قامشلى ايام زمان .وراس السنة.بقلم المهندس سمير شمعون

صورة العضو الرمزية
المهندس سمير شمعون
عضو مشارك
عضو مشارك
مشاركات: 70
اشترك في: الخميس أغسطس 19, 2010 5:36 am

قامشلى ايام زمان .وراس السنة.بقلم المهندس سمير شمعون

مشاركة غير مقروءة بواسطة المهندس سمير شمعون »

عندما كان يقترب الشهرالثانى عشر من كل عا م فى ستينيات القرن الماضى تكون الامطار قد اعمت عيوننا
من كثرة الهطول والابار المنزلية تكون قد امتلآ ت بالماء ،اذكرك يا امى وانت ترفعين الماء بالدلو من الجب (البئر)، وما اصبت بالرشح يوم ،وما اشتكيت يوم، وكنت اما عظيما كل يوم،و كم كنت سعيدة يا امى، وبذلك اثبتى لى بان السعادة نابعة من الداخل، ولا تصنع، لقد اسعد تينى ثلاثة واربعين عاما، كم كنت محظوظ بامومتك ، يا امى احب ان اسر لك ،بانك ما زلت سيدة احلامى الهاربة ، وفراشتى التى ابحث عنها ،كل ربيع ، بين الورود .. ولن امل البحث ( امى تمثل كل امهات مرحلة ستينيات القرن الماضى)
وابتدأ العد التنازلى، لعيد الميلاد ورأس السنة، و احتمال نزول الذي يحيل حياتنا، الى سكون وطمأنينة ،الذي ينسل كالحب الى قلوبنا، دون ان نعلم ،انه الطفل المدلل، انه الثلج .
انهم اروع ثلاثة اشياء كانت تشغل تفكيرنا فى طفولتنا فى اروع شهر بنظرنا الشهر الثاتى عشر من كل عام حيث كنا
فى هذا الشهر انا واولاد الحارة نصنع الجطول ( النقيفة باللهجة الشامية) او نشتريها من عند حنو المعاق وكان منزله فى حى الوسطى مقابل منزل استاذ مادة اللغة العربية المرحوم يعقوب عبو وكان سعر الجطل فرنكين ونص .
في كل شهر كان هناك لعبة نتسلى بها ففي هذا الشهر مع قدوم المطر والثلج كان صيد العصافيروالزرازير هو تسليتنا كنت اضع جطلى الذى كنت اصنعه بيدى فى رقبتى وأعتد به وكانه ميدالية تفوق ،كنت اخرج للصيد صباحا وبعد العودة من المدرسة مع اولاد الحارة جان قواص ( دكتور عظمية
مقيم بالسويد ) وعصام اسطنبولى ( مقيم بحلب ) وباقى اولاد الحارة وكنت انقى حجار صغيرة ومدورة اضعها فى جيبى ونبحث عن العصافير فى كل البيوت التى كانت بها الاشجار علما بانه فى كل بيت من بيوت القامشلى كانت هناك شجرة توتى وحديقة ورد وعريشة عنب على اقل تقد ير ونبدأ بصيد العصافير فى احد المرات كنت فى شارع شكرى القوتلى عند بيت هداية مقابل شركة انتر (حاليا مجمع الميرى لاند) ورأيت زرزور فوق انتيل تلفزيون بيت هداية ضربته بالجطل فاصبته من مسافة ثلا ثين متر