رأس السنة الميلادية والقديسين مار باسيوس ومار غريغوريوس ܪܝܫ ܫܢܬܐ ܚܕܬܠ2016!

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

رأس السنة الميلادية والقديسين مار باسيوس ومار غريغوريوس ܪܝܫ ܫܢܬܐ ܚܕܬܠ2016!

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

أعياد ختانة الرب يسوع ورأس السنة الميلادية والقديسين مار باسيليوس ومار غريغوريوس ܪܝܫ ܫܢܬܐ ܚܕܬܐ ܥܐܕܐ ܕܓܙܘܪܬܗ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ ܘܕܩܕܝܫܐ ܐܚܐ ܡܪܝ ܒܣܠܝܘܣ ܪܒܐ ܘܡܪܝ ܓܪܓܘܪܝܘܣ ܕܢܘܣܐ ܘܫܪܟܐ ܕܐܒܗܬܐ ܡܠܦܢܐ ܕܥܝܬܐ!
وأكرز بسنة الرب المقبولة (لوقا 4: 19)



الإنجيل المقدس بحسب البشير لوقا ܐܘܢܓܠܝܘܢ ܕܩܪܒܐ ܐܠܗܝܐ (2: 21ـ 30).

ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع، كما تسمى من الملاك قبل أن حبل به في البطن
ولما تمت أيام تطهيرها، حسب شريعة موسى، صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب
كما هو مكتوب في ناموس الرب أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام
وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان، وهذا الرجل كان باراً تقياً ينتظر تعزية إسرائيل، والروح القدس كان عليه وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. فأتى بالروح إلى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه، ليصنعا له حسب عادة
الناموس أخذه على ذراعيه وبارك الله وقال: الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
في هذا اليوم المبارك أيها الأحباء تحتفل الكنيسة المقدسة بأعياد ثلاثة، أولاً بعيد ختانة الرب يسوع، وثم بعيد رأس السنة المسيحية، وأخيراً بعيد أحبار الكنيسة المقدسة الذين غادروا هذه الأرض إلى الخدور العلوية، كنيسة الأابكار المكتوبة أسماؤهم في السماء، والذين ما يزالون في الكنيسة على الأرض التي هي ملكوت الله على الأرض التي ندعوها الكنيسة المجاهدة التي تحارب إبليس وجنده وبعد أن ينتصروا ينتقلون إلى الخدور العلوية وينضمّون إلى زمرة زملائهم القديسين في ملكوت الله في السماء.

ـ نتأمل بختانة الرب، الطفل يسوع ونذكر آية الرسول بولس القائل: «ولكن لمّا جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني»، فطالما ولد تحت الناموس فقد صار قدوة لنا جميعاً بحفظ الناموس والشريعة، وكان لا بد أن يكمل الناموس وبحسب ناموس موسى أن يختتن الطفل في اليوم الثامن من ميلاده، والأيام السبعة التي ما بين الختانة والولادة الجسدية لا تحسب ضمن حياة ذلك الإنسان، لذلك نحن لا نعيد عيد رأس السنة عندما نعيّد عيد ميلاد الرب يسوع بالجسد، إنما يوم الختان، ختان الرب لأنه بدء العهد ما بين الإنسان الذي ولد تحت الناموس وبين الله تعالى.
والختان كان قد بدأ رسمياً في عهد إبراهيم، وصار كعهد وعقداً بين اللّه تعالى وإبراهيم أب الشعوب ونسل إبراهيم، وعندما جاء موسى بشريعته ثبَّت هذه الشريعة، فكان كل ذَكَر يولد لذلك الشعب الذي في تلك الأيام اعتبر شعباً لله، لأنه ائتمن على الحفاظ على الناموس وعلى النبوات، يجب أن يختتن لكي يدخل بالعهد مع اللّه. وإن العهد القديم بكل نبوّاته شهد على الرب يسوع المسيح بكل تدبيره الإلهي السري والعلني بالجسد، فنحن نكرم العهد القديم وأسفار النبوات خاصةً، ولذلك يقول الرسول بولس أن الرب يسوع قد كمّل الناموس، فلو لم يولد تحت الناموس، لو لم يختتن المسيح في اليوم الثامن لما اعتبر في عِداد ذلك الشعب، لما سمح له أن يدخل المذبح، الهيكل، هيكل الرب، لما سمح له أن يكون في عداد ذلك الشعب أبداً ولكن ختن لأنه ولد من امرأة كما يقول الرسول بولس: ولد تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني، لنكون نحن أبناءً لله.

