مقالة داويد بيث زبداي

المشرفون: ابو كابي م،مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

مقالة داويد بيث زبداي

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

Dawid:

هل ربحت المنظمة الآثوريـة الديمقراطية الاكراد وخسرت السريان؟
بقلم: داويد بيث زبداي
منذ حوالي الشهرين تشهد العديد من المدن السورية مظاهرات متفاوتة الحجم تقوم بها مجموعات سورية عديدة مختلفة التوجهات والاهداف لكن يجمعها هدف مشترك هو الرغبة في اسقاط النظام السوري الحاكم. وقد ذهب ضحية هذه التظاهرات المئات من المواطنين السوريين المعارضين للسلطة، وعشرات من رجال الامن والجيش السوري المدافعين عن السلطة.
وعلى اثر احداث المظاهرة الكردية التي تمت يوم الجمعة في 22 من ايار 2011 في احدى ضواحي مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا، وشارك فيها بعض الافراد القلائل من السريان من اتباع المنظمة الاثـورية الديمقراطية، قامت اجهزة الامن السوري بالقاء القبض على عدة اشخاص (حوالي العشرة) من قيادة واعضاء هذه المنظمة في مدينة القامشلي وعلى عدد كبير (يقال حوال المائتين) من قيادات المعارضين الاكراد في المدينة لتظاهرهم ضد السلطة.
ان القبض على هؤلاء "الاشوريين" اثار اهتمام التنظيمات الاشورية والكردية والعربية المعارضة حيث شجبوا هذه الاعتقالات بحق المتظاهرين. لكن الكثير من المسيحيين في سوريا "شمتوا" بالمعتقلين الاشوريين بحجة انهم يسيؤون الى المسيحيين السوريين ويعطون صورة مغلوطة عنهم في مواقفهم من السلطة السورية.
لقد تم القبض على هؤلاء المعارضين "الاشوريين" بعد مشاركتهم في تظاهرة مضادة للنظام السوري جرت امام مسجد كردي في احدى ضواحي مدينة القامشلي، ثم اطلق سراحهم بعد اسبوع. ولما كانت غالبية هؤلاء الاعضاء في المنظمة الاشورية الذين تم القبض عليهم من السريان (الارثوذكس) فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل لهؤلاء الاشخاص المعارضين دعم شعبي بين السريان وبقية المسيحيين في القامشلي وغيرها من المدن السورية؟

لا يخفى على اللبيب على ان الغالبية العظمى من السريان والمسيحيين في مدينة القامشلي وسوريا هم من المؤيدين للسلطة والنظام الحاكم ولا يرغبون بسقوطه بل يتمنون استمراره. انهم يخشون ان سقط النظام ستتحول السلطة تدريجيا الى يد الاسلاميين الذين باتوا قوة في الشارع السوري تتربص الفرصة. فهوذا المطران يوحنا ابراهيم مطران السريان الارثوذكس في حلب وهو من اهم الشخصيات الكنسية في سوريا يقول بصراحة: "أن الكنائس لا تشجع الناس على المشاركة في المظاهرات". ويقول انه "متأكد من أن 80 في المئة من المسيحيين يحضرون للكنيسة للاستماع إلى رأيها بشأن الاحتجاجات وهم يلتزمون بموقفها". انظر كلامه على الرابط: http://new.alepposuryoye.com/topic/2369
أما بطريرك السريان الارثوذكس زكا الاول فقد ذهب ابعد من ذلك فهو يعتقد بأن هناك مؤامرة طائفية على سوريا هدفها ضرب التجانس بين الاثنيات والاديان، فاصدر بياناً في الثالث من شر نيسان 2011 قال فيه: " ندين وبشدة اندساس بعض الأيادي الغريبة التي تُحرك ضعاف النفوس لتأليب الرأي العام في الداخل والخارج، للوصول إلى مآرب خاصة لا تخدم مصلحة سوريا ومواطنيها الشرفاء، بل تضع سوريا أمام مفترق طرق لا أحد يعلم نهايتها، وقد أخطأ العقل المدبر لهذه المؤامرات إذ اعتقد بأن إشعال نار الفتنة الطائفية سيقضّ مضجع السوريين، ويضعضع الجدار المتين الذي يحمي سوريا ويمتعها بالأمن والسلام. وندعو أبناءها الأعزاء مسيحيين ومسلمين ـ كما كانوا عبر التاريخ ـ للوقوف صفاً واحداً في وجه جميع الهجمات التي تتعرض لها البلاد". ودافع البطريرك زكا عن الرئيس السوري بقوله: " وكلنا ثقة بقائدنا الهمام السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، الذي منحه الله حكمة الشيوخ وهمة الشباب، بأنه سيُخرج سوريا من هذه الأحداث الأليمة بحلةٍ جديدة، وبشكل يضمن لجميع المواطنين الشرفاء كافة حقوقهم المشروعة". اقرأ نص البان على الرابطين:http://www.syrian-orthodox.com/readnews.php?id=898
http://www.syrian-orthodox.com/readnews.php?id=899
وكان مجلس اساقفة الكنائس المسيحية في دمشق قد اصدر ايضاً بياناً مشابها في 29 آذار 2011 ندد فيه بالمعارضين متهماً بوجود اصابع خفية هدفها ايقاد نار حرب طائفية في سوريا. وجاء في البيان المذكور "إن ما يحدث في بلادنا هو مؤامرة خارجية اشتركت فيها ـ مع الأسف ـ أيادٍ داخلية وزادت في أوارها الوسائل الإعلامية المغرضة التي حاولت تشويه الصورة المشرقة التي تتمتع بها سوريا في الداخل والخارج، فإذ نشكر الله تعالى على أن هذه المؤامرات لم تصل إلى غايتها ومرادها، نؤكد على أن سوريا الحبيبة كانت وستبقى منيعة في وجه أعداء الأمة بوحدة شعبها على اختلاف أطيافه، وتلاحم أبنائها، ووعيهم وإيمانهم العميق ومحبتهم لوطنهم." اقرأ البيان على الرابط:
http://www.syrian-orthodox.com/readnews.php?id=888

