الذى يحب يتحمل

المشرف: الأب الياس عبدو

صورة العضو الرمزية
أبو شادي
عضو مميز
عضو مميز
مشاركات: 1208
اشترك في: الخميس فبراير 19, 2009 2:17 am

الذى يحب يتحمل

مشاركة غير مقروءة بواسطة أبو شادي »

لا أريد فى هذا المقال أن أحدثكم عن التحمل بصفة عامة، فالتحمل موضوع طويل، وله .أسباب عديدة، وهناك من يتحمل بسبب اتصافه بالوداعة والهدوء، وهناك من يتحمل بسبب تواضعه، أو بسبب الحكمة وتجنب عواقب الأمور، أو لأسباب أخرى.
ولكن موضوعنا الآن هو التحمل بسبب المحبة، المحبة التى تتحمل كل شىء، فالذى يحب شخصا، يكون مستعدا ان يتحمل كل تصرفاته كما انه يتحمل من أجله.
ومن أمثلة المحبة فى التحمل: محبة الأمومة والأبوة، ومحبة الأم التى تتحمل متاعب الحمل والولادة والرضاعة ومتاعب الصبر فى تربية الطفل والعناية به، فى غذ ائه وفى نظافته وفى الاهتمام بصحته، وفى تعليمه النطق والكلام، وفى الصبر على صراخه وصياحه وعناده، إلى ان يكبر.
كذلك محبة الأب فى تربية أبنائه وتحمله مشقة العمل بجميع الطرق للإنفاق عليهم وتوفير جميع احتياجاتهم.
ومن أمثلة حب التحمل أيضا: محبة الجنود
لوطنهم فمن أجل محبة الوطن يتحملون مشاق التدريب والحرب، والتعرض للموت أو للإثارة، وربما يتحملون فقد بعض أعضائهم مع جروح أو تشوهات، وفى الوضع نفسه.نقول على ما يتحمله رجال الشرطة لحفظ الأمن.
ومن أمثلة حب التحمل: تحمل الشهداء والنساء من أجل محبتهم لله، وأيضا ما تحمله الرسل والأنبياء من تعب ومشقة فى نشر الدين، كل ذلك بصبر كثير، وفى شدائد وضيقات وفى تعب وأسهار وأصوام.
ننتقل إلى الحديث عن محبة الغير وتحمل تصرفاتهم: فنذكر المحبة التى تتحمل الغير وتسامحه، والتى تتحمل الإساءة، ولا ترد بالمثل، والمحبة التى لا تشكو من المسئ ولا تشهر به، المحبة التى تنسى الإساءة ولا تخزنها فى ذاكرتها كما يفعل البعنى لأشهر وسنوات، المحبة التى لا تقول

باستمرار هذه حقوقى وكرامتى !
المحبة.التى تتحمل: هى محبة الشخص صاحب القلب الكبير الواسع الذي يتحمل العتاب ولا يتضايق حتى لو كان العتاب بألفاظ صعبة، وبقلبه الكبير يتحمل حتى الفكاهة ولو كانت بأسلوب يبدو
فيا التهكم.
على ان يكون التحمل بغير ضجر ولا تزمر
ولاضيق بل بصدر رحب وروح طيبة لا يتمركز فيا الإنسان حول ذاته وحول كرامته، فطبيعى ان المحبة التى تطلب ما لنفسها، وبالتالي تتحمل كل شىء ولا تحتد ولا تثور، المحبة التي لا تتفاخر بل تتحمل.
بعض الناس لا يتحملون الذين لا يفهمونهم، ومن هنا كانت مشكلات الأذكياء مع الجهلاء، أو مع الأقل منهم فهما، لذلك يحدث أحيانا ان يبتعد مثل هؤلاء الأذكياء عن كثير من الناس الذين لايفهمون بسرعة، وقد لا يتحمل الواحد منهم طول الوقت فى إقناع غيره، فيتحاشاه اما
الذى فى قلبه حب فإنه يطيل
أناته على غيره، ويصبر وهكذا يضم إليه قليل الفهم ويتحمله بل يرجو منه خيرا
وهكذا يتعامل مع الأطفال.
القلب الضيق الخالى من الحب هو الذى لا يتحمل الآخرين، أما القلب الوا سع فيستطيع ان يتحمل الناس،
لذلك يا أخى كن متسعا فى
قلبك وفى صدرك وفى فهمك، ولا تتضايق بسرعة، واعرف ان المجتمع فيه أنواع متعددة من الناس وليسوا جميعا من النوع الذى تريده،
فيوجد فيهم كثيرون لم يصلوا بعد إلى المستوى المثالى ولا إلى المستوى المتوسط، وعلينا ان نحبهم جميعا، وبالمحبة ننزل إلى مستواهم لنرفعهم إلى مستوى أعلى، وهكذا نتأنى عليهم ونترفق بهم ونتحمل كل ما يصدر عنهم من جها لات ونصبر
عليهم حتى يصلوا .
لا تقل الناس متعبون بل بمحبتك تتعامل معهم وتحاول ان تصلح من طباعهم، ولو كنت لا تتعامل إلا مع المثاليين عليك ان تبحث عن عالم أخر تعيش فيه.
فى إحدى المرات قال لى شخص: أنا لم أعد اتحمل (فلان) إطلاقا انه شخص لايطاق ولايمكن تحمله! فقلت له: وكيف إذن تحمله الله منذ ولادته حتى الآن؟! وكيف تحمل غيره من أمثاله منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا؟!
وقال لى أخر:(وفلان) يقول الكلمة ويرجع فيها فكيف يمكن ان أعاشره؟! إن عشرته لا تحتمل فقلت له: وكم مرة تعهدنا لله بشىء ورجعنا فى كل تعهداتنا؟! وكم مرة وعدناه ولم نف بوعودنا؟ ومع ذلك تحملنا الله؟ كم مرة نذرنا لله نذورا ولم نف بها، وكان الله يعرف ذلك لمعرفته بالمستقبل ومع ذلك حقق لنا ما كنا نطلبه فى نذرنا .
وكم مرة قدمنا لله توبة كاذبة ونعود بعدها إلى خطايانا السابقة؟! ومع كل ذلك يتحملنا الله ويطيل اناتة علينا حتي نعود ونتوب مرة أخرى.
وكم مرة يأتى موعد الصلاة ونقول ليس لدينا وقت الآن لنصلى يقول التراب والرماد للخالق العظيم ليس لدى وقت أكلمك فيه!! ويتحمل الله هذا التراب. فإن كان الله يتحملنا فى كل هذا فلماذا لا نتحمل غيرنا؟!
نقطة أخرى وهى ان الذى يحب الله لايتضايق إذا صلى، ولم يشعر باستجابة الصلاة، فيشك فى محبة الله وعنايته، ويظن ان الله قد نسيه! بينما الله يعمل دائما فى الوقت المناسب حسب حكمته.
كذلك الشخص المحب لله يتحمل التجارب والمشكلات ولا تتزعزع محبته مهما طال وقت التجربة ومهما ازدادت حدتها، بل يقول فى ثقة: كل الاشياء تعمل معا للخير ويتحمل ولا يتعجل حل المشكلات، بل يعطي المشكلة مدى زمنيا يحلها الله فيه فى الوقت المناسب الذى يراه الله مناسبا وبالطريقة التى يرأها الله مناسبة.
وهكذا بالمحبة يتحمل الناس ويتحمل صبر الله فى علاج مشكلاته
يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي
ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة


http://www.facebook.com/group.php?gid=1 ... 545&v=wall
أضف رد جديد

العودة إلى ”القصص والقصائد الدينية“