النقش الحجري في الجزيرة السورية.. الوسيلة الأجدى لتوثيق جوان

صورة العضو الرمزية
ابو كابي م
مشرف
مشرف
مشاركات: 2136
اشترك في: الثلاثاء يناير 26, 2010 10:00 pm

النقش الحجري في الجزيرة السورية.. الوسيلة الأجدى لتوثيق جوان

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابو كابي م »

النقش الحجري في الجزيرة السورية.. الوسيلة الأجدى لتوثيق جوانب الحياة منذ الألف الثالث قبل الميلاد
صورة
20 شباط , 2012
خمسة نقوش حجرية عثر عليها بالصدفة في موقع خشام الذي يبعد مسافة 35 كم شمال غرب مدينة الحسكة فتحت الباب واسعا أمام البعثات الأثرية لتعثر على أكثر من سبعة آلاف نقش حجري في موقع خشام وعدد من المواقع المحيطة به ولتتكشف جوانب فن توثيقي أزدهر في منطقة الجزيرة السورية منذ الألف الثالث قبل الميلاد.

وعلى الرغم من صعوبة هذا الفن إلا أنه كان الوسيلة الأجدى في حفظ ما أراد أجدادنا إيصاله عن كيفية عيشهم وحياتهم الاقتصادية والاجتماعية وحتى معتقداتهم الدينية حيث أظهرت الرسومات التي نقشت على الصخور أنواع الحيوانات التي كانت تعيش في المنطقة آنذاك وانقرض معظمها في الوقت الحالي كما تظهر الأسلحة والأدوات الحربية التي كانوا يستخدمونها والآلهة التي كان يتقربون منها ويعبدونها.

وأشار الدكتور عبد المسيح بغدو رئيس دائرة الآثار بالحسكة إلى أنه في عام 1995 اكتشف صدفة خمسة نقوش في الصخر في موقع خشام وبناء عليه أجريت بعد ذلك حملتا استكشاف ورفع للمطيات تم من خلالها تحديد ستة تجمعات من النقوش الحجرية هي ضبعان وخشام وباشوكي وتل بيدر وكفرا وخان ومرة حيث شملت هذه المواقع بقايا آثار معمارية وحجرية.

ونتيجة لهذه الاكتشافات بدأت عام 2001 بعثة أثرية سورية بلجيكية مشتركة أعمال البحث في الموقع حيث بينت أعمال البحث الأثري الذي قامت به البعثة لعدة مواسم احتواء الطبقة الصخرية على مواد أثرية تعود إلى عصور مختلفة بدءا من عصر الباليوليت الأوسط وحتى القرن التاسع عشر الميلادي وبأن تاريخ الاستيطان في هذه المنطقة استمر منذ الألف الرابع قبل الميلاد وحتى فترة الحضارة العربية الإسلامية المتأخرة.

وبين بغدو أنه تم التعرف في موقع خشام على أساسات لعديد من المباني المختلفة الأحجام والأشكال وذلك ما بين المستطيل والمربع والدائري وكانت جميعها مبنية من أحجار بازلتية ضخمة وبقايا منازل وتصوينات وجدران ومنشآت ذات وظائف متعددة إضافة لاكتشاف العديد من الغرف عثر بداخلها على قبور ضمت هياكل عظمية وخرزا زجاجيا وقرطين نحاسيين ومجموعة كسر فخارية تعود بمجملها إلى الفترة الآشورية الحديثة كما تم الكشف على منشآت صغيرة ومواقد دائرية وأبراج دفاعية يعتقد أنها كانت تستخدم للصيد.

وأشار رئيس دائرة الآثار إلى أنه تم العثور في موقع خشام كذلك على 500 نقش حجري نفذ بعضها بطريقة الطرق والآخر بطريقة الخدش وتضمنت هذه النقوش مواضيع مختلفة أظهرت أشكالا آدمية وصراع الإنسان والحيوان أو ترويض الحيوان ودينية كوقوف الآلهة على الحيوانات وأسطورية كإنسان برأس الحيوان ونقوش لعقارب ووعول وصيد الأبقار والأسود والغزلان وبعض التشكيلات كالسيوف والفؤوس والرماح وأخرى لأعمال زراعية كالحراثة.

وعثر في الموقع ذاته على مجموعة كسر فخارية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد كما تم التعرف على 219 نقشا حجريا امتازت معظم هذه النقوش برسومات لحيوانات رباعية الأرجل كالماعز والغزلان وتأليه الحيوانات وأشكال بشرية على شكل آلهة ونقوش لثيران وخيول وكلاب وأسود تصطاد حيوانات وهي تعود للألف الثالث قبل الميلاد كما تعرفت البعثة الأثرية في موقع باشكوي الواقع إلى شمال موقع خشام على عشرة أبنية مستطيلة ودائرية الشكل مبنية من الحجر البازلتي وعلى 87 نقشا حجريا ذات مواضيع مشابهة لما كشف عنه في موقع خشام.

