قمة دول عدم الانحياز في دورتها السادسة عشرة في طهران" وما أس

المشرفون: ابو كابي م،مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

قمة دول عدم الانحياز في دورتها السادسة عشرة في طهران" وما أس

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »


قمة دول عدم الانحياز في دورتها السادسة عشرة في طهران" وما أسفر عنها من نتائج التقرير الكامل
.......................
أكد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء حرص سورية على الوصول إلى حل سلمي للأزمة التي تواجهها يتفق عليه بين السوريين ويقوم على الحوار الوطني بينهم.
وقال الدكتور الحلقي في كلمة له أمس خلال افتتاح قمة دول عدم الانحياز في دورتها السادسة عشرة في طهران" إنه انطلاقاً من هذا الموقف المبدئي أعلنت سورية قبولها بخطة مبعوث الامم المتحدة كوفي عنان وتعاونت معه ومع بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية في سبيل تنفيذ بنودها وقد أصبح واضحاً للجميع أن نجاح هذه الخطة يتطلب إلى جانب التزام الحكومة السورية الذي تم التعبير عنه بشكل واضح وجلي توافر التزام دولي صادق وإرادة سياسية حقيقية لدى الأطراف الداعمة والمؤثرة على المجموعات الإرهابية المسلحة لتشجيع الحوار ورفض العنف ووقف تسليح وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة".
سورية تواجه منذ أشهر عديدة أعمالاً إرهابية غادرة مدعومة من الخارج
وأضاف رئيس مجلس الوزراء" إن سورية تواجه منذ أشهر عديدة أعمالاً إرهابية غادرة مدعومة من الخارج طالت مواطنينا السوريين ومؤسساتنا الوطنية وكوادرنا وطاقاتنا البشرية والمادية وترافقت هذه الممارسات بتفجيرات إرهابية ومذابح روعت السكان في العديد من مناطق سورية".
وقال" من الملفت للانتباه أن بعض الدول التي زعمت دعمها للحل السلمي ولخطة عنان ما زالت مصرة بقوة على إفشال أي تحرك سياسي يهدف لإنهاء الأزمة في سورية سلمياً وبالتالي فإن تلك الدول تتحمل مسؤولية إفشال خطة عنان وإفشال مهمة بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية".
وأضاف الدكتور الحلقي" إن هذه الدول وسعياً منها لإدامة الأزمة وإطالة عمرها عملت ما بوسعها للترويج للأحداث بصورة مغلوطة وتضليلية بهدف تشويه موقف الحكومة في سورية من الأزمة وتشويه الواقع وتصويره على أنه واقع سلطة مستبدة تقتل شعبها الأعزل في حين أن العالم بات يعرف أن واقع الأزمة في سورية يعود إلى حجم التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية وإلى سعي دول معروفة بعينها داخل منطقتنا وخارجها إلى استهداف استقرار سورية وزعزعة أمنها".
وقال الدكتور الحلقي" لقد بات معروفاً لكل مراقب منصف أن الحكومة السورية اعتبرت مطالب الإصلاح السلمي أولوية لديها وعملت بالتعاون مع الأطراف الوطنية في المعارضة على بناء سورية جديدة تقوم على تعددية ديمقراطية تستجيب لتطلعات شعبها وبالمقابل بات جلياً لكل متابع موضوعي منصف أن مجموعات إرهابية مسلحة مدعومة خارجياً استغلت الأحداث في سورية ومارست القتل والتنكيل بحق المدنيين والعسكريين وارتكبت مجازر جماعية وهي مجموعات تضم في صفوفها عناصر جهادية وتكفيرية من تنظيم القاعدة وغيرها وهؤلاء لا يمكن لأي دولة في العالم أن تتساهل معهم انطلاقاً من مسؤولية الدولة في حماية مواطنيها وهنا يحق لنا التساؤل عن حقيقة التوافق الذي بناه المجتمع الدولي حول مكافحة الإرهاب والتساؤل ما إذا كان ذلك التوافق التزاماً جدياً من الدول أم مجرد حبر على ورق".
