لا تيأس

صورة العضو الرمزية
الأب الياس عبدو
مرشد روحي
مرشد روحي
مشاركات: 23
اشترك في: الجمعة أكتوبر 29, 2010 10:46 pm

لا تيأس

مشاركة غير مقروءة بواسطة الأب الياس عبدو »

لا تــيــأس؟؟؟
لأنــه يــوجــد أســاس هــنــاك... هـــو... الســيــد الــمــســيــح؟؟؟
"فإنّه لا يستطيع أحد أن يضع أساسا غير الذي وُضع... الذي هو يسوع المسيح"؟؟؟
أحبائي: لننتبه كثيرا فيما سأقص عليكم... لأنه مهم جدا لحياتنا ومستقبلنا...ولكي نثبت فيما هو أساس أيماننا ومحبتنا؟؟؟ فالمسيح هو الرأس... ونحن الجسد... فلا فاصل بين الرأس والجسد... فالمسيح هو الأساس... ونحن البناء... هو الكرم ونحن الأغصان... هو العريس... ونحن العروس...هو الراعي ونحن الخراف... المسيح هو الطريق...ونحن سائرون دوما فيه... وأيضا نحن الهيكل... وهو الذي يسكن فيه... هو البكر ونحن إخوة له... هو الوارث... ونحن الوارثون معه... هو الحياة... ونحن الأحياء... هو القيامة... ونحن القائمون فيه... هو النور... ونحن المستنيرون بنوره... كل هذا يُظهر معنى الوجدة...ولا يترك مجالا لأي فراغ في المنتصف... ولا حتى جزء يسير؟؟؟ فما دام الباني موجودا... فلا حاجة لباني بعد؟؟؟ لأن الأساس وضع؟؟؟
أحبتي: أنظروا كيف يُظهر الموضوع كلّه بمفهوم عام... ما يعنيه أن يُعلن الآتي... لقد بشّرت بالمسيح... ووضعت لكم الأساس... فأحرصوا الآن كيف تستمرون بالبناء؟؟؟ ولكن انتبهوا... قد يكون ذلك مصحوبا بالزّهور والغرور... بسبب ابتعادكم عن التلاميذ... لكي تلتصقوا بالناس... دعونا إذا أن لا نعطي اهتماما للهراطقة... فيقول:" لا يستطيع أحد أن يضع أساسا غير الذي وُضع"؟؟؟ ليتنا نبني فوق هذا الأساس... ولنكن ملتصقين به... بإعتباره أساسا... فنحن أغصان في الكرم... وأيضا يجب أن نحرص على ألاّ يكون هناك... حاجز بيننا وبين المسيح... لأنّه إذا توسّط شيء... فإننا سوف نضل ونهلك فورا... وهذا يعني أن الغصن يتغذى من المكان الذي يوجد فيه... والبناء أيضا يقف راسخا... لأن أجزائه المختلفة مرتبطة فيما بينها بقوّة...لكن مجرد ظهور شروخ بين أجزائه... فإنّه ينهار لأنّه فقد ما يستند إليه؟؟؟ إذا علينا أن نلتصق بالمسيح وليس فقط التمسك به... لأننا إذا ابتعدنا فإننا سنهلك... فالمرنم يقول:" لأن ها الذين يباعدون أنفسهم منك يهلكون"؟؟؟ فإذا لنلتصق بالمسيح بواسطة الأعمال..."إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي"؟؟؟ لأن من يبتعد قليلا حين يمضي هكذا... سيبتعد كثيرا... على سبيل المثال فإن الجسد يهلك...لو أن الترابط والإنسجام بين أعضائه... قد أصابه خلل وتم بتر جزء منه...والمبنى ينهار... لو وجد به فراغ (شروخ)... والغصن يصبح بلا فائدة لو قطع من جذره... وإن لم يكتمل هذا القطع تماما... ويبقى جزء قليل... فهذا القليل ليس قليلا... بل إنّه كل شيء تقريبا...فعندما نرتكب مخالفة أو خطيئة... حتّى ولو كانت بسيطة... أو تُظهر خمولا حتّى ولو كان قليلا... فإن هذا سيتسعمع مرور الوقت... ينبغي أن لا نفعل الإثم حتّى ولو كان صغيرا... لأن هذا سيكبر إذ أهملنا وتراخينا... تماما مثل قطعة ملابس ظهر عليها بعض التمزّق... فإن أهملت فإنّها تتمزّق كلّية... أيضا لو أننا أهملنا طابقا من بناء تساقط منه بعض الحجارة... فإن ذلك سيؤدي إلى إنهيار البناء كلّه؟؟؟
