الطفل بلا شهوات بلا طلب للمجد الباطل بلا حسد للآخرين!!!

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

الطفل بلا شهوات بلا طلب للمجد الباطل بلا حسد للآخرين!!!

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

قال المسيح له المجد: من قبلني يقبل الذي أرسلني أي الآب وهذا لإتحاده بالآب (كما جاء في لوقا).

ولاحظ قول المسيح له المجد: هنا من قبل ولدًا واحدًا مثل هذا باسمي فقد قبلنى فالمسيح هنا وحَّد نفسه بالأطفال والبسطاء والضعفاء.. بإسمى أي من أجل المسيح، فمن يقبل طفلًا يكون كمن قبل المسيح نفسه. والحقيقة فإن المسيح حين يقول إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فهو يقصد نفسه، أي إن لم ترجعوا وتستعيدوا صورتى التي حصلتم عليها في المعمودية فلن تدخلوا ملكوت السموات.
فنحن نولد بالمعمودية على صورة المسيح. نحن خلقنا أولًا على صورة الله (تك 26:1-27) وفقد الإنسان الصورة الإلهية باختياره لطريق العصيان والخطية. وأتى المسيح له المجد وفدانا وأعطانا سر المعمودية وفيها ندفن ونموت ونقوم مع المسيح وبصورة المسيح. ولكننا مع احتكاكنا بالعالم نفقد هذه الصورة الإلهية ثانية، وكلام المسيح هنا، أن هناك إمكانية لاستعادة هذه الصورة إن لم ترجعوا إذًا هناك إمكانية للرجوع ولكن كيف؟ هذا هو عمل النعمة، التي تعيدنا للصورة الإلهية، والنعمة تحتاج لجهاد، لذلك نسمع بولس الرسول يقول: يا أولادي الذين أتمخض بكم (ألام الجهاد والخدمة) إلى أن يتصور المسيح فيكم(عمل النعمة) وعمل النعمة يعطينا أن نصير خليقة جديدة على صورة المسيح (غل19:4 + 2كو 17:5) لذلك نحن نخلص بالنعمة (أف 8:2) التي بها نعود للصورة الإلهية. والأولاد هم المولودين من الماء والروح وقد خرجوا بدون خطية، والمسيح هو الذي قال عن نفسه: من منكم يبكتني على خطية، لذلك كان هذا الولد في حضن المسيح إشارة للمسيح نفسه. ولدًا بإسمي ولو فهمنا أن الاسم يشير لقدرة وقوة المسيح فيكون قوله: بإسمي أن المسيح قادر أن يعيدني بقوته إلى صورة المعمودية الأولى أي كطفل. إذًا يمكننا فهم قول المسيح: ولدًا واحدًا بإسمي أنه عاد كولد بقوتي. ونحن إن لم نحصل على صورة المسيح لن ندخل ملكوت السموات. هذه تشابه أن لكل بلد في العالم عملة يتم التعامل بها داخل حدود هذا البلد، لكن إن حاولت التعامل بعملة عليها صورة ملك آخر لن يُسمح لك بأن تتعامل بها. فنحن نصبح عُملة قابلة للتداول في السماء لو انطبعت علينا صورة الملك السماوي. فإن كان المسيح قد تواضع وترك مجده السمائي لأجلنا، أفلا نتخلى نحن عن أفكار العظمة الأرضية مثل ما فعل هو ونتصاغر أمام الناس وأمام أنفسنا، إذا كان المسيح قد صار عبدًا أفلا نقبل أن نتصاغر مثله أمام إخوتنا. خصوصًا أن النعمة تسندنا، وبالمسيح نستطيع كل شيء (يو 5:15 + في 13:4) فهل نقبل؟ والمسيح يشرح كيف تساندنا النعمة.... هذا يكون بالجهاد.. وكيف نجاهد؟

إذا أراد أحد أن يكون أولًا فيكون آخر الكل وخادمًا للكل (مر 35:9)
من أراد أن يصير فيكم عظيمًا يكون لكم خادمًا (مر 43:10).
من أراد أن يصير فيكم أولًا يكون للجميع عبدًا (مر 44:10)
والمسيح ضرب بنفسه المثال فقال عن نفسه: أنه أتى ليَخدم لا ليُخدم (مر45:10).
وهو غسل أرجل تلاميذه وطلب أن نفعل ذلك (يو 12:13-17).
وللمسيح المجد من الأزل وإلى ابد الآبدين آمين
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“