أثبتت الأحداث أن مزاعم وإدعاءات بعض الدول عن دعم الحل السلمي السياسي في سورية بعيداً عن العنف لا يعدو أكثر من كونه شعاراً زائفاً
وتابع رئيس مجلس الوزراء" لقد أثبتت الأحداث أن مزاعم وإدعاءات بعض الدول عن دعم الحل السلمي السياسي في سورية بعيداً عن العنف لا يعدو أكثر من كونه شعاراً زائفاً يهدف إلى خداع الرأي العام السوري والدولي حيث تقوم هذه الدول بالتدخل الفظ بالشؤون السورية وتقرع تحت شعار (أصدقاء سورية) وهم أعداؤها طبول الحرب والتدخل العسكري الخارجي".

وقال الدكتور الحلقي" إن هذه الدول التي تدعم الإرهاب في سورية وتمده بالمال والسلاح والتغطية الإعلامية والسياسية وتحرض على رفض الحوار وممارسة العنف وفرض حزم متتابعة من العقوبات الاقتصادية القسرية غير الأخلاقية على الشعب السوري وظروف معيشته باتت جزءاً من المشكلة في سورية وإن من المفارقات ومن النفاق السياسي أن نجد بعض الدول الأعضاء في الحركة والتي التزمت في البيان الختامي للقمة بإظهار الوحدة والتضامن مع الدول التي تواجه تهديدات بالتدخل العسكري الخارجي فيها والعقوبات الاقتصادية غير المشروعة تصبح جزءاً من حملة التدخل الخارجي في سورية وأداة في مفاقمة الأوضاع المعيشية للمواطنين السوريين من خلال إجراءات اقتصادية غير شرعية إضافة إلى إصرارها على التدخل بالشؤون الداخلية لسورية في انتهاك فظ لكافة المبادئ والقيم التي قامت عليها حركة عدم الانحياز".
وقال رئيس مجلس الوزراء" إن سورية إذ تدين العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليها بعض الدول والمجموعات تؤكد أن الشعب السوري هو المتضرر الأساسي منها وهو الذي يدفع ثمن هذه العقوبات ولقد أقر إعلان مبادئ القانون الدولي المتعلق بعلاقات الصداقة والتعاون بين الدول على عدم جواز فرض أي شكل من أشكال الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خارج إطار الأمم المتحدة لمنع الشعوب من أن تقرر بإرادتها الحرة نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
العقوبات الرامية إلى تهديد سيادة واستقلال البلدان تشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي
وأكد الدكتور الحلقي أن هذه العقوبات الرامية إلى تهديد سيادة واستقلال البلدان التي تخضع لها تشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والنظام التجاري المتعدد الأطراف والمبادئ التي تحكم العلاقات الودية بين الأمم وبهذا الصدد تؤكد سورية مجدداً رفضها الإجراءات والتدابير الاقتصادية والمالية القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية على الشعبين الإيراني والكوبي وغيرهما من شعوب الدول الأعضاء في الحركة والتي تخالف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والعلاقات الودية بين الأمم وتقوض الأسس والمبادىء التي قامت عليها المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية وتهدف إلى زيادة الضغوط على هذه الشعوب واستنزاف مقدراتها لإخضاعها للسياسات الضارة التي تنتهجها هذه الدول على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال الدكتور الحلقي" نآسف لما قاله الرئيس المصري محمد مرسي (الرئيس السابق لحركة عدم الانحياز) عندما تحدث عن بلدي سورية فلا يحق له ولا لأي طرف خارجي أن يتحدث عن الشرعية في سورية لأن هذه الشرعية هي من حق الشعب السوري وحده".
وأضاف" إن ماسمعناه يجافي الحقيقة ويجانب دوره في حركة عدم الانحياز ونحن هنا لا نريد أن نعالج خطأ بخطأ لنسأل من أين أتت شرعيته.. إننا نتطلع لدور مصري رائد في إنهاء دوامة العنف وسفك الدم السوري لا أن تكون شريكة في سفك هذا الدم".
