طاحونة مانوك....في القامشلي زالين

BOB
مشرف
مشرف
مشاركات: 42
اشترك في: الأحد إبريل 05, 2009 1:11 pm

طاحونة مانوك....في القامشلي زالين

مشاركة غير مقروءة بواسطة BOB »

Bob Recording
طاحونة مانوك....
المرحوم "مانوك" توفي عام 1982.
صورة
تربّى "مانوك خجادور خجادوريان" على حب العمل والإتقان منذ طفولته المبكّرة، فتعدّدت المهن التي مارسها، وكثرت إنجازاته الزراعية والصناعية والاجتماعية ليكون من أهم الأسماء التي تتذكرها منطقة الجزيرة السورية برمتها.

يقول السيّد "ديران مانوك":

«كان الوالد من مواليد "ديار بكر التركية" لعام 1904 وعندما حصلت المجازر بحق الأرمن فرّ من هناك مع أخويه إلى مدينة "حلب" وذلك بعد أن قتل العديد من أهلنا، وعمره لم يكن يتجاوز ال12 ربيعاً، وعندما دخل "حلب" واضطر للعمل في أحد المخابز ليعيش مع أخيه الصغير الذي لم يكن يتجاوز عمره العامين، ثم توجّه للعمل في أحد الخانات فأشرف على نظافة الخيول في الإسطبل، وبعد فترة زمنيّة توجّه للعمل عند أحد مصلحي الأحذية، وبما أنه كان عاشقاً للعمل بدأ بعد ذلك العمل في كراج للسيارات لتغيير زيوتها وتشحيمها وغسلها، وفي الكراج تحوّل إلى معاون سائق مع أحد السيارات الخاصة، ليكون بعد زمن آخر شريكاً مع أحد أصدقائه في شراء سيّارة خاصة يعملان عليها».

ويضيف: «وعندما كان سائقاً على سيارته الخاصة بدأ العمل مع اللجنة الفرنسية والتي كانت مشكّلة لرسم حدود "سورية" ونال كلّ الإعجاب منهم على دقته والتزامه بالمواعيد علماً أن عمره لم يكن يتجاوز ال24 عاماً، ولذلك سميت إحدى التلال باسمه في منطقة على الحدود الأردنية وسمّوه "تل مانوك" ومازال الاسم على الخريطة الموجودة في المتحف الوطني "بحلب"، بالإضافة
خريطة تظهر اسم مانوك في منطقة على الحدود الأردنية
إلى ذلك في تلك الفترة تجوّل الوالد على أغلبية المحافظات والمناطق السوريّة بحكم عمله سائقاً للسيارة، أمّا مع منتصف الثلاثينيات فاستقر في مدينة "القامشلي" وأوّل من شرع بالعمل فيه شراء أرض لزراعتها، وكان أوّل من استقدم جرّاراً زراعياً عام 1942، وهو أوّل من حفر بئراً ارتوازياً في المنطقة عام 1954، ومع مرور الوقت أكثر من الآلات الزراعيّة لتكون شريكة في المشاركة بجني خيرات الزراعة فكان يعمل في الأراضي الزراعية من "القامشلي" حتّى "تل أبيض" والتي تبعد 200 كم عن مدينته».

ويتابع السيّد "ديران" عن إنجازات والده فيقول: «كان أوّل من قام بزراعة الأرز في منطقتنا مع مجموعة من أبناء "دمشق"، وفي عام 1962 كانت لديه خمسة آبار ارتوازية ساهمت وبشكل ملحوظ بالتطوّر الزراعي في المنطقة، وأربعة من تلك الآبار تمّ الاستيلاء عليها ضمن قانون الإصلاح الزراعي، بالإضافة إلى مساحة زراعية بـ1600 دونم وتمّ توزيعها على 30 شخصاً من المنتفعين، وبحكم حبّه للصناعة والتقنية قرر عام 1940 إنشاء مطحنة حجريّة ومقاشر للحبوب والأرز علماً أنها كانت من المطاحن الأوائل بتلك التقنية والجودة، واتبع للمطحنة معملاً للجليد ومحلجة للقطن عام 1950 وكانت الأولى في المنطقة، وفي عام 1954 قام بإنشاء مطحنة جديدة بطاقة
إنتاجية تصل إلى100 طن من الطحين، وفكرته كانت مستقبلية فالمحرك كان بقوة 300 حصان، وهي تكفي لإنتاج 200 طن، حتّى المحركات والآلات أبدع فيها وكيّفها مع مطحنته وواقعه، حتّى تصميم البناء كان منجزاً لمضاعفة تقنياته وإنتاجه مستقبلاً، وهناك بعض الآليات هو من قام بتصنيعها بنفسه، علماً أن لباس العمل كان ملازماً له مع العمال والكادر بأكمله».

ويضيف حول مطحنته المميزة والخيّرة فيقول: «عام 1958 كان لديه مراكز لتوزيع الطحين في كل أرجاء المحافظة بمساحتها الشاسعة والواسعة، حتّى إن طحينه وصل في فترة ما إلى "الأردن" بالإضافة إلى أنها خدمت محافظات "الحسكة، الرقة، دير الزور"، وبعد عدّة سنوات من العمل في المطحنة جاءه ثلاثة تجّار ليشتروا المطحنة بالمبلغ الذي يريده ويطلبه مهما كان باهظاً ولكنه رفض، وكان يصر على أن أمواله وعطاءاته ستكون لمدينته وأبنائها فمن أرضها ذاق النعيم، وكان يرفض كلّ الإغراءات التي جاءته للاستثمار خارج حدود مدينته ووطنه، والمطحنة أيضاً تمّ تأميمها وأثناء ذلك كانت أحدث مطحنة على مستوى القطر، ومع ذلك نحن أولاده على سيرته وخصاله نسير ونتابع مشواره الطيب والذي بات اسمه على كل لسان وفي مختلف البقاع في الوطن».

وللباحث التاريخي "جوزيف أنطي" شهادة حول المرحوم

عندما قال: «أنا أعتبره رائداً من روّاد القطر بالصناعة والتقنية والزراعة، وبحق هو ملحمة فكرية وإبداعية بكل معاني الكلمة، وإثباتاً لذلك طلبه محافظ "الحسكة" 1954 ليقدّم له التهاني والثناء على ما يقوم به، وما صنعه لمدينته تعجز دولة عن إنجازه، وقدّم المحافظ حينها كل الإمكانات والدعم المعنوي لمساعدته ومؤازرته، والأهم من ذلك أن أكثر من ستين عائلة كانت تعمل لديه».

يذكر أن المرحوم "مانوك" توفي عام 1982.
صورة
المرفقات
1779268_10203474014790361_1987750013_n.jpg
(15.27 KiB) حُمِّل 74 مرةً
حياتي التي اعيشها
كالقهوة التي أشربها
على كثر ما هي مرة
فيها حلاوة





صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”قامشلي أيام زمان“