المجمع الاول في حياة الكنيسة

[أبو يونان]

المجمع الاول في حياة الكنيسة
بقلم الاب ايوب اسطيفان


في فترة (10 ايام) بين عيدي الصعود والفنطيقسطي (حلول الروح القدس) حصل في حياة الكنيسة حدث مهم الا وهو المجمع الاول في حياة الكنيسة حيث تتدارس الرسل القديسين وضع من سيحل مكان يهوذا الاسخريوطي : اذ يقول سفر اعمال الرسل (في تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ

.... فقال أيها الرجال الإخوة ، كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود .... لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن. وليأخذ وظيفته آخر، فينبغي أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه عنا، يصير واحد منهم شاهدا معنا بقيامته فأقاموا اثنين : يوسف الذي يدعى بارسابا الملقب يوستس، ومتياس وصلوا قائلين : أيها الرب العارف قلوب الجميع، عين أنت من هذين الاثنين أيا اخترته ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب إلى مكانه ثم ألقوا قرعتهم ، فوقعت القرعة على متياس، فحسب مع الأحد عشر رسولا) (اع 1: 15-26. (
في زمن انتظار الرسل موعد الأب الذي وعد به يسوع : ( أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم ، بل ينتظروا موعد الآب ) (اع 1: 4). قرروا عقد مجمع لكي حينما يحل الروح القدس ينالوه سوية. اثنا عشر كما حدد الرب يسوع .
فحياة الكنيسة هي في الروح القدس ولا كنيسة بدون الروح القدس.
نلاحظ هنا إحساس الرسول بطرس واخوته بالمسؤلية لترتيب امور الكنيسة لاختيار من يحل مكان يهوذا وبعد المشاورة عينوا اثنين وصَلّوا ثم القوا القرعة فوقعت على متياس، فحسبوه رسولا معهم.
والرسول بطرس يحدد في كلامه صفات الرجل الذي سيصبح رسولا فيقول: ان يكون ممن عاصر الرب وسمعه ورآه وعاصر موته ورأى قيامته. و أن يكون قد إجتمع مع الرسل وعَرِفَ أنهم الرسل المختارين .
ومتياس( يعنى عطية الله) كان من السبعين مبشر وقد بشر بلاد الحبشة. أما يوسف بارسابا فيروى عنه بابياس مستنداً على شهادة بنات فيلبس أنه شرب سم أفعى باسم المسيح متحدياً الوثنيين ولم يصبه أذى (مر 18:16 .(
مهم أن نذكر أيضا أن الرسل لم يختاروا شخص مكان يعقوب الرسول بعد استشهاده؟ وذلك لأنه باستشهاده انتهت حياته على الأرض ولكن كرسيه محفوظ في السماء. اما يهوذا فبانتحاره خسر حياته على وخسر كرسيه في السماء.
وهكذا استمرت الكنيسة بعقد المجامع لمعالجة أمور المؤمنين فكان المجمع الثاني عندما حصلت مشاكل في الخدمة إذ يقول سفر الأعمال: ( وفي تلك الأيام اذ تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين ان أراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية. فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ وقالوا لا يرضي ان نترك نحن كلمة الله ونخدم موائد. فانتخبوا أيها الأخوة سبعة رجال منكم مشهودا لهم ومملؤين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة. وأما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة. فحسن هذا القول امام كل الجمهور فاختاروا استفانوس رجلا مملؤا من الإيمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلا إنطاكيا. الذين أقاموهم أمام الرسل فصلوا ووضعوا عليهم الأيادي) (اع 6: 6-1 . (
والمجمع الثالث كان عندما حصل خلاف هل يلتزم المؤمنين بالعادات اليهودية ام لا ؟. فنقرأ في سفر الأعمال: ( فاجتمع الرسل والمشايخ لينظروا في هذا الأمر. فبعدما حصلت مباحثه كثيرة قام بطرس وقال لهم ايها الرجال الأخوة انتم تعلمون انه منذ ايام قديمة اختار الله بيننا انه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل ويؤمنون. والله العارف القلوب شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا أيضا. ولم يميز بيننا وبينهم بشيء اذ طهر بالإيمان قلوبهم. فألان لماذا تجربون الله بوضع نير على عنق التلاميذ لم يستطع اباؤنا ولا نحن ان نحمله. لكن بنعمة الرب يسوع المسيح نؤمن ان نخلص كما أولئك أيضا. فسكت الجمهور كله.وكانوا يسمعون برنابا وبولس يحدثان بجميع ما صنع الله من الآيات والعجائب في الأمم بواسطتهم) (اع 15:- 6 12 .(
فالرسل القديسين قرروا أمور هامة لحياة المؤمنين في تلك المجامع الرسولية المقدسة بناء على السلطة الكهنوتية الروحية التي أعطاها إياها الرب يسوع : (وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات.فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السموات.وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السموات. (مت19:16) وأيضا قوله :(الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء.وكل ما تحلّونه على الأرض يكون محلولا في السماء).(مت 18:18(
وأيضا قوله : ( ارع خرافي ... ارع غنمي ... ارع غنمي.) (يو 21: 15-17) واستمر خلفاء الرسل في أدارة الكنيسة بنفس السلطان الإلهي وعقدوا مجامع كلما دعت الحاجة إلى ذلك فمنها ما كان مسكونيا لمعالجة أمور على مستوى عالمي مثل مجمع نيقية وقسطنطينية وافسس أو مجامع محلية لمناقشة أمور خاصة بمكان ما.
بهذا النهج والى يومنا هذا تسير الكنيسة المسيحية تقوم بواجب خدمة رعية الرب التي اقتناها بدمه الكريم ) (اع 28:20)
الاب ايوب اسطيفان

كنيسة مار كبرئيل للسريان الارثوذكس

سودرتاليا - السويد

[ابن السريان]

سلام الرب معك
أشكرك أخي أبو يونان الحبيب
أجل أنه موضوع رائع وهام
لتكن بركة الرب معكم