وقال رئيس مجلس الوزراء" تود سورية أن تعبر عن تقديرها للجهد الطيب والمخلص الذي بذلته إيران ودول من أعضاء حركة عدم الانحياز شاركت في اجتماع طهران التشاوري حول سورية بتاريخ التاسع من شهر آب الجاري لتعزيز الجهود الدولية والإقليمية لمساعدة الشعب السوري في إيجاد مخرج للأزمة وتحضير الأرضية المناسبة لحوار وطني في مناخ سلمي".
وقال" لقد رحبت سورية بالبيان الصادر عن ذلك الاجتماع وبكل جهد صادق ومخلص في هذا الاتجاه وهي تعبر أيضاً عن عميق شكرها وتقديرها لمواقف روسيا والصين من الأزمة والدول التي ساندتهما وخاصة في مجلس الأمن هذا الموقف الذي بني على معرفة حقيقية بعوامل الأزمة في سورية وانعكاساتها الإقليمية والدولية موقف استند في منطقيته وصلابته إلى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعلى الحفاظ والالتزام بمبادىء وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بشكل عام".
وأشار إلى أن حركة عدم الانحياز قامت بدور رئيسي ومركزي وحققت نجاحات مشهوداً لها في القضايا الدولية التي تهم دولها الأعضاء ولاسيما قضايا تصفية الإستعمار والقضاء على التمييز العنصري وموضوعات نزع السلاح والتنمية وبالمقابل عصفت أحداث كثيرة في عالمنا المعاصر لاتزال تلقي بظلالها على المشهد الدولي فالعالم الذي يواجه اليوم تداعيات أزمات اقتصادية ومالية كبيرة يواجه في ذات الوقت تحديات صعبة تتمثل في القضاء على آفة الإرهاب ورغم أن المجتمع الدولي توافق على مكافحة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد استقرار الكثير من دول العالم فإن تحديد مفهوم الإرهاب وسبل مواجهته بقيا رهن ازدواجية المعايير والتجاذبات السياسية وعلى الرغم من دعوات المجتمع الدولي عبر قرارات مجلس الأمن الى تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب فإننا نرى أعضاء دائمين في مجلس الأمن ممن سبق أن شنوا الحروب في أفغانستان والعراق بذريعة مكافحة الإرهاب يقومون اليوم بدعم الإرهاب في بلادي سورية.
وقال رئيس مجلس الوزراء" إن مرور أكثر من نصف قرن على تأسيس حركة عدم الانحياز يدعونا للتأمل فيما حققته الحركة في المرحلة الماضية وإلى الإعراب عن ارتياحنا لتمسك الحركة بمواقفها المبدئية التي تبنتها في الدفاع عن مصالح دولها الأعضاء".
وتابع الدكتور الحلقي" من جانب آخر فقد اقترن انتهاء مرحلة الحرب الباردة مع انتهاج سياسات استعمارية جديدة سعت للهيمنة على العلاقات الدولية بشكل يتناقض مع المبادىء التي قام عليها ميثاق الأمم المتحدة وارتكزت عليها قواعد القانون الدولي وترافق ذلك مع سعي موارب ومخادع لإدخال مفاهيم جديدة في هذا المجال فتحت ذريعة التدخل الإنساني ومن خلاله يتم العمل على التدخل بالشوءون الداخلية للدول وبذريعة خلق آليات لهذا التدخل الإنساني المزعوم جرت محاولات لوضع ما يسمى بمسوءولية الحماية موضع التنفيذ لإثارة الفتن والاضطرابات في بنية المجتمعات الوطنية.
مواجهة مفهوم التدخل الإنساني يشكل تحدياً جدياً لحركة عدم الانحياز التي قامت مبادئها على ترسيخ احترام سيادة الدول
وأكد الدكتور الحلقي أن مواجهة مفهوم التدخل الإنساني ومسؤولية الحماية يشكل تحدياً جدياً لحركة عدم الانحياز التي قامت مبادئها على ترسيخ احترام سيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها والتساوي في السيادة بينها وعدم التدخل في شوءونها الداخلية والامتناع عن العدوان أو استخدام القوة أو التلويح بالتهديد ضدها وعلى مبدأ التسوية السلمية للنزاعات فيما بينها وإن استمرار الحركة بالقيام بالدور الذي حددته لنفسها على الصعيد العالمي يعتمد إلى حد كبير على وحدة الحركة وتضامن أعضائها وقدرتها على معالجة التحديات الدولية الماثلة والتأثير بمجرياتها بما يتوافق ومصالح الحركة ودولها.