وأشار الدكتور بغدو إلى أن اللقى الاثرية واكتشاف 1487 نقشا حجريا في موقع كفرا أظهرت ثلاثة طرق في عملية إنتاج فن النقش الصخري الأولى بطريقة التفتيت وذلك بطرق الصخر مباشرة والثانية بطريقة الحفر بواسطة أداة حادة و الثالثة بطريقة الحز وتضمنت هذه النقوش صور حيوانات مثل غزلان ووعول وأسود وحمير وبغال ومشاهد مهاجمة الأسود لوعول ونقوشا تظهر صيد الطرائد بالمصيدة وبعضها الاخر مشاهد لأشكال هندسية توحي بأنها مخطط مدينة بالإضافة إلى نقش لعربة بأربع عجلات يعتقد أنها تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد وأشكال بشرية على شكل آلهة بأذرع مرفوعة ونقوش تمثل مشاهد صيد الإنسان للوعول والأسود.

وبين بغدو أنه تم العثور في موقع عين نابيا على 123 نقشا حجريا وفي موقعي خان ومرة على مجموعة من الأبنية من الحجار البازلتية التي تمتد لمسافة واحدة كيلو متر وعثر فيها كذلك على 100 نقش حجري وبعض الكسر الفخارية والصوانية التي تعود للألف الثاني قبل الميلاد ومن النقوش المهمة التي عثر عليها عربة يجرها حصانان.

وفي موقع عين العبد ومنطقة الحليوا التي تبعد 10 كم شرق ناحية تل تمر تم التعرف على أدوات تعود للعصر الحجري الحديث وعلى 125 نقشا صخريا مزخرفة بطرقة الحفر تضمنت صورا لتأليه الحيوانات مثل الماعز والثيران والأسود والكلاب والجمال والخيول والفيلة وأشكالا بشرية على شكل آلهة بأذرع مرفوعة فوق الحيوانات إضافة لصور فرسان وصيادين ورماة و نقشين لأشخاص على شكل رموز مقدسة معظم هذه الرموز تعود للألف الأول قبل الميلاد كما تم التعرف على 450 نقشا من بينها إحدى عشرة مركبة اثنتان منهما تمثلان مشهد تقديم الأضاحي ومشاهد دينية أخرى.

ولفت رئيس دائرة الآثار إلى أنه في الجهة الجنوبية الغربية من منطقة الحمة تم اكتشاف 170 نقشا حجريا في موقع أم ركبة و لوحظ وجود نقوش عربية نقشت فوق النقوش القديمة بالإضافة إلى صور تشكيلية لمعدات الصحراء.

ومن بين النقوش الحيوانية الشائعة الجمال والغزلان والخنازير وسيطرت الأسلحة مثل الرماح والأقواس والسيوف على معظم الأشكال ووجدت بعض المواد المقدسة كالرمح ثلاثي الشعب وأشكال النقوش المتنوعة كالفرسان الراكبة الجمال ويعتقد أن هذه النقوش تعود للألف الأول قبل الميلاد إضافة لاكتشاف 1000 نقش حجري في موقع عب الناقة تضمنت أشكالا إنسانية و نقوشا لمصائد برية وحيوانات عاشبة تأكل من شجرة صغيرة يعتقد أنها تعود إلى العصر الآشوري الحديث.

كما تم الكشف في موقع الحرباوي و كون عطار و الرحمانية وأم المسامير وهرم شداد والمقبرة و ضبعان على 1935 نقشا حجريا تعود جميعها إلى الفترة الآشورية الحديثة تضمنت مشاهد نقوش عربات و نصوصا لكتابات عربية قديمة و مشاهد صراع الحيوانات.

واختتم بغدو كلامه قائلا.. إن الاكتشافات التي حققتها البعثة الأثرية السورية البلجيكية في منطقة الحمة بشكل عام وفي موقع خشام بشكل خاص من نقوش حجرية وغيرها من اللقى الأثرية غاية في الأهمية كونها تفيد في فهم البيئة المحلية لهذه المنطقة الحضارية عبر العصور ومادة دراسية مهمة لفن النحت الصخري القديم الذي ازدهر في الجزيرة السورية منذ الألف الثالث قبل الميلاد.
ابوكابي م
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى السياحة والرحلات“