حشيشة الملاك أو الملائكة هي نبات معمر طويل الجذع يصل علوه إلى المترين تقريباً، تظهر عادة ما بين شهري حزيران (يونيو) وآب (أغسطس) في البراري، وعلى حواف الأنهار وقارعة الطرقات. وتتمتع الحشيشة بخضرة زاهية، وتعطي أزهاراً بيضاء أو وردية تتجمع على شكل خصلات تجذب الناظرين إليها.
هناك اعتقاد بأن تكون سورية هي منشأ حشيشة الملائكة، ومنها انتشرت إلى آسيا وإلى المناطق الشرقية والشمالية من أوروبا. وفي القرن السادس عشر وصلت إلى بقية أنحاء أوروبا. تزرع اليوم على نطاق واسع في كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وبولونيا وتشيكوسلوفاكيا. ووفق الأسطورة فإن هذه الحشيشة يوصى باستعمالها في علاج داء الطاعون.
هناك أسماء أخرى غير شائعة تطلق على حشيشة الملائكة منها كرفس المناقع، حشيشة الرئيس، ودون كوي. وتستعمل حشيشة الملائكة كثيراً في المطبخ الصيني والأسكندنافي، ولكن حضورها قليل في المطبخ الأوروبي عموماً والفرنسي خصوصاً.
ويستفاد من حشيشة الملائكة نيئة ومنقوعة ومغلية لعلاج سلسلة من الإضطرابات الهضمية الشائعة وعلى الأخص المغص، والغازات البطنية، والحرقة المعدية. وعلى رغم استعمال حشيشة الملائكة منذ قرون عدة في مداواة عدد من المشاكل الهضمية، إلا أنه لم تجر حتى الآن دراسات سريرية ميدانية من أجل كشف أسرار هذه النبتة.
ودفعت دراسات أنجزت على الحيوانات اللجنة العلمية المختصة في ألمانيا في العام 1990 إلى الإقرار بفائدة جذور حشيشة الملائكة في إثارة الشهية على الطعام، وفي التخفيف من وطأة التشنجات المعدية المعوية وانتفاخ البطن.
وفي أوروبا يصف الأطباء والاختصاصيون في الأعشاب حشيشة الملائكة لعلاج عسر الهضم. كما تدخل الحشيشة في خلطات كثيرة إلى جانب مكونات نباتية أخرى من أجل تسهيل عمليات الهضم، وفي التفريج عن بعض الإضطرابات الهضمية بخاصة التناذرة المهيجة للقولون.
ويستـــحضر من جذور حشــيشة الملائكة خلاصة تستعمل كعلاج مضاد للالتهابات، ومضاد للمغض وللنفخة عند الأطفال بفضل هذه الجذور بحفنة من الزيوت الطيارة.
وتستعمل حشيشة الملائكة في علاج داء الصدفية وذلك بأخذ النبتة طازجة، ومن ثم فرمها ونثرها على المناطق الجلدية المصابة. كما يمكن صنع شوربة من الحشيشة، وبعد شربها يتم التعرض لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية.
ويستخدم مشروب الحشيشة كفاتح للشهية، ومقوٍ عام للجسم. كما ينفع في خفض حرارة الجسم في الحمى المتقطعة، وفي تشجيع الكلية على القيام بعملها على أحسن ما يرام، ولكن يجب الحذر من المبالغة في استعمال المشروب لما يمكن أن يسببه من نتائج عكسية وآثار جانبية قد تستهدف الدم والجهاز القلبي الدوراني.
ويصنع من حشيشة الملائكة كمادات تفيد في مرض النقرس، كما تحضر منها لبخات تستخدم في علاج بعض الأمراض الجلدية مثل الجرب والتقرحات.
وفي الصين يوصى للرجال الذين يعانون من قلة الخصوبة، باستعمال خلطات عدة، إحداها تحتوي على حشيشة الملائكة.