وقال رئيس مجلس الوزراء" لقد كان إسهام حركة عدم الانحياز هاماً في دعم الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي تقوم على إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها الجولان السوري المحتل وعلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس.
وأضاف" في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل بانتهاك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومرجعية عملية السلام فإن استمرار الحركة في دعم المطالب العربية المشروعة يكتسب أهمية خاصة في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر المنطقة بها".
وقال الدكتور الحلقي" لقد برهنت حركة عدم الانحياز أنها تستطيع أن تتحمل مسؤولياتها وأن تتكيف دائماً مع التحولات الدولية وهي مدعوة في هذه المرحلة إلى تنسيق مواقفها كي تبقى جديرة بوصفها أكبر حركة تدافع عن السلام العالمي كما جاء في قمتها السابعة المنعقدة في نيودلهي عام (1983).
وأضاف" إن الحركة لاتزال تؤكد على الحاجة الملحة لبناء نظام سياسي واقتصادي عالمي جديد يحقق الديمقراطية في العلاقات الدولية والتنمية والعدالة وإقرار السلام العالمي ونزع السلاح الشامل ومقاومة الأشكال الجديدة من الإستعمار الذي يتسلل من خلال القوة الناعمة الهادفة إلى تفتيت المجتمعات من داخلها ولاشك أن التحديات السياسية والاقتصادية والقيود التي تواجه حركة عدم الانحياز توضح أهمية صياغة إستراتيجية اقتصادية وسياسية تترافق مع المطالبة بتغيير النظام السياسي والاقتصادي العالمي ودللت عبر سنواتها ال 51 المنصرمة أنها إحدى أهم الركائز في تشكيل العلاقات الدولية وتطوير الحضارة الإنسانية وعلى تصميمها على مواصلة التعاون المتبادل في مواجهة الأخطار والتحديات الجديدة ولذلك فهي تستقي مبررات استمرارها من شرعية وجودها ووحدتها وتضامن أعضائها وازدياد أهمية دورها في حفظ السلم والأمن الدوليين".
وهنأ رئيس مجلس الوزراء إيران لتوليها رئاسة حركة عدم الانحياز في قمتها السادسة عشرة وأعرب عن الثقة بأنها ستقود الحركة بكل اقتدار في مواجهة التحديات التي تواجهها بطريقة تتناسب ومكانة الحركة وأهميتها ودورها على المستوى الدولي كما شكر إيران على الجهود المميزة في الإعداد والتحضير لهذه القمة التاريخية وعلى حسن التنظيم وكرم الضيافة.
وانعقد مؤتمر قمة عدم الانحياز على مستوى الخبراء على مدى يومي 26 و27 من الشهر الجاري تلاه اجتماع وزراء الخارجية في 28و 29 منه وتنتهي أعمال القمة باجتماع القادة بمشاركة 120 وفدا.
وتطرقت القمة إلى القضايا الدولية والأزمات الإقليمية والوضع في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية والقضايا المرتبطة بحقوق الإنسان والأمن الغذائي والصحة.
وبدأت جلسات اجتماع وزراء خارجية عدم الانحياز أمس الأول بطهران حيث قام المشاركون خلال هذه الاجتماعات المكثفة ببحث قضية السلام المستديم في ظل الإدارة المشتركة للعالم.
وقام وزراء الخارجية والممثلون السياسيون للدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز خلال الاجتماع بمراجعة مسودة وثيقة قمة عدم الانحياز التي كانت قد تمت دراستها خلال اجتماع كبار الخبراء والمصادقة عليها.
وتمت دراسة بنود هذه المسودة المؤلفة من 701 بند في ثلاثة فصول تشمل القضايا الدولية والعالمية وتعزيز حقوق الإنسان .

