الـطــفــل فـــي الــمــغـــارة

المشرفون: الأب الياس عبدو،مشرف

صورة العضو الرمزية
الأب الياس عبدو
مرشد روحي
مرشد روحي
مشاركات: 23
اشترك في: الجمعة أكتوبر 29, 2010 10:46 pm

الـطــفــل فـــي الــمــغـــارة

مشاركة غير مقروءة بواسطة الأب الياس عبدو »

الــطــفــل فـــي الــمــغـــارة
المجد لله في اعلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة

في دياجي ليالي الشتاء الباردة وتراكم الثلوج البيضاء القطنية وحبات المطر الخفيفة، نسمع صوت ضجيج وما أن ننصت إليه حتى نشعر بأنه تسبيح وتمجيد للرب المولود فكان الهتاف.."المجد للـه في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة" فما الأمر يا ترى؟ إلا أن هناك أمرا عجيبا قد حدث.

وبين ثنايا الظلام الدامس يشع نور سماوي مع كلمات تعطي الأمل والرجاء.. وتقوي العزائم والاسترخاء.. كصوت خرير الماء المنساب وسط الوديان والتلال.. إنه قد ولد المخلّص.

هلموا أيها المؤمنون ندخل المغارة ونتحقق الأمر الذي أعلمنا به الرب.. وقبل الولوج يجب أن نضطرم بالإيمان ونحياه.. كقول الرسول بولس:"وإنما البار بالإيمان يحيا". ونطهّر القلوب والنيات صافحين لبعضنا الزلات.. وآخذين معنا الهدايا القلبية.. ذهب النفس.. ولبان القلب.. ومر الجسد.. حتى نستحق أن نرى بأم أعيننا ذلك المولود القدوس العجيب المضطجع في مذود الحيوانات.. فهو لا شك مولود لأجلنا لنولد نحن ثانية ولادة الروح المقدسة.

عظيم هو سر التقوى.. اللـه ظهر بالجسد... وعظيمة هي محبة اللـه للإنسان.. أن يناسب الإنسان ويتحد بجسدنا المائت.. ليمنحه الحياة الخالدة.. ويرتبط بنا ارتباطا وثيقا.. لا يمكن الانفصال عنه.. وبعمله هذا قد أنجز له المجد أفضل عمل.. هو هدم مكايد الشيطان وحباله.. وما شوهته الخطيئة فينا.. وبقي بالجسد البشري وصعد به إلى السماء.. ليمثلنا به أمام الآب السماوي.. الذي كان غاضبا على الإنسان أجيالا طويلة.. كعربون المصالحة ما بين السماء والأرض.. إذ ذلك القدير الجبار الذي لا تستطيع القوات السماوية أن تنظر إليه.. لئلا تحترق من نار ألوهيته اللاهبة.. إذ شاء أن يحل في أحضان أمه العذراء.. كطفل صغير وهو خالق الأكوان.. ومخارجه منذ القدم منذ أيام الأزل.. كما وصفه النبي ميخا: وأنت يا بيت لحم أفراته إنك أصغر مدن يهوذا ولكن منك يخرج لي من يكون متسلطا على إسرائيل.

الطفل في المغارة.. وما هي مزايا الميلاد في المغارة؟ مضطجعا في مذود البقر.. القش والتبن فراشه.. وها هو يبان لنا في أبسط حالات التواضع.. ليرفع الوضعاء إلى عرش العز والكرامة والمجد.. البرد القاسي يقرص جسده الشفاف الناعم.. ليدفيء الذين قرصهم البرد الشديد.. والمنزوين تحت ثلوج الخطايا.. ويأتي بهم إلى ربيع القداسة.. ودفء الإيمان.. ويرضع الحليب الطهور من ثذي العذراء.. ليقيتنا بالطعام الباقي للحياة الأبدية.. المجوس يسجدون له ويقربون قرابينهم ليعلم اليهود.. أنه جاء لكل العالم.. ويطلب السجود بالروح والحق.. ويشرك الأمم والشعوب.. مع أبناء اللـه.. ويقبل الهدايا والنذور.. ليهب عوضها النجاة والسرور.

مولود في المغارة.. ليخرجنا من مغارة الأرض إلى رحاب العز والمروج الخضراء.. ويسقينا من مياه الراحة.. كما أنشد صاحب المزامير داؤد.. وأول من عرف مولده من الناس هم الرعاة السذج.. ليظهر نفسه لنا.. بأنه حمل اللـه الرافع خطايا العالم.. ومن يدري يا ترى أولا بولادة الحملان غير الرعاة.