وقد دفع السريان ضريبة هذه الاحداث التي تجري في سوريا فسقط شابان سريانيان ضحية اطلاق نار المعارضين على الجيش السوري: كان الاول ضابطاً في الجيش السوري اسمه جورج إليان حيث قتله رصاص المعارضين في السادس من ايار، والثاني هو جندي في الجيش السوري واسمه شادي فرح قتله رصاص المعارضة في 15 ايار. اقرأ عن مقتل الشابين السريانيين في الرابطين:
http://www.syrian-orthodox.com/readnews.php?id=945
http://www.syrian-orthodox.com/readnews.php?id=961
وعلى اثر مقتل الشابين السريانيين اصدر البطريرك زكا بيانات تدين هذه المجازر وتدافع عن السلطة والنظام.
كما كان المطران السرياني يوحنا ابراهيم قد نشر قبل بضعة ايام مقالاً هنا في موقع عنكاوا يؤيد فيه النظام الحاكم . وفي 22 ايار شارك المطران يوحنا في صلاة قداس لاجل سوريا في مدينة بوردو الفرنسية وسمى ما يجري في سوريا زوبعة عابرة يتمنى ان تزول، ويقول: "نتمنى أن تكون هذه الزوبعة عابرة وتعود سوريا إلى الوضع الطبيعي".
واضاف المطران يوحنا ابراهيم: "بالتأكيد، المسيحيون بشكل عام هم مع الدكتور بشار الأسد ومع النظام، ويتمنون أن لا تمتد هذه الزوبعة كثيراً ".
وأردف المطران بالقول: "أنا مواطن مسيحي قادم من سوريا، أشهد أمامكم وأقول: إذا تزعزع السلام في سوريا، ستكون له تأثيرات على بلدان الشرق الأوسط. نحن لا نريد أن ندخل في مفاهيم جديدة للغة الديانات والمذاهب، لأن الحرب بين أتباع الديانات والمذاهب ستكون لها تأثيرات سلبية وخيمة على كل المنطقة وخاصة على دول الجوار. ومن هنا أناشدكم بأن تدعموا مسيرة السلام في سوريا، وتعملوا على عدم تصديق كل ما يُبَث من إعلام مغرض ضد وطننا، لقد قدّمت سوريا ذاتها في تاريخها ماضياً وحاضراً أنموذجاً للعيش المشترك، والإخاء الديني، والوحدة الوطنية. نحن لسنا مع مَن يريد إسقاط النظام، ولكننا في الوقت ذاته ننادي مع مسيرة الإصلاحات ضد الفساد والرشوة، ولهذا فالسلام بالنسبة إلينا يعني شيئاً كثيراً، أرجو منكم أن تمدّوا أيديكم إلى كل المواطنين السوريين، من مسيحيين ومسلمين، للعمل معاً للخروج من المأزق المعتم الذي يهدد السلام في وطننا". اقرأ كلامه علر الرابط: http://www.syrian-orthodox.com/readnews.php?id=969