في سياق متصل أكد رئيس مجلس الوزراء في حديث لقناة العالم على هامش اجتماعات قمة دول حركة عدم الانحياز أن ماتتعرض له سورية هو عمل إرهابي منظم تدعمه قوى خارجية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وللأسف بعض الدول العربية مثل قطر والسعودية وبعض الدول الاقليمية مثل تركيا.
وقال الحلقي إن الوضع في سورية يحتل مكانة مهمة في قمة طهران التي ننظر إليها بكثير من التفاؤل حيال ما ستتمخض عنه من نتائج وقرارات ايجابية مشيرا إلى ان حل الأزمة في سورية يستند إلى الدعوة إلى طاولة حوار وطني تشارك فيها كل الأطراف السياسية الوطنية حتى نصل إلى نتائج تلبي طموحات الشعب السوري تطرح على استفتاء وطني وبالتالي تقر ضمن شرعية الشعب الذي هو صاحب الشرعية في سورية.
وفي رده على ما جاء في كلمة الرئيس المصري محمد مرسي في افتتاح القمة أمس حول سورية أكد الحلقي ان ما جاء به مرسي لا يلامس حقيقة ما يجري في سورية و يشكل تدخلا غير مقبول في الشأن الداخلي السوري ويتنافى مع المبادئ التي نشأت عليها حركة عدم الانحياز من حيث احترام سيادة الدول.
المعلم: الوفد السوري انسحب أثناء إلقاء محمد مرسي كلمته احتجاجا على مضمونها ثم عاد بعد انتهاء الكلمة

وأكد وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن الوفد السوري المشارك بأعمال قمة عدم الانحياز في طهران انسحب أثناء إلقاء الرئيس السابق للقمة محمد مرسي كلمته احتجاجا على مضمونها الذي يمثل خروجا عن تقاليد رئاسة القمة ويعتبر تدخلا بشؤون سورية الداخلية ورفضا لما تضمنته الكلمة حول سورية من تحريض على استمرار سفك الدم السوري.
ثم عاد الوفد السوري بعد انتهاء كلمة مرسي لمتابعة أعمال القمة.
وكانت أعمال قمة دول حركة عدم الانحياز فى دورتها السادسة عشرة بدأت في طهران أمس بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور الحلقي ووفود نحو مئة دولة بينهم خمسون رئيس دولة وحكومة والأمين العام للأمم المتحدة.
خامنئي: الإدارة الأمريكية تتزعم قوى الهيمنة في العالم الذي يشهد أحداثا تبشر بولادة عالم متعدد الأقطاب تستطيع فيه حركة عدم الانحياز القيام بدور جديد
وأكد السيد علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران أن الإدارة الأمريكية تتزعم اليوم قوى وتيار الهيمنة في العالم ما يلح على ضرورة نهوض حركة عدم الانحياز بدور جديد يقوم على أسس المشاركة الجماعية وتساوي الحقوق بين الشعوب في ظل نظام دولي جديد متعدد الأقطاب يتجه إليه العالم اليوم مبينا أن تضامن البلدان الأعضاء في الحركة من الضروريات البارزة والراهنة لبلورة هذا النظام الجديد.

وقال خامنئي في كلمة افتتح بها أعمال القمة .. "إن هذا النظام المثالي يقع في النقطة المقابلة لنظام الهيمنة الذي دعت إليه قوى الهيمنة الغربية وتتزعمه اليوم الإدارة الأمريكية المتعنتة والمتعدية" مشيرا إلى أن ظروف العالم الحالية فرصة لا تتكرر لدول عدم الانحياز لتبلور مشاركة ديمقراطية عالمية على صعيد الإدارة الدولية وهذه هي حاجة جميع البلدان التي ما زالت متضررة بشكل مباشر أو غير مباشر من هيمنة عدد من الدول المتسلطة المتجبرة.
ولفت خامنئي إلى أن مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة "ذو هيكلية ونظام ظالم لا ديمقراطي تماما وهو ديكتاتورية صريحة وآلية قديمة مهترئة منسوخة انتهى تاريخ استهلاكها وهذه الآلية الخاطئة هي التي مكنت أمريكا وعملاءها من أن يفرضوا على العالم غطرستهم بغطاء من المفاهيم النبيلة حيث يتبجحون بحقوق الإنسان قاصدين مصالح الغرب ويرفعون شعار الديمقراطية ويمارسون باسمها التدخل العسكري في البلدان ويدعون مكافحة الإرهاب بينما يصبون حمم قنابلهم وأسلحتهم على الناس العزل في القرى والمدن".