عندما كان الطفل يختتن في عهد شعب الله في العهد القديم كان يدعى باسم، أو يُطلَق عليه اسم، ولذلك عندما اختتن الرب يسوع وهو طفل يقول البشير لوقا في الإنجيل المقدس: «وسمي يسوع» كما دُعي من الملاك قبل أن حُبل به في البطن. كان يوسف قد شك بالعذراء مريم، متعجباً وهو يعرف أنها قديسة وهي تقية وتخاف الله، ولا يمكن أن تسقط في خطية كبرى، لكن أيضاً رآها حبلى، لابد أنها وضّحت له ما جرى لها وظهور الملاك وتبشيره إياها، كل تلك الأمور العجيبة ولكنه ولئن كان صدِّيقاً لم يصدق كل شيء، إنما افتكر بتخليتها سراً كما يقول الإنجيل المقدس لأنه يعرف أنها تقية وقديسة، قد يكون قد غرر بها أحد الأشرار. وظهر ليوسف الملاك جبرائيل في الحلم، قائلاً له: «يا يوسف ابن داود ـ سماه باسمه وبعشيرته ـ لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس وستلد لك ابناً وتدعوه يسوع». إذن قبل أن يولد الرب يسوع بالجسد أعلن الملاك جبرائيل اسمه الحقيقي الذي أطلقه عليه الله الآب، ويشرح الملاك هذه التسمية التي هي خلاصة رسالة الرب يسوع، فيقول الملاك ليوسف في الحلم: «لأنه يخلص شعبه من خطاياهم»، فمعنى يسوع الله المخلص، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم. وعندما خُتِن الطفل دُعي يسوع كما كان قد دُعي من الملاك جبرائيل الذي، ظهر في الحلم ليوسف.

