طالما انعم الله عليهم بالإمكانات والمقدرة والتأهيل فأحسنوا استثمارها وتطويرها جميعاً من أجل رفد المكتبة الروحية المرئية للكنيسة المشرقية بمشاريع هامة مشابهة لفيلم تاج السريان كما ينبغي على مؤسسات الكنيسة السريانية نفسها وعلى رأسها المجمع المقدس أن تبدأ ولو متأخراً جداً بوضع الناحية الإعلامية على سلم أولوياتها وانجاز الدراسات اللازمة من أجل أن يكون للبطريركية السريانية نافذتها الإعلامية المرئية الرسمية والمستقلة وأنا هنا لا أطلب المستحيل أو ما هو فوق طاقة البطريركية ولن أبالغ في أن أتمنى أن يكون للكنيسة السريانية قناة فضائية مستقلة مع أن هكذا قناة هي حلم مشروع وكان ينبغي العمل على تحقيقه وإعطاؤه الأولوية والاهتمام المطلوبين لكني أرجو أن تفكر البطريركية أن بإمكانها وضمن جدول زمني قصير ومحدد وخطة مدروسة أن يكون لها فريق عمل إعلامي مؤهل ومدرب يعمل في استوديو خاص ولاضير أن نلجأ في البداية لاستئجار هكذا استوديو أو الطلب من مؤسسات تلفزيونية صديقة التعاون معنا والسماح باستخدام استوديوهاتهم ريثما نمتلك استوديو خاص مجهز بكافة المعدات المطلوبة ولتنطلق البطريركية في البداية مثلاً بتصوير برنامج اسبوعي يُقدم للفضائيات الراغبة بعرضه وبكل تأكيد ستعرضه العديد من الفضائيات المسيحية أو عرضه على اليوتيوب وليكن مضمون هذا البرنامج البكر عرض أخبار البطريركية والأبرشيات مع رسالة روحية وبعدّة لغات وليحمل اسم المجلة البطريركية طالما خبت للأسف وربما اختفت هذه النسخة الورقية الرائدة التي رافقت السريان لسنين طويلة ويجب إحياؤها بعمل تلفزيوني مدته ساعة أو ساعتين اسبوعي ينقل من خلال مراسلين في عموم الأبرشيات الأخبار والفعاليات ويقدم وجهة نظر البطريركية في العديد من القضايا والمسائل ويُطعّم بالشذرات الروحية ومع الوقت سيتطور هذا البرنامج التلفزيوني ويلد غيره من البرامج واللقاءات الروحية والحوارات والندوات على اختلافها وتشعب مقاصدها وسيثلج الصدور أن نرى يومياً برنامجاً تشرف عليه وتنتجه وتقدمه "هيئة البطريركية الإعلامية" ولِمَ لا؟ وماذا ينقصنا؟ في الحقيقة لا ينقصنا بداية سوى التفكير فيما ينقصنا وترجمة هذا التفكير الى دراسات ومشاريع ثم امتلاك الإرادة والعزيمة والمثابرة لتحقيق ما نصبو إليه. الوزنات موجودة ومطمورة فهلّا من يخرجها ويتاجر بها ويضاعفها؟

شكراً للكنيسة القبطية الحبيبة والشقيقة، شكراً للسيدة نيڤين ثروت باسيلي وكافة العاملين في الفيلم، مرحى للشعب القبطي بمؤسساته الكنسية وهنيئاً له ببناته وأبنائه الغيارى... تاريخ مجيد،حاضر بهي ومستقبل واعد.

عربون محبة للكنيسة القبطية الشقيقة والحبيبة واعتزازاً بالعلاقات المتجذرة التي تربط كرسيي إنطاكية والإسكندرية الرسوليين هذه التحية الشعرية:

أيا زمَانُ سَجَّل ويا امجادُ انشدي
تاريخَنا ويا كُلُّ بيعِنا رددي
شعبينِ على ھدّيِ المسيحِ تَلاقيا
وتشاركا دَرباً الى المَلكوتِ السرمدي
شعبينِ في نورِ المسيحِ تلاقيا
وتآخيا أمساً كذا اليومَ وفي الغدِ
رَضِعا عقيدةً لاتشوبُها شائبة
في الرأيِّ المسقيمِ منارةٌ لا يَضُلُها مُهتدي
رَضِعا عقيدةً لاتشوبُها شائبة
مستقيمةُ الرأيِّ سلّمها الجدُّ للولدِ
سُفِكتْ من أجلِها الدماءٌ زكيةٌ ولها
على اكاليلِ الشهادةِ صُفوفُ زُمُردِ