وأوضح مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية أن الغرب يعتبر الأمن الأمريكي الأوروبي مهما وأمن الإنسانية لا أهمية له وأن واشنطن والكيان الصهيوني يرون أن التعذيب والاغتيال جائز لهم ويمكن غض الطرف عنهما.
وأكد خامنئي أن الرباط القوي والمنطقي والشامل بين الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز من شأنه أن يلعب الدور الفاعل العميق في التوصل إلى طريق للعلاج والسير عليه "وان الأهداف الأساسية لحركة عدم الانحياز مثل مكافحة الاستعمار وتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي عن أي قطب من أقطاب الهيمنة ورفع مستوى التضامن والتعاون بين البلدان الأعضاء لا تزال اليوم رغم مضي 6 عقود حية راسخة".
وقال خامنئي "إن السلام والأمن الدوليين من المسائل المهمة الحاسمة في عالمنا المعاصر ونزع أسلحة الدمار الشامل التي تسبب الكوارث ضرورة ثورية ومطلب إنساني عام.. وأؤكد أن ايران ليست أبدا في صدد امتلاك السلاح النووي كما أنها لم تتخل أبدا عن ممارسة حقها في الامتلاك السلمي للطاقة الذرية.. إن شعارنا هو الطاقة الذرية للجميع والسلاح الذري ليس لأحد.. نحن مصرون على الجزأين كليهما ونعلم أن كسر احتكار بضع الدول الغربية في إنتاج الطاقة الذرية في إطار معاهدة عدم الانتشار هو لصالح البلدان المستقلة جميعها بما في ذلك البلدان الأعضاء في حركة عدم الانحياز".
وأضاف خامنئي.. "ان الدول التي تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية ليس لها الإرادة بالتخلي عن هذه الأسلحة الخطرة حيث لم يعد مقبولا السكوت على النفاق الغربي ومتاجرته بهذه القضية".
وفي الشأن الفلسطيني أكد خامنئي أن فلسطين ملك للفلسطينيين واستمرار احتلال هذه الأرض ظلم كبير لا يطاق وخطر داهم على السلام والأمن في العالم وجميع الحلول التي اقترحها ونفذها الغربيون واتباعهم من أجل تسوية القضية الفلسطينية كانت خاطئة وفاشلة وستكون كذلك في المستقبل أيضا.
وقال خامنئي.. "اقترحنا حلا عادلا وديمقراطيا وهو أن يشارك الفلسطينيون جميعهم سواء الساكن فيها أو الذي يعيش في الشتات في البلدان الأخرى وهو ما زال يحافظ على هويته مسلما كان أو مسيحيا أو من اليهود في استفتاء عام وبمراقبة دقيقة وموثوقة ليختاروا النظام السياسي لبلدهم وذلك بعد أن يعود جميع الفلسطينيين الذين تحملوا سنوات من عذاب التشريد إلى بلدهم ليشاركوا في هذا الاستفتاء ثم في وضع الدستور والانتخابات وعندئذ سيستتب السلام".

وحث خامنئي الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز على التفكير برفع مستوى الفعالية السياسية للحركة في إدارة شؤون العالم والعمل لإعداد وثيقة تاريخية بشأن تطور هذه الإدارة وتوفير آليات تنفيذها ودفع الحركة نحو تعاون اقتصادي فاعل مشخصة نماذج للعلاقات الثقافية فيما بين دولها مشيرا إلى أن تشكيل أمانة عامة فعالة نشطة لأجهزة الحركة من شأنها أن تكون عاملا مساعدا كبيرا ومؤثرا على تحقيق هذه الأهداف.