نحن نسمى مسيحيين، هذا اسم شريف اسم مبارك، اسم يعطينا أيضاً النعمة لكي نكون في عداد شعب الله، فهل نستحق هذا الاسم المبارك؟
إن ناموس الختان قد ألغي في العهد الجديد ليس هناك ختان، الرسول بولس يقول: فإذا اختتنتم فالمسيح لا ينفعكم شيئاً، أبطل الختان، الذي كان علامة العهد بين شعب العهد القديم وبين الله وصارت المعمودية علامة العهد الجديد التي بها نغتسل من ذنوبنا ومن خطايانا وخاصّة من الخطيئة الجدية التي ورثناها عن آدم، ثم يقام العهد الجديد، ويسمى الطفل المعتمد باسمه، هذا الاسم الذي يدل على ما نحن عليه، مع غاية الأسف أننا كنا نسمى سابقاً بأسماء قديسين وقديسات وذلك لكي نقتدي بهؤلاء طيلة أيام حياتنا، مع غاية الأسف تركنا هذه العادة ونسمى أسماء كثيرة، نشكر اللّه أننا ما زلنا ندعو اسماً خاصاً بالمعمودية. أيها الأحباء علينا أن نفتكر به جيداً ونسمى لأن تسميتنا مع رسالتنا، تسمية المسيح يسوع أي الرب يخلص مع رسالته التي هي الخلاص، هذا العيد الأول الذي نعيد له اليوم.
ـ والعيد الثاني هو عيد رأس السنة المسيحية باعتبار أنه بالختان تبدأ السنة لدى أي إنسان تبدأ حياته الروحية بإقامة العهد مع الله، ولا تحسب حياته الجسدية، سبعة أيام قبل الختان لا تحسب أبداً في عِداد حياته، نحن أيضاً تبدأ حياتنا بالمعمودية ونبدأ هذه السنة المسيحية بختان الرب يسوع بالعهد الذي أقامه الرب يسوع مع الآب السماوي بالنيابة عنا، لكي نبدأ عهداً جديداً مع الله، عهد النعمة، عهد الرحمة عهد الحنان، لا عهد الدينونة، ولا عهد السن بالسن والعين بالعين، السنة الجديدة نسميها السنة المقبولة، السنة المقبولة لدى اليهود كانت سنة اليوبيل تجري كل فيها كل خمسين سنة، وفيها أيضاً سنة اليوبيل إن كان لديك دين على أحد يمحى ولا تطالبه به، إن كان لإنسان عبد يُحرَّر، يحرر ذلك العبد لأن ديونه قد وفيت، وكانوا يسمون تلك السنة، السنة المقبولة، كيف ظهرت هذه السنة في حياة الرب يسوع، طبعاً لقد كانت موجودة في حياة العهد القديم، عندما جاء الرب إلى الناصرة حيث تربى (لوقا 4: 16ـ30)، وكان قد بلغ الثلاثين من عمره، وبهذه السن كان يحق للإنسان أن يجلس ويعلم، أن يعلم الناموس لا فقط أن يكون تحت الناموس، فالرب يسوع دخل المجمع، المكان الذي كانوا يعلمون فيه الناموس. دخل المجمع، وقام ليقرأ، كانوا يقرأون من قبل كتاباً اسمه كتاب النبوات باللغة العبرية، لكن كان موجوداً أيضاً من يترجم إلى اللغة الآرامية التي كانت لغة الشعب، «وقام يسوع ليقرأ فدُفع إليه سفر إشعياء النبي ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوباً فيه: روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي المأسورين بالإطلاق والعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحريّة وأكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلّمه إلى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصةً إليه فابتدأ يقول لهم إنه اليوم قد تمّ هذا المكتوب في مسامعكم... وكان الجميع يشهدون له ويتعجّبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه» (لو 4: 16ـ22). أنتم محررون من إبليس، من الشيطان، من الخطية، من الموت بالمسيح يسوع فنادى الرب أن كل أيام حياتنا هي سنة الرب المقبولة مباركة، وعندما نبدأ بعيد رأس السنة نتذكر هذا القول الذي عندما دفع السفر إليه وفتح السفر، فكانت خلاصة رسالته على الأرض هي أن ننادي للمأسورين بالإطلاق والعمي بالبصر ، أن يروا حقيقة الله وحقيقة الإيمان ويرسلوا المنسحقين بالحرية، وينادي بسنة الله المقبولة. فنعيد رأس السنة متمنين أن تكون جميع أيام السنة كلها، بركة وخيراً وتكون السنة سنة مغفرة، وسنة عبادة الله بالروح والحق.
والكنيسة أيضاً تعيد في هذا اليوم للآباء، أحبار الكنيسة، نترحم على الذين رقدوا بالرب وصارت أرواحهم في الخدور العلوية، يصلّون لأجلنا ويتشفّعون بنا لدى الرب وتتمنى للذين ما يزالون رعاة للكنيسة أن يكونوا رعاة صالحين فيها ولتقبل صلاتهم عن أنفسهم وعن الشعب وأن يجاهدوا الجهاد الحسن ويحفظوا الإيمان ولذلك تجتمع الكنيسة لتهنئهم بهذا اليوم الذي هو يوم تجدد فيه الكنيسة مع الرعاة والرعاة مع الكنيسة والشعب وأمام الله العهد أن يكونوا رعاة صالحين. أهلنا الرب لذلك أيها الأحباء وجعل سنتكم هذه الذي بدأنا بها ونحن نشكر الله الذي سمح أن تكتحل عيوننا جميعاً بنور هذه السنة، كان آخرون معنا في السنة المنصرمة لكنهم غادرونا إلى السماء وانتهت أيام جهادهم على الأرض ونحن سمح الرب أن نكون أحياء لنبدأ هذه السنة وقد أتيحت لنا فرصة جديدة لكي نتوب عن ذنوبنا وخطايانا ونجدد عهدنا مع الله لنكون مسيحيين صالحين بحسب الاسم الذي أخذناه كمسيحيين.

ليجعل ربنا هذه السنة مباركة لكم جميعاً أحبائي ولكل من يمت إليكم بصلة ويجعل أيضاً ثماركم ثمار توبة نصوح لكي نكون مرضيين لديه تعالى وكل عام وأنتم بخير.
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: رأس السنة الميلادية والقديسين مار باسيوس ومار غريغوريوس ܪܝܫ ܫܢܬܐ ܚܕܬܠ2016!

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

ميلاد مجيد وعام سعيد
أعاده الب عليكم وعلينا بالخير والبركة
وعلى سوريا بالأمن والسلام
بركة الرب معكم
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“