ونحن أمام هذا الحادث الجليل.. كيف نقابله؟ لا شك أن نقابله بموقف إيجابي.. ونفحص ضمائرنا قبل الدنو منه.. ونقدم التوبة الصادقة والانسحاق الكلي.. ونهيئ أجسادنا هياكل طاهرة.. ونجعلها مغارة ثانية ليولد فيها الطفل يسوع.. كما قال الرسول بولس:" أنتم هياكل اللـه". من تلك المغارة الصغيرة.. انبثق النور إلى العالم.. وأرسى حجر السلام.. وبين أرجائها سمع صوت السلام" وعلى الأرض السلام".

واليوم ويا للأسف.. قد رحل السلام عنها.. وعن الجزء الأكبر من العالم.. وكان هذا سبب الإنسان.. ونزواته الباطلة.. والبطش والعنف والإرهاب.. وبسبب النفوس الغاشمة.. التي تريد أن تجعل الإنسان.. فريسة الذل والهوان.. ولكن! هل يدوم زمان الظلم؟ وهل لا ينتقم الرب من أعدائه الماردين؟ وهل ستبقى المغارة مسرحا للغليان والفوضى؟ لا وألف لا.. إن رب السلام الذي وصف عهده النبي"ويدعى اسمه عجيبا مشيرا.. إلها قديرا.. أبا أبديا.. رئيس السلام.. الذي سيحقق السلام الشامل.. وسيظل السلام حيا خالدا.. لأنه مصدره ورئيسه حيا خالدا.

أجل أيها الأحباء.. إن عيد الميلاد.. هو عيد المحبة ويوم السلام.. وبهذه المناسبة المحببة إلى النفوس.. أسأل طفل المغارة.. أن يحل السلام في أرض السلام.. ويشمل العالم بأسره.. بالمحبة والفرح والأمل.. والحياة الجديدة.. والمصالحة.. فليكن يا ربنا أمنك وسلامك في العالم اجمع.. وخاصة في ديارنا المقدسة التي ترعرعت في أحضانها.. وأكملت تدبيرك الخلاصي فيها.. لا تحرمها السلام. نحن في الميلاد نواصل السماع والرؤية ونقل الخبر ورفع آيات التسبيح من أجل عالم يتخبط في الظلمات، لقد وافا هذا العالم المظلم شارق من العلى يسوع المسيح.
المجد لله في اعلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة

أطلب من اللـه أن يباركنا جميعا.. وأهنئكم جميعا من كل قلبي بالعيد السعيد
صورة العضو الرمزية
ابو شاميرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 608
اشترك في: الخميس مارس 04, 2010 10:07 pm

Re: الـطــفــل فـــي الــمــغـــارة

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابو شاميرام »

بارخمور ابونا مشكور على موضوعك الجميل جدا بمناسبه اعيادالميلاد وانتم في بيت لحم مكان ولده الرب لـطــفــل الــمــغـــارة عظيم هو سر التقوى اللـه ظهر بالجسد ونشيد
المجد لله في العلى وعلى الارض السلام". إنّه نشيد الميلاد، نشيد الملائكة في بدء سرِّ الخلاص. ننشده اليوم في بدءِ كل قداس. وما القداس او الذبيحة الالهيّة إلاّ ذكرى موت الرب يسوع وقيامته. وما من عجب في ذلك: أليس من ولد في المغارة هو المصلوب على الصليب؟ أليس من أنشدوا له الملائكة هو القائم من بين اللأموات؟ أليس من ولد في بيت لحم،( ومعناه بيت الخبز)، هو خبز الحياة على مذابحنا؟ عجيب سرّ إلهنا، ما أجمله وما أروعه! إنه سرّ الحب! إنّه سر الجمال! سر التجسّد وسرّ الفداء! وما سرّ الفداء إلاَّ سر موت وقيامة يسوع
تقبل تحياتي ومحبتي وصلي لاجلنا جميعا
المرفقات
gfxzu3yg8.gif
(352.52 KiB) حُمِّل 224 مرةً
صورة
مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: الـطــفــل فـــي الــمــغـــارة

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

ميلاد مجيد ros2: mari: ros6: وعام سعيد
بارخمور أبونا ميقرو
شكراُ لك على هذه الكلمات الروحية الرائعة بهذه المناسبة
الغالية ميلاد رب المجد لننشد مع الملائكة أنشودة الحياة
ولنرفع صلاتنا معك لروح كل شهيد في سبيل المسيح
ولنطلب من طفل المغارة أن يحل عيد ميلاده على
كل المعمورة وخاصة شرقنا الحبيب بالخير والبركة والسلام
ويعم أمنه ومحبته على كل المعمورة
كل عام وأنت بألف خير
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأب ألياس عبدو“