أحمدي نجاد: جل العالم يكافح ضد الفقر بينما تفرض الحروب على الأمم بهدف زيادة أرباح الدول الغربية
من جهته أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في كلمة بعد تسلمه رئاسة قمة دول حركة عدم الانحياز أن جميع أمم العالم غير راضية عن الوضع الراهن وتكافح ضد الفقر والتمييز بينما تفرض الحروب عليها بهدف زيادة مبيعات الأسلحة والأرباح الناجمة عنها يضاف إلى ذلك الاتجار بالبشر والمخدرات الامر الذي يحظى بدعم دول الهيمنة في العالم ما يجعل السلام والأمن المستدام هدفا بعيد المنال.
وأشار أحمدي نجاد إلى أن قلة من المجموعات الرأسمالية وعددا من الدول تمتلك وتستغل جزءا كبيرا من موارد العالم بينما جل الشعوب تدفع ثمن سوء إدارة هذه الموارد من قبل هذه الحفنة من الدول موضحا أن تلك المجموعات الرأسمالية تفرض التدخل النقدي وتهيمن على خيرات دول أخرى وتحاول منعها من امتلاك التكنولوجيا والعلوم المتقدمة بهدف تحويلها إلى أدوات لتنفيذ اجنداتها.

وشدد أحمدي نجاد على أن إدارة العالم أصبحت حكرا بأيدي قوى محددة من الدول الرأسمالية مشيرا إلى وجود الاحتكار أيضا في مجلس الأمن منذ تأسيس الأمم المتحدة وقال "رغم أن معظم الدول تؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني إلا أن مجلس الأمن لم يفعل إلا أن عزز سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية" متسائلا "هل وجدنا دولة واحدة تمكنت من ضمان حقوقها من خلال مجلس الأمن.. فلا يمكن للأمم والحكومات المستقلة اللجوء إلى أي جهة لضمان حقوقها.. ومجلس الأمن انتحل مكان الجمعية العامة وفرض رغبته عليها".
ولفت أحمدي نجاد إلى أن قادة العالم اليوم هم القوى الاستعمارية في الماضي الذين غيروا أساليب السيطرة ولم يغيروا طبيعتهم الفعلية أو أجنداتهم ويفتعلون النزاعات العرقية أو الدينية والحروب ويعيقون تقدم الدول الأخرى بهدف استملاك مواردها ومنعها من الحفاظ على هويتها واستقلاليتها.
ودعا أحمدي نجاد إلى تغيير الوضع الحالي لقيادة العالم جذريا واستحداث عالم جديد تسوده العدالة وفق آليات صحيحة ومنطق قائم على التعايش السلمي والمشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات المؤثرة.
وقال أحمدي نجاد في ختام كلمته "إن إيران مستعدة للتعاون مع دول حركة عدم الانحياز لإصلاح الحوكمة العالمية حيث آن أوان إعادة تعريف الأهداف الرئيسية لحركة عدم الانحياز ومبادئها".
من جانبه أكد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ إن حركة عدم الانحياز تمثل الأغلبية الكبرى للبشرية وهي أكثر من يصلح لتعزيز السلام والأمن والتنمية المشتركة في العالم وقال "نحن نتطلع إلى عالم ونظام عالمي أكثر عدلا ومساواة وهذا الأمر أصبح أكثر إلحاحا اليوم عما كان عليه".
وأضاف سينغ في كلمة مماثلة "إن الموضوع المختار لقمة اليوم هو السلام الدائم والحوكمة العالمية المشتركة وهو أمر أساسي فنحن نرى أن هياكل السلطة العالمية ما زالت تسير على خطى الماضي ولم تظهر أي كفاءة في التعامل مع المشاكل الاقتصادية, وأصبح العجز في الحوكمة العالمية أكثر وضوحا وظهر جليا في هذه المرحلة من السلام الدولي في محاولة لإيجاد آليات أكثر عدالة للتنمية العالمية".
وحول الوضع في سورية دعا سينغ حركة عدم الانحياز إلى المحافظة على المبادئ المقبولة عالميا لحل الأزمة في سورية مؤكدا ضرورة حل جميع المشاكل القائمة في المنطقة من خلال الحوار وبطريقة سلمية شاملة تستطيع ان تلبي احتياجات جميع الشعوب.
