الأحد الاول بعد عيد الميلاد المجيد ܚܕ ܒܫܒܐ ܩܕܡܝܐ ܕܒܬ̣ܪ ܝܠܕܐ!

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

الأحد الاول بعد عيد الميلاد المجيد ܚܕ ܒܫܒܐ ܩܕܡܝܐ ܕܒܬ̣ܪ ܝܠܕܐ!

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

الأحد الاول بعد عيد الميلاد المجيد ܚܕ ܒܫܒܐ ܩܕܡܝܐ ܕܒܬ̣ܪ ܝܠܕܐ.
صلوات ܨܠܘܬܐ
أيها الأبن القدوس المولود بالقداسة من الآب الأزلي ويعظم معه بتسابيح طاهرة نقية. أهلنا لنرتل بقداسة وحسن النية مع طغمات الملائكة والقوات السماوية في يوم ميلادك الإلهي بالجسد وبتمام الكمال نهتف لم بتسابيح الحمد والشكر ولأبيك ولروحك القدوس الآن وإلى أبد الآبدين آمين.
فروميون ܦܪܡܝܘܢ السبح والحمد والثناء للأبن الوحيد الذي لا بداية له ولا نهاية. ذاك الذي ولدته البتول الطاهرة في آخر الأزمان القديم الذي ينمي الأجنة في الأحشاء شاء ان تحصره أحشاء العذراء الحمل الرقيع بقوته الإلهية. حملته فتاة على ذراعيها البشرية. مقيت الكائنات بنعمته. رضع اللبان من ثدي أمه. الصالح الذي به يليق الحمد والوقار في هذا الوقت.
سدروܣܕܪܐ أيها المسيح الخالق الجواد على كل المخلوقات. المولود من الآب ازلياً وقد ولدته العذراء مريم زمنياً. المتعالي عن الأوقات والأزمان وتنازل بتدبير إلهي وولد ميلاداً جسدياً محبة منه بجنسنا البشري. وأكمل بميلاده ما تنبأ به الانبياء وأشاروا إليه بالرموز والأمثال إذ قال أحدهم: ها ان الرب سيقيم لكم نبياً من إخوتكم مثلي له تسمعون. وآخر صرخ قائلاً: أنا أعلم أن مخلص حي سيظهر على الأرض به تؤمنون. وآخر صور نزولك إلينا كالطل النازل على الجرة والندى الذي ينعش الأرض أعلن أن في بيت لحم افراتة يخرج من يرعى الشعب. في حين أن مخارجه منذ الأزل. واحد قال: أن الرب يأتي من الشمال بالتبجيل، وآخر صرخ قائلاً: أنت إبني وأنا اليوم ولدتك: واحد اعلن عن ميلاده من عذراء بقوله: هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعى اسمه عمانوئيل.
وفي مثل هذا اليوم الأغر تمت هذه النبوات كلها. وسمع صوت الملاك يبشر الرعاة قائلاً: هوذا ابشركم بفرح عظيم قد ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو يسوع الرب وفيه ملئت اصوات الملائكة السماء والأرض هاتفة المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة. والآن نبتهل إليك نحن الخطاة أيها الطفل القدوس مع عطر البخور الذي قربناه في يوم ميلادك قائلين: يارب من الضيقات والتجارب خلصنا ومن المحن والكاره نجينا. اللهم وعظم شأن كنيستك وأحفظ رعاتها ليرعوا أغنامك الناطقة بالبر والقداسة والأستقامة. وجمل بالبهاء كهنتها وبالعفة شمامستها. ربنا واشف بمراحمك المرضى وشدد الضعفاء وارع الأيتام والأطفال، ودبر الأرامل وأشبع المعوزين ونيح الموتى الراقدين لكي نحن وهم نرفع لك مجداً وحمداً ولأبيك ولروحك القدوس الآن وإلى الآبد.

القراءة من إنجيل لوقا ص 2 من 40 ـ 52، ܐܘܢܓܠܝܘܢ ܕܩܪܒܐ ܐܠܗܝܐ!
وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح، ممتلئا حكمة، وكانت نعمة الله عليه
وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح
ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد
وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم، ويوسف وأمه لم يعلما وإذ ظناه بين الرفقة، ذهبا مسيرة يوم، وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف
ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل، جالساً في وسط المعلمين، يسمعهم ويسألهم
وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته فلما أبصراه اندهشا. وقالت له أمه: يا بني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين فقال لهما: لماذا كنتما تطلبانني؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي
فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما
ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعا لهما. وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها
وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة، عند الله والناس.