ولا يخفى على اللبيب بان الشارع المسيحي بغالبيته الساحقة واقف مع السلطة السورية ويدافع عنها. وموقف الشارع المسيحي السوري منسجم تماماً مع موقف السلطات الكنسية في سوريا. وهذا الموقف هو بسب الهواجس والتخوف من سيطرة الاسلاميين على السلطة من جهة، ولأن النظام السوري اعطى المسيحيين ما لم تعطه بقية الانظمة في العالم العربي المسلم. ولقد ظهر هذا جلياً من خلال المظاهرة المعادية للنظام السوري والتي دعت اليها ثمان منظمات آشورية في السويد وبينها المنظمة الاثورية الديمقراطية في الثالث من ايار2011 ، حيث كان عدد المتظاهرين في ستوكهولم حوالى 60 شخصاً فقط رغم وجود اكثر من عشرين الفا من السريان السوريين في ستوكهولم الكبرى، مما يدل على صغر حجم هذه المنظمات وانها لا تمثل الا نفسها، وان الجماهير السريانية بعيدة عنها وغير واقفة الى جانبها في تعاطيها مع هذه القضية وفي غيرها من القضايا الاخرى ايضاً.. انظر الرابط:http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... 980.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... msg5204261
بعد كل البيانات الرسمية وغير الرسمية التي اصدرتها قيادات الكنيسة السريانية وبقية الكنائس حيث عبّرت فيها عن رأيها في دعم النظام الحاكم في سوريا، يقوم اعضاء التنظيم الاشوري الديمقراطي وبعددهم القليل جداً بمعارضة النظام السوري، ويجسدون ذلك بمشاركتهم في القامشلي بثلاث مظاهرات متتالية مع الاكراد من امام جامع كردي لاسقاط النظام.
ان النظام السوري له تقليد طويل وتاريخ حافل في التعاطي مع معارضيه. ففي انتفاضة الاسلاميين السوريين ومحاولتهم اسقاط السلطة في سبعينات القرن الماضي بطش بهم النطام السوري وسُحقت محاولتهم بعنف شديد، وكانت محصلتها سقوط "عشرات" الالاف منهم .
يعرف الجميع ان النظام السوري الحاكم رغم بطشه بالمعارضين إلا انه قدم الامان والاستقرار للمسيحيين السوريين بشكل جيد، وان الغالبية العظمى للسريان في سوريا واقفة مع النظام السوري ويدعمونه علناً ويتخوفون من ان سقوطه سيضعهم لقمة سائغة في يد الاسلاميين كما حدث في العراق. كما ان معظم الاقليات الدينية والقومية تدعم النظام وتخشى على مستقبلها ان سقط.. ان دعم المسيحيين للنظام السوري يتجسد في موقف امرأة سريانية مسيحية في مدينة القامشلي إذ انها هللت (زلغطت) فرحاً وهي تشاهد عملية القبض على اعضاء التنظيم الاشوري المعارض للسلطة، معبرة عن رأيها ورأي الغالبية المسيحية المؤيد للنطام السوري من جهة، وغضبها على اعضاء التنظيم الاشوري الهادف الى اسقاط النظام السوري من جهة اخرى. ولقد علمنا بان غالبية السريان فرحوا لعملية زج عناصر التنظيم الاشوري في السجن، وحتى الذين تأثروا بسبب القبض عليهم انتقدوهم بسبب موقفهم العدائي من السطة، لان اعضاء التنظيم الاشوري يعطون صورة مغلوطة عن السريان ومواقفهم، ولا ينظرون الى الموضوع نظرة بعيدة وحكيمة، حسب قولهم.

اذا كانت غالبية السريان قد فرحوا في القبض على اعضاء المنظمة الاشورية، الا ان الاكراد حزنوا لذلك. لكن لماذا يحزن الاكراد وما علاقتهم بالموضوع؟ ان المنظمة الاشورية حليفة للاكراد في مواقفها ضد السلطة حيث شاركت معهم في مظاهراتهم المعادية للنطام. ان الاكراد يتظاهرون ضد السلطة لينالوا الحقوق التي يناضلون من اجلها، وقد نالوا بالفعل شيئا هاماً منها لمَّا قررت الحكومة السورية مؤخراً منح الجنسية السورية لمئات الالاف منهم، والكل يعلم عواقب خطوة التجنيس هذه لأنها ستغير من ديمغرافية منطقة القامشلي والجزيرة السورية، وستظهر نتيجة ذلك في الانتخابات المقبلة للبرلمان السوري وللبلديات لانه بقرار التجنيس تحول الاكراد الى غالبية في القامشلي والمنطقة. اذا كان الاكراد يناضلون لاجل نيل حقوقهم كما يصرحون عنها علناً فما هي الحقوق التي تناضل المنظمة الاشورية الديمقراطية لاجلها في سوريا؟ واية حقوق ستحصل عليها ان سقط النظام السوري؟ ان سقط النظام السوري وسيطر الاسلاميون فستكون ضربة عنيفة للمسيحيين السوريين وستكون المنظمة الاشورية الديمقراطية قد ساهمت في "حفر قبرها بيدها". ان المنظمة الاشورية المذكورة قد فتحت بفعلتها هذه شرخاً عظيماً بينها وبين غالبية السريان لانهم يؤيدون السلطة. وحتى السريان الذين تعاطفوا مع المعتقلين انتقدوهم لموقفهم السياسي المعادي للنظام.

فبعد هذا الاستعراض يحق لنا ان نسأل من هو على حق يا ترى؟ هل هم اعضاء المنطمة الاشورية الديمقراطية الذين يريدون اسقاط الحكم في سوريا؟ أم هم غالبية السريان الذين يدعمون النطام السوري كي يستمر ولا يسقط؟
ان المنطمة الاشورية الديمقراطية ربحت الاكراد لكنها خسرت غالبية السريان.
(ملاحظة: يبلغ عدد الاشوريين في سوريا حوالى 2% فقط من اجمالي المسيحيين السوريين.).

داويد بيث زبداي
[/size]
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”مقالات مختارة“