تشابه في الاسماء

المشرفون: حنا لبيب خوري،مشرف

حنا لبيب خوري
مشرف
مشرف
مشاركات: 163
اشترك في: السبت مارس 28, 2009 9:59 am

تشابه في الاسماء

مشاركة غير مقروءة بواسطة حنا لبيب خوري »

اا في الستينيات من القرن الماضي كنا نسكن في حارة البشيرية في القامشلي ،كانت جنتنا آنذاك كان تواجدسكاني كثيف ووجود مسيحي لا بأس فيه كان ذلك قبل تسو نامي الهجرات التي عصفت بشعبنا وشتته في أصقاع الدنيا،كان لنا جار يدعى لحدو أي تصغيير عبد الأحد على سجيته وبساطته شخص بيتوتي كان له بسطة في سوق الخضرة المسماة عرَصة يبيع عليها جميع أنواع الخضرة يومياً وعند المساء يجلس مع أهل بيته بعد أن يغتسل ويفترش الأرض ويسمع الراديو يومها لم يكن لا تلفزيون ولا أي وسيلة أخرى .ومن شدّة بساطته أذكر في فترة من تلك الفترات إنتشرت نبوءة كاذبة تقول أنّ القيامة قد تقوم بين ليلة وضحاها فما كان من صاحبنا البسيط إلاّ عدم ذهابه إلى السوق ولم يفتح بسطته وعندما كان يسُأل عن السبب يرد بأنه يريد أن يكون يوم القيامة مع أفراد أسرته .
وفي يوم من ألآيام جاء لأبي قائلا وحزيناً ومكسورالخاطر أن اباه قد توفي في القرية التي بين القامشلي وقبور البيض واسمها محركان ولا يعلم ما هي الإجراءات التي يجب ان يقوم بها ليتم دفن المتوفي في القامشلي،وأنه يرجو أبي أن يقوم بما يلزم .
كلفني أبي بهذه المهمة ؛قمت بإخبار الكنيسة وقصدتُ المقبرة وحددنا موقع القبر وفي طريقنا الى البيت مررنا على كراج ديريك وإذ أحد سكان قريته عائد للقرية قلنا له أننا في صباح الغد نكون في مدخل القامشلي بانتظارالتابوت والقادمين معه لنتجه الى الكنيسة ونقوم بمراسم الدفنة وعدنا الى البيت وأخبرت والدي بما أنجزتُه......
وفي صباح يوم التالي جائني جاري العزيز لحـــــــــــــــدو وقد إرتدى بدلة سوداء لهذه المناسبة مع قميص أبيض وربطة عنق قاتمة تدل على هذه المناسبة السوداء وطبعاً مع علائم الحزن ومسحة من الأسى على فقدان الغالي ،وكنا قد قررنا أن نخرج جميعاً في سيارتين الى خارج البلدة على طريق ديريك،
إتجهنا الى خارج البلدة ؛وإيامها لم تكن القامشلي بحجمها وانتشارها الحالي كانت آخر نقطة سكنية يومها الجمارك وحواليها من كافة الجهات برية شاسعة ليس هناك غير الطريق الترابي الذي يؤدّي الى المحطة وطبعاً الطريق القادم من ديريك وكان الطريق الى المحطة ومن كثرة مرور الشاحنات ورجوعها عليه اصبح كرغوة الصابون أعني الرمل والتراب فأي سيارة تقترب من ذلك مثلث برمودا تغيب عن الرؤيا ولا نراهاإلا بعد ابتعادها من تلك البقعة...
وقف ركبنا في تلك النقطة ونزلنا من السيارات بانتظار القادمين وأنا بجانب جاري لحدو أواسيه وأُجبر بخاطره كما يقولون وأحياناً كنت أعطيه منديلي ليمسح عينيه من بعض الدموع التي تسقط لا إرادياً.يدي على ظهره وعيوننا ترمق البعيد منتظرين.
وبينما أنظارنا متجهة إلى الطريق وإذ برتل من السيارات قادم والغبار يعلو ؛حاولت المستحيل لأتحقق من النعش وعلى أية سيارة هو وهل سيشاهدوننا في هذا الجو الملبد بالغبار لم أشعر إلاّ وجاري لحدو أُفلت من يدي وإفترش التراب والرمل وبدأ يذر التراب على رأسه ويولول على المأسوف على شيخوخته وينتحب على والده ويلطم رأسه بالحجارة وكل ما أحاول أن أُثنيه عن هذا التصرف يُفلت من بين يدي ومرةأخرى يتعفر بالتراب حتى أصبحت تلك البدلة السوداء ناصعة البياض وتغيرت ملامح جاري لحدو عندها لم أشعر إلا وأنا حاملا جثته على كتفي وهو يحاول التملص وأنا أهدئ من عواطفه وأحزانه إقترب رتل السيارات وهنا كانت الفاجعة على جاري لحـــــــــــــــــدو كانوا عبارة عن رتل عرس وهم في طريقهم الى دار العروس.
نظرت إلى جاري وأنا أخاطب نفسي هل قام بواجبه تجاه ابيه وهو ينظر الي ولا يعلم ما يق
ول
حنا
عضو مميز
عضو مميز
مشاركات: 509
اشترك في: الاثنين مايو 04, 2009 4:41 pm
مكان: Syria
اتصال:

Re: تشابه في الاسماء

مشاركة غير مقروءة بواسطة حنا »

قصة رائع وجميلا شكرا لك اخي حنا
مع تحباتي حنا
صورة
snow

Re: تشابه في الاسماء

مشاركة غير مقروءة بواسطة snow »

قصة كتير حلوة

مشكور يا غالي
حنا لبيب خوري
مشرف
مشرف
مشاركات: 163
اشترك في: السبت مارس 28, 2009 9:59 am

Re: تشابه في الاسماء

مشاركة غير مقروءة بواسطة حنا لبيب خوري »

أعزائي
1 - حنا.
2 - شعاع النور .
3 - snow
4 - enge
أشكركم على ما غمرتموني من عبارات أقدرها وأحترمها
بارككم الله بالصحة والعافية .
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الازخيني“