إذا ونحن نفكّر في هذه الأمور... ينبغي علينا أن لا نتهاون في ارتكاب الزلاّت الصغيرة... حتّى لا نسقط في الخطايا الكبيرة... لكن إن حدث وتهاونّا... ووصلنا إلى عمق الشرور... فيجب أن لا ي يؤدي ذلك لإستيلاء اليأس علينا... لأنّنا وصلنا إلى هذا الحد... حتّى لا نثقّل على أذهاننا... فعندها يصعب على المرء التخلّص من هذه الحالة... فيما بعد إن لم يكن علينا يقظة روحانية تامّة... وهذا ليس بسبب طول فترة إرتطاب الخطيئة... بل بسبب وضع الخاطيء نفسه... لأن الخطيئة حين تصل جذورها إلى العمق... تُحزن كما من طرحتهم أرضا... تماما مثل أولئك الذين يسقطون داخل بئر... فلا يستطيعون أن يصعدوا أو يخرجوا منها... بل يحتاجون إلى آخرين لكي يجذبوهم إلى الأعلى... هكذا يكون حال من وصل إلى عمق الخطيئة... إلى هؤلاء الخطاة... فلنلق حبلا ولنجذبهم إلى الأعلى... وليس هذا قصرا على الآخرين... بل على أنفسنا أيضا... ولنُلزم أنفسنا بهذا إن أردنا الصعود والإرتفاع... فليكن ليس بقدر السقوط بل أكثر بكثير... كذلك فإن الله يُعين في ذلك..."هل مسرّة أسرّ بموت الشرير؟؟؟ يقول السيد الرب...ألا برجوعه عن طرقه فيحيا"؟؟؟ فلا ينبغي أن يستحوذ علينا اليأس...وألاّ نموت كموت عديمي التقوى... لأنّهم سقطوا في خطيئة اليأس... لأنّه "إذا جاء الشرير جاء الإحتقار"؟؟؟ فحجم الخطايا ليس هو الذي يجلب اليأس... بل طريقة التفكير البعيدة عن التقوى... فحتّى وإن كنت قد ارتكبت كل الشرور... فقل لنفسك... إن الله محل للبشر ويشتهي خلاصنا... لأنّه يقول:" إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج"؟؟؟ وسأغيّر طريقة حياتكم من الآن فصاعدا... إذا يجب ألا يرتكب الإنسان الخطيئة... لأن الأمر المحزن ليس هو السقوط... بل البقاء في السقوط... وليس المخيف أن يصاب المرء بالمرض... بل المخيف أنّه لا ينوي الشفاء؟؟؟" من يقول إنّي زكّيت قلبي؟؟؟تطهّرت من خطيئتي"؟؟؟ أقول هذا لا لأجعلكم أشد خمولا... بل لكي أمنعكم من الوقوع في اليأس؟؟؟
أحبتي: أتريدون أن تعلموا كيف أنّ إلهنا صالح؟؟؟ لقد أتى إليه العشّار محمولا بشرور لا حصر لها... ولكن بعدما قال فقط" اللهم إرحمني" إنصرف مغفورا له... بل إن الرب يقول بأشعياء النبي... "من أجل إثم مكسبه غضب وضربته...رأيت طرقه وسأشفيه وأقوده... وأرد تعزيات له ولنائحيه"؟؟؟ هل يوجد ما يعادل محبة الله للبشر؟؟؟ أي إنّه بمجرد أن رأى الإنسان الخاطيء قد حزن... سامحه عن خطاياه... وردّ له تعزياته... إلاّ أنّنا حتّى ولا هذا نفعله... لذلك نحن نغضب الله كثيرا... فإن الذي يرأف بنا بقليل من التضرّع... فعندما نستهين بالتشفّع والإبتهال... فمن المنطقي أن يغضب ويديننا بالعقاب الأبدي؟؟؟ "هل يوجد من يعترف بخطاياه ويحزن على ارتكابها؟؟؟ من منكم يقرع صدره بانسحاق؟؟؟ ومن يهتم بخلاصه"؟؟؟على الأقل أعتقد أنّه لا أحد يصنع هذا... إن الناس ينوحون أياما كثيرة عندما يموت قريب لهم... وعندما يفقدون أموالا... لكنهم لا يفكّرون بخسارة نفوسهم كل يوم..."إذا إنّي لك أن تصيب مسامحة الله وعفوه... في الوقت الذي فيه تجهل أنّك خاطيء"؟؟؟
قد يقول أحد نعم قد أخطأت.. وهذا أمر حسن... إلاّ أنّه قد يقول هذا باللسان فقط... فلتقل هذا بفكرك... وفي نفس الوقت تنهّد واندم على خطاياك... حتّى تدوم بهجتك وسرورك... كذلك إن كنّا نحزن على خطايانا ونتنهّد... فعندها سنتحرر من الضيق والغم... لأن الحزن سيبعد عنّا كل غم وأسى... ومع الإعتراف بخطايانا... سنربح التحرر من نير أحزان الحياة الحاضرة... والتمتّع برونق الحياة... وهكذا نحظى بعفة الله إذا سلكنا طريق التقوى؟؟؟ إخبرني إذا أخي لو أن لديك عبدا... وهذا العبد قد عانى كثير من الآلام... من شركائه في العبودية؟؟؟ ولم يحدث شيئا عن الأمور الأخرى...