خواطر

المشرف: الأب الياس عبدو

صورة العضو الرمزية
أبو شادي
عضو مميز
عضو مميز
مشاركات: 1208
اشترك في: الخميس فبراير 19, 2009 2:17 am

خواطر

مشاركة غير مقروءة بواسطة أبو شادي »

خواطر



‫الحياة رائعة فيك أيها الرب الحنون ، ومصدر روعتها هو الحب ، لقد بذلت ذاتك به ...

إنه أساس عمل الصليب ، وفيض النور الذى نشره عملك من أعلى الجلجثة ،

ليملأ العالم كله فى جهاته الأربعة ويعيد للحياة معناها وسلامها ...

على تلك الجوهرة أيها الحب أسست ملكوتك فى أعماقنا ، لأنه أنت ...

فى الحب ولهيب الشوق نحو شخصك ، نتقدم إلى ذبيحة الأفخارستيا ، وفى عظم حبك تقدم ذاتك لنا ذبيحة حية ناطقة غير دموية ، هى نفس ذبيحة الحب على مذبح صليب الجلجثة ، يهبها لنا روحك القدوس على المذبح ، إنها تنطق بالحب الذى لك ، وتحمله إلينا ... هى معه تحمل الحياة لأنه مصدرها ... الحب هو الرابطة التى تدخل بنا إليك لأنك حب ، والحب نور وحياة ...

أدخل أدم إلى البشرية الخطية فى كسر الوصية ونتائجها ، وكانت البغضة هى داخل قلب نتائجها ، وقادت البغضة قايين إلى القتل ، ليصير تائها فى ظلامها ... هكذا قادت البشرية أيضا إلى كل شرورها القتل ... السرقة ... و ...

وأتيت أيها الحبيب آدم الثانى لتعيد لها بحبك الحب لتحيا به ، إنه الوسط الذى تحيا فيه الوصية وتترعرع لانه نبعها وصورتها ... به ندخل إليها ، وفيها نعرفك وتحيا فينا صورتك ، ونصير بالحقيقة ملح الأرض " أنتم ملح الأرض ولكن إن فسد الملح فباذا يملح ؟ لا يصلح بعد لشىء إلا لأن يطرح خارجا ويداس من الناس ( مت 5 : 13 ( " ...

ولكن سيدى ما الذى يجعل منا ملح الأرض ... ؟ ...

ليس هناك فى طبيعتنا ما نختلف به عن العالم سوى شخصك ، وفى شخصك الحب ... إذا دعنا ياسيدى أن نكون حبا كما تريد لنا أن نكون ، لننشر به نور عملك فينا بفعل روحك القدوس ...

حيث يكون الحب تكون أنت ، وحيث أنت يا موضوع حبنا ، نجد الآخر لنتقبله بقوته وضعفه ... بما فيه من عتيق ، وما فيه من نورك الذى يطرد العتيق ويعمل ليصير جديد ...

فى الحب ندخل إلى أعماقنا ونواجهها به ، لنرى كمال صورتك التى تنطبع فينا ، وأمامه ضعف طبيعتنا الذى يحيا فينا ... نرى الحقيقة بجمال صورتها وروعتها ، وما شوهته الخطية والضعف ...

هناك نطرح عنا ذواتنا وما نتستر فيه من زيف ونغلفها به ، وتصير أنت نورنا الذى يكشف عمقنا ... نطرح كل بغضة لتحيا الوصية بقوة الحب ، فليس هناك من مدخل لها سواه ...

هناك تعرف حقيقة أعماقنا بدونك ، إنها ضعف وظلام وموت ، وحينما تسبح صورة ضعفها أعلى تيارات موجة فكرها ، تدرك جيدا أنها فى زوبعة الذات وعاصفتها قد تنسى حقيقتها ، وتبتعد عن أصلاحها وتسقطه على الآخر ...

فلينتشر بيننا الحب بعمق غناه كما تريده لنا أيها القدوس ، لنحياك من خلال الآخر ، ونراه فى نورك محور الوصية ، ليس من خلال ما به من قوة وحياة فقط ، بل وأيضا ما به من ضعف ، لأنه صوره أخرى من ضعف طبيعتنا ...

ضعف طبيعتنا ينعكس فى كل منا لكن بصورة حسب صفات شخصها ، ولنه يظل فى حقيقته لا يتغير ، إنه ضعف ، كالظلام الذى قد يكون فى حجرة أو مسكن أو فى سواد الليل ، قد تتعدد مواضعه وطريقته ، ولكنه لا يختلف فى حقيقته أنه ظلام ...

دعنا نذوب فى شخصك بأن تحيا الوصية فى قلوب عمقنا ، ونور الوصية يستر كل ضعف لانها حب ... وعندما يستر كل ضعف فى الآخر يستر كل ضعف فينا لأننا نحن أيضا هكذا ... سيدى الصالح أعطيتنا الوصية لا تدينوا فى صلاحك ، لأن الإدانة ليس مجرد خطية ، بل هى بغضه تدمر أعماقنا ، وتبتعد بنا عن الحب وتغتاله هناك ... إنها موضع قبر مشيئته ، هى مثل الإعصار عندما تتملك فى النفس فهى تدمر دون شفقة ، وتعصف بلا رأفة ، وتأتى على الأخضر واليابس ...

هى خريف يأتى مبكرا ليؤذى خضرة الروح وربيعها ، ويدمر محصول العمر من فرح السلام ، ويظل لا علاج لها سوى فى أن نحيا ما وهبتنا من حب
يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي
ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة


http://www.facebook.com/group.php?gid=1 ... 545&v=wall
أضف رد جديد

العودة إلى ”القصص والقصائد الدينية“