ورأى سينغ أن حركة عدم الانحياز كانت دائما تتصدر وتساند القضية الفلسطينية وعليها اليوم دعم القضية الفلسطينية بحيث يستطيع الشعب الفلسطيني بعد معاناة طويلة أن يعيش في سلام وكرامة.
ودعا الحركة إلى اخذ الريادة في بناء هياكل متجانسة لها ذات مصداقية معربا عن امله بأن يتفق اعضاء الحركة على إجراء اصلاح مؤسسات الأمم المتحدة مثل مجلس الأمن الدولي والبنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية فلا تستطيع أن تحل المشاكل على انفراد دون المجهود الكبير للدول النامية في قضايا خاصة بالتجارة العالمية والتمويل والتنمية.
وختم سينغ كلمته بالدعوة إلى تركيز جهود دول الحركة من أجل السلام والأمن المطلوب في العصر الحالي معربا عن ثقته بأن مناقشات اعضاء الحركة ستكون مفيدة في استعادة هذه الحركة لمكانها الصحيح في المستويات الدولية.
بدوره أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة خلال افتتاح القمة ضرورة مواصلة الشراكة القوية بين الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز التي تشكل نحو ثلثي أعضاء الأمم المتحدة وتمثل مجتمعات متنوعة لها قيم مشتركة وردت في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان بما في ذلك احترام حرية التعبير وإقامة التجمعات وتلك قيم ينبغي حمايتها.
وقال كي مون "إن عددا كبيرا من دول هذه المجموعة يقف بين طليعة الجهود المبذولة من أجل تحقيق هذه الغايات ومنظمتنا يجب أن تحافظ على الزخم الذي حظيت به".
وتحدث كي مون عن عدد من المشكلات التي يعاني منها العالم ولاسيما النزاعات والصراعات التي تحصل في كثير من البلدان والعنف ضد المرأة وتغير المناخ وحرمان النساء من فرص المشاركة في بناء المجتمع وغيرها من المشكلات لافتا إلى أهمية التآزر والتعاون بين دول حركة عدم الانحياز الذي يعتبر من الأمور المهمة ومنع المواجهات والصراعات بين كل الدول الأعضاء.
وحول الوضع في سورية دعا أمين عام الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى وقف العنف كما طالب كل الأطراف التي لها تأثير بالأزمة في سورية ان تكون جزءا من الحل من خلال التعاون والتنسيق مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى سورية الاخضر الابراهيمي.
كما دعا كي مون إلى وقف كل اشكال تقديم السلاح الى كل الاطراف السورية وقال "إن هؤلاء الذين يقدمون أسلحة لأي من الأطراف اللاعبة في سورية يؤدون إلى تفاقم الأزمة والمأساة.. وتسليح الجماعات الموجودة هناك ليس هو الحل".
ورأى كي مون.. ألا تهديد للسلام العالمي أكثر من التهديد الخاص بالانتشار النووي مؤكدا ان العالم برمته يتأثر بما يحدث في أي مكان "وهذا معناه أنه يجب العمل من أجل وقف حمام الدماء وحان الوقت لجميع الزعماء ليرفعوا أصواتهم حتى يتم القضاء على كل التوترات والقلاقل الحاصلة في أنحاء العالم".
من جانبه أكد عبد القادر بن صلاح "رئيس مجموعة الـ 77 زائد الصين" أن تعزيز التعاون بين البلدان الأعضاء في حركة عدم الانحياز وبلدان مجموعة الـ 77 والصين على صعيد النضال المشترك من أجل التنمية والاستقلال الاقتصادي أولوية مطلقة ومجموعة الـ 77 والصين مجندة من أجل تعزيز التعاون المثمر القائم مع حركة عدم الانحياز.
وأكد بن صلاح في كلمة مماثلة أن تجربة العقود الأخيرة تظهر أن العمل المتناسق والمشترك القائم على التضامن والوحدة هو وحده الذي يمكن بلداننا على اختلافها من مواجهة التحديات منوها بالانسجام والتضامن اللذين أبداهما أعضاء مجموعة الـ 77 والصين طيلة المفاوضات التي جرت خلال هذا العام حول مختلف تلك التحديات.
منقول
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”مقالات مختارة“