رسالة طفل...! بقلم الأديب المحامي نوري إيشوع

المشرف: مشرف

المحامي نوري ايشوع
عضو جديد
عضو جديد
مشاركات: 40
اشترك في: الجمعة أغسطس 06, 2010 10:28 pm

رسالة طفل...! بقلم الأديب المحامي نوري إيشوع

مشاركة غير مقروءة بواسطة المحامي نوري ايشوع »

رسالة طفل...! بقلم الأديب المحامي نوري إيشوع

في صحارى الحزن و الألم، في عالم الغاب و ثورات براكين من الحمم، في ساعات تسارع إيقاعات الزمن، في بشاعة و هول إنحدار العالم الى اللإنسانية و بيع الشرف و الذمم، تصرخ الطفولة من نزف الجراح و من وطأة الظالم و قتله في المهد أجمل حلم.
أمهات ثكلى تتسكعن على أرصفة الحرية المزيفة و يعشن الحزن و الألم، يصرخن للمدافعين عن القيم، إين رجال الشهامة و مصارعي المحن؟ هل خُلقنا لنكون عبيداً بقرارات صادرة عن هيئات الأمم؟ هل أوردتنا أضحت أنابيباً لتروي عطش أولاد العاهرات صناع الزمن؟ يا قادة الأمم : لماذا أبحتم دمائنا، سلبتم أوطاننا و هدمتم بيوتنا؟ لماذا جعلتم فراشنا الأرض الصلبة صلابة قلوبكم؟ و غطائنا السماء الملبدة بدخان بارودكم؟ لماذا حبستم أنفاسنا و أجبرتمونا على إستنشاق رائحة نفطكم و غازكم الممزوجة بفساد عقولكم؟ لماذا زرعتم فينا الحقد و الغل و حب القتل ثمار قلوبكم عدو الرحمة؟
يا قادة الشرق و الغرب من الأجانب و العرب :
انتم بامتياز زعماء حرب، في ساحات الحرب أصبحتم جميعاً عبيدا للحرب ملوكاً و روؤساء و أمراء أجانب و عرب، حتى إبليس من أفعالكم ترك المكان و هرب! قتل، خيانة و كذب، ركوع و طاعة، الذل عندكم فن و براعة و التبعية للسيد هي أسمى عزة و شهامة مع كامل القناعة.
يا سادة الدمار و يا رفاق السوء :
باسم الديمقراطية أطلقتم المارد من قمقمه المظلم، حررتم القتلة و دعاة الإيمان الذين أباحوا قتل الإنسان لأخيه الإنسان، شعارهم لا تسامح، لا عفو، لا أمان، و كل من لا يؤمن بما يؤمنون هو مجرم و مدان! جرائمهم شرعتها دول الحريات و المساواة و لقنوهم دروس الذبح بإتقان، سيوفهم مغمسة بدماء الأبرياء و المسالمين في كل مكان، من بشاعة جرائمهم شابت رؤوس الولدان.
يا مخترعي آلات الحرب
غزوتم بلداناً من الشرق و الغرب، بعد أن إشتريتم ملوكا وأمراء و رؤوساء أجانب و عرب، حولتم الإرهاب الى ثورة، سلاحه قاذفات غدر قتل بها كل الشرق، شوهتم باسم حركاتكم التحررية، التاريخ، اقتلعتم أصحاب الحضارة و الأرض و بذرتموه مع هبات الريح، اقتلعتم أشجارهم، هدمتم بيوتهم و جعلتموهم عبيدا بعد أن كانوا سادة و أحرار.
يا سادة البترول
في إيام النواح و الحزن، يتامى تحكي حكايات الألم و الضيم، تروي قصص الليالي المرعبة، و ضربات المعدة الخاوية، أطفالا أمثالي تتضرع و تركع للبرد القارس أن يخفف ضربات سوطه الذي لا يرحم، و تتوسل الى حرارة الشمس الحارقة التي تخرق أجسادها الغضة. شبابا تخرج و لا تعود بفلوس أل حمد و أل سعود وورثة سادة جرائم الإبادة و السفر بلك (سيفو) أحفاد سلطنة إله هذا الدهر من آل عثمان
و هو لهم رباً و معبودا.
: يا سادة الديمقراطية و حقوق الإنسان
كلكم كذَبة و خونة، في عصركم، خرج علينا شيخ الفتاوى عبد العزيز آل الشيح (المفتي العام للمملكة السعودية) و على مسامعكم و مسامع العالم أجمع، يتغنى و يجود، أهدموا الكنائس في شبه الجزيرة العربية، طبقوا شريعة الغاب تحت قانون عباءة آل سعود، أطلقوا عنان الإرهاب بعد أن فتحوا خزائنهم لوحوش الغاب، أعطوهم جوازات سفر دون حدود بعد أن أقسموا أن يحرروا بلدان العالم من الكفر و الإلحاد و تحقيق غاياتهم السامية إما الشهادة و الفوز بجنان الخلد و النوم في أحضان حور العين و الولدان المخلدون أو رفع رايات السيف بقطع اليد و أقامة الحد و تهيئة البشر للجلد و ذلك كله بقرارات من مجلس الأمن و من أتباع هيئات المال الحلال و آبار البترول الأزلي الذي لا تجف و تلد وحوشا من الأموال؟
يا زعماء الحرب : أسمحوا لي بكلمة أخيرة قبل أن تغتالوا طفولتي
أين أخوتي و أمي و أبي؟ أين أصدقائي و الأمهات مانحات الحنان للبلد؟ إين نهاري و حدائق داري و أشجار الديار؟ إين إبتسامات الطاعنين في السن ؟ إين أحلام الصغار؟ ان الحجارة من قسوتكم تبكي و الذئاب في وحشيتكم تحتار!
نعم انتم سادة حرب فيكم الأجنبي و أبن عرب، عندكم السطوة و المال و التابعين و كل معدات القتال و الحرب! قتلتم، سلبتم، دمرتم، اغتصبتم و شردتم و لكنكم لن تستطيعوا قتل نفسي و حبس إنطلاقة روحي! لو ملأتم السماء بطيرانكم القاتل و أرسلتم ملايين الأطنان من آلات حربكم الفتاكة ، و كلي ثقة بالرب بانني المنتصر لان سلاحي ليس مدفعا أو بندقية أو اسلحة نووية، لكن سلاحي الوحيد هو إيماني برب المحبة و التسامح، هو وحده أمني سلامي و ملجأ كل المضطهدين و الإيتام و لكل /المحبين و المتسامحين هو الدرب!

في 26/08/2012
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى المحامي نوري إيشوع“