ولكنّه حرص فقط على ألاّ يغضب سيّده... ألا يستحق لموقفه هذا أن يكف غضب سيّده؟؟؟ وبالعكس إن لم يهتم أبدا... ولم يحفل بأخطائه تجاه سيّده... بل كان اهتمامه إرضاء شركائه بالعبوديّة... ألا بعدم قيامه بأخطاء في حقّهم... ألا يحق لسيّده عقايه؟؟؟ هكذا يفعل الله عندما لا نبالي بغضبه... فإننا نستثير سخطه...لكن عندما نهتم بإرضاء الله... فإن غضبه يهدأ ويزول... بل إنّه يسُريد منّا أن نعاقب نفوسنا عن خطايانا... وحينئذ لم يطلبها هو بعد... ولذلك فهو يهدّدنا بالعقاب... لكي يزيل اللامبالاة التي نحياها... فعندما نخشى التهديد فقط... فإنّه لا يدعنا أن نُجرّب أو نختبر العقاب... إنتبه إذا ماذا يقول أرمياء النبي..."أما ترى ماذا يعملون... الأبناء يلتقطون حطبا...والآباء يوقدون النار... والنساء يعجنّ العجين"؟؟؟ فلنخف إذا لربما يقال لنا شيء مثل ذلك؟؟؟
ألا ترى ماذا يفعل هؤلاء؟؟؟ لا أحد يطلب ما للمسيح... بل الجميع يطلبون ما لأنفسهم... إنّ أبنائهم يركضون نحو الفسق... والآباء يتّجهون نحو الطمع والخطف والسلب... ونساؤهم ليس فقط لا يضبطن أنفسهنّ... بل بالعكس يحفّزن أزواجهنّ... ويدفعن بهم باتجاه الإنشغالات الحياتية فقط؟؟؟ ولك أن تقف في السوق وتسأل أولئك الذين يجيئون ويذهبون... فلن ترى أحد يهتم بموضوع روحاني... بل الجميع يركضون نحو الأمور الجسدية الماديّة... حتّى متى سنبقى في متاهة وعدم يقظة؟؟؟ إلى متى سنبقى في سبات عميق؟؟؟ إلى متى سنظلّ في حالة جوع للشرور ولا نشبع؟؟؟ إلاّ أنّه وبدون أسباب تبدأ خبرة الأمور الحياتية..."وتعلّمنا من تلقاء ذاتها... بطلان وبؤس وتعاسة أمور العالم الحاضر"؟؟؟إذا فالناس يسعون في أثر الحكمة الإنسانية وينمّونها... ولا يعرفون شيئا عن أمور الحياة الأبديّة... لكنهم عندما يفهمون تفاهة أمور... هذه الحياة الحاضرة يبتعدون عنها؟؟؟
أحبائي: في نهاية هذه المحاضرة...أريد أن أسأل... كيف سيغفر الله لك بعدما تنجذب إلى أسفل؟؟؟
إذ أنت لم تتجنب الزلات والهفوات الصغيرة... التي تعقُبها الخطايا الكبيرة المستديمة... وقد سمعت أن الله يبيّن لك هذه الأمور ويُعلنها أمامك... ويقدّم لك الوعود؟؟؟ وأنت تقاوم لطف الله ورحمته... وهذا قد أظهره آولئك الذين ابتعدوا عن الشرور... دون أن يكون قد قطع لهم أحد وعودا بالأمور السامية... وهل يأتي الغنى من الفقر؟؟؟ لكنهم كانوا يعرفون جيدا أن هذه النوعية من الفقر... هي أسمى من كل غني... أيّة حياة تلك التي رجوها... بعدما تركوا الحياة المريحة... وسلّموا أنفسهم للحياة القاسية؟؟؟ حياة المتاعب والهوان؟؟؟ اختاروا الفقر لأنّهم أدركوا وفهموا طبيعة الأمور الحياتية... وتحقّقوا وأقرّوا بأن الإبتعاد عن محبة العالم وشهواته... أنسب جدا للنفس ولصحة الجسد؟؟؟
أخيرا أحبتي: إذا نحن نضع هذه الأمور في اعتبارنا... ونتذكّر خيرات الدهر الآتي باستمرار... فلنقمع رغباتنا الأرضيّة... ونتجنب مغريات هذا العالم الحاضر... للنال خيرات الدهر الآتي... بنعمة ربنا يسوع المسيح ومحبته لجميع البشر...لنحصل على المجد والقوّة والكرامة بنعمة الآب والروح القدس... إلى دهر الدهور آمــــــيــــــن؟؟؟
المحب لكم
الأب الياس عبدو
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: لا تيأس

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

لايأس مع الرب يسوع المسيح له المجد
به الخلاص من أتعاب العالموألاخرة
ولا ياس مع رحمة الرب
قلبه مفتوح بكل زمان لمغفرةالخطايا
ألف شكر لك أبونا الموقر
بأنتظار المزيد بارخمور
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الديني“