إنطاكيةُ وكذا الإسكندريةُ مهدُها
ويسوعُ نورُها ويرعاها بروحِهِ المؤيدِ
أنّى لعاتياتِ الدھرِ نيلاً من رِفعتِها؟
أو لجُندِ الشرِّ من حَدِّھا أن تقرَبِ؟
دُونُها أبوابُ الجحيمِ كنيستي
فهذا بُطرسُ الصخرةُ وذاكَ مُرقصٌ كالأسدِ
دونها ابوابُ الجحيمِ كنيستي
فذاك بُطرسُ الصخرةُ وهذا مُرقصٌ كالأسدِ

سَلْ نيقيةَ اذ جَلستَ على اطلالِها
إنْ صَمتَ التاريخُ، صَرخَتْ حِجارةُ المعابدِ
اثناسيوسُ زَمجرَ ھاھُنا
والحناجِرُ مُذاكَ صَداحةٌ، بالحقيقةِ نُؤمنُ بإلهٍ واحدِ

مِنَ القلزمِ على ايزل حَطَّ رِحالَهُ
قديسُنا اوكينُ مع سبعينَ مجاهدِ
مُرْ بتلكَ الديارِ، حَدِّثْ أهلها
كَكُلِّ صدّيقٍ هوَ في الذكرِ الخالدِ
ثُمْ عَرّج على نُصيبينَ لا تنسى الرُھا
وانصتْ لأوتارِ كنّارةٍ لا تهمدِ
ما ضَيرُنا إن غابت الشمسُ؟
ما ضَيرُنا إن غابت الشمسُ؟
ملفانُنا افرامُ شمسٌ ﻻ تحتجبِ

مصرُ يامصرُ افرحي وابوابكِ هيّا افتحي
جاءَكِ سويريوسُ التاجُ من بلادِهِ مُبعَدِ
مصرُ يامصرُ افرحي وابوابكِ هيّا افتحي
جاءَكِ تاجُنا ساويروسُ من بلادِهِ مُبعَدِ
قَصَدَ الكنيسةَ مُتخفياً، والجَمّعُ لايعلمُ
نادَتهُ السماءُ هاكَ الخبزُ، مُدَّ اليدِ
دَخلَ الكنيسةَ قديسُنا متخفياً
نادَتهُ السماءُ، مَنْ للقُربانِ غَيرُكَ؟ مُدَّ اليدِ

وعن البرادعيِّ خَبِّرْ مَنْ مِثلهُ؟
زَيَّنَ التاريخَ يَعقوبُنا باسمهِ المُتَفَرِدِ
على خُطاهُ قد سِرنا سَويّةً، نِبراسُنا
تعليمُ آباءٍ، في كُلِّ يومٍ يتجددِ

أَنَّى حَلَلتَ بوادي النيلِ اسألْ عَنهُمُ
وَجْهاً بَحرياً أو قِبْلياً مُتمَددِ
عُنوانُهم لايُضِلُّهُ القلبُ
دَيرُ السُريانِ قُبّلةُ الرُهبانِ وأجمَلُ مَقصِدِ

وعلى سفحِ المُقطَّمِ ذَكِّرِ الشَمسْ
هَلْ تنسى يومَها مع هذا الأصْلَدِ ؟
طُوباكَ ابنُ زرعة ونِعمّاً ياخرّازُ
لوَعدِ رَبِّكُما صِرْتُما خَيرَ شاهِدِ

هَذي كنيستي أُفاخِرُ الكَونَ بها
حِصني الحَصينُ هيَ، في غُربَتي في بَلَدي
مُذْ شُيّدَتْ شامِخةٌ أبراجُها
في كُلِّ جيلٍ تزدادُ عُمدانُها عُمُدِ

بابا كيرلسُ والبُطرُكُ البرطلّيُ يَعقوبٌ قدْ تَركا لنا
عَهدَ مَحبَةٍ وتودُدِ
صانَهُ ذهبيُ الفمِ الثاني شنودة
السُريانيُ انطونيوسُ، نظيرُ الجَيِّدِ
يداً بيدٍ مع شقيقهِ حَبرِ احبَارِنا زَكّا
ربَّانُ السفينةِ الحاذقُ، وبِهِ كُلُّ سُريانيٍّ يتَشدَدِ

أهلاً بِكُم صاحبَ القداسةِ تواضُروس
يا وجيهاً، مِنَ البَطنِ الروحُ افرَزَهُ
كيما كنيسَتهُ في هذهِ الأيامِ يفتَقِدِ

مَعكُم ومع حَبرِنا الهُمامِ فيلكسينوسُ، فَخرَاً نُنشِدُ
سُريانُ نَحنُ اقباطُ نَحنُ
فيا زَمانُ سجِّل ويا أمجادُ انشدي

الشماس المهندس فادي حنا توما ـ المانيا / باد فيلبل
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”سيرومعجزات القديسين“