الشرحܦܘܫܩܐ
بعد الدعاء إلى ربنا يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
لم تروِ لنا الأناجيل المقدَّسة شيئًا عن شخص المسيح له المجد منذ عودته من مصر وهو طفل، ربَّما في الثالثة من عمره وحتى بدء الخدمة في سن الثلاثين سوى قصَّة دخوله الهيكل في سن الثانية عشر من عمره. هذه القصة الفريدة تكشف لنا عن صبُوَّة المسيح يسوع وتقدِّم لنا الكلمات الأولى التي نطق بها المسيح في الأناجيل: ألَم تعلِّما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي، وهي تكشف لنا عن طاعته وخضوعه لأُمّه القدِّيسة مريم.
ويلاحظ في هذه القصَّة الآتي:
أمرت الشريعة أن يذهب كل الرجال اليهود إلى أورشليم في كل سنة ليحتفلوا بعيد الفصح (خر 13: 17، تث 16: 16) يقضون هناك ثمانية أيام (عيد الفصح وعيد الفطير معًا)، وكان المسافرون يسيرون على قافلتين، احداهما للنساء في المقدِّمة والثانية للرجال في المؤخِّرة، وكان الصِبيَّان يسيرون إِما مع الرجال أو النساء. لذلك فإنَّه إذ اِنقضى اليوم الأول في العودة اِقتربت القافلتان واِلتقى يوسف بمريم كل منهما يسأل الآخر عن الصبي، إذ حسب كل منهما أنه مع الآخر، وقد بقيا يومًا كاملًا يسألان عنه بين الرجال والنساء، وإذ لم يجداه قرَّرا العودة إلى أورشليم حيث قضيا يومًا ثالثًا، لذا يقول النجيلي: وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسًا في وسط المعلِّمين، يسمعهم ويسألهم.
لا نعرف شيئًا عن حديث المسيح له المجد مع المعلِّمين وهو في الثانية عشر من عمره، لكننا نعرف أن كل الذين سمعوا بُهتوا من فهمه وأجوبته، وأن القدِّيسة مريم والقدِّيس يوسف إذ أبصراه اِندهشا. لعلَّه كان يتحدَّث معهم بخصوص الفصح الحقيقي، فيكشف لهم عن الحاجة للانطلاق من خروف الفصح الرمزي إلى الحقيقي، أو كان يحدّثهم عن العبور لا من أرض مصر إلى كنعان، بل من الجحيم إلى الفردوس، أو لعلَّه كان يحدّثهم عن الحاجة إلى المسيَّا ويكشف لهم النبوَّات، على أي الأحوال كان يتحدَّث بسلطانٍ، فيُبهت السامعين. بلا شك رأت القدِّيسة مريم عجبًا، حتى يقول الإنجيلي: وكانت أُمّة تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها.
حدَّد الإنجيلي أنهما وجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل جالسًا في وسط المعلِّمين، فإنَّ كان رقم 3 كما رأينا في دراستنا لسفر يشوع تُشير للإيمان بالثالوث القدِّوس، كما تشير لقيامة المسيَّا من الأموات، فإنَّه لا يمكن للكنيسة أن تُلقي بعريسها في هيكله المقدَّس إلا خلال الإيمان الثالوثي، أو التلامس مع عمل الثالوث القدِّوس في حياتها، وخلال خبرة الحياة المُقامة مع المسيَّا. بمعنى آخر لن نستطيع أن نلتقي بالمسيح وننعم بصداقته الفائقة في مقدَّساته ما لم نتقدَّس بالإيمان الثالوثي، ونحيا بحياته المُقامة فينا!
أول كلمات نطق بها السيِّد كما جاء في الأناجيل المقدَّسة هي: لماذا كنتما تطلباني، ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟!. هذه الكلمات تكشف عن طبيعة المسيح وعن رسالته كما تحدَّد لنا ملامح السلوك اللائق.
فمن جهة طبيعة المسيح، فهو وإن كان لا يتعرَّض على نسبِهِ لمريم ويوسف، إذ قالت له أُمّه: هوذا أبوك وأنا كنَّا نطلبك معذَّبين، إذ كان يوسف أبًا له حسب الشريعة من أجل التبنِّي وأن كان ليس من زرعه، وكانت مريم أُمَّه حسب الجسد، لكنه هو الذي يؤكِّد علاقته بالآب ينبغي أن أكون فيما لأبي معلمنا أنه ابن الله الآب!
من جهة ناسوته ينسب للقدِّيسة مريم لأنها حملته، أخذ منها جسدًا، لكنه لا ينسب جسديًا ليوسف إنما من أجل خدمته له وارتباطه المملوء محبَّة للقدِّيسة مريم إذ قيل: أطلق الإنجيل لقب أبواه لأن يوسف خدمه، وعلى العذراء لأنها حملته.
إن قبِلنا الإيمان الثالوثي عمليًا، فتمعُنًا بأبوَّة الآب، وانفتح قلبنا لفداء الابن، ونلنا شركة روحه القدِّوس، إن صارت لنا الحياة السماويّة المقامة في المسيح نرى نفسه في قلبنا كما في هيكله يقود كل مناقشاتنا الداخليّة، يعلمنا ويدربَّنا كمعلمٍ صاحب سلطان، يقود القلب بكل عواطفه، والفكر بكل أبعاده، والجسد بكل أحاسيسه! لنبصره مع أُمّه القدِّيسة مريم ونندهش معها من أجل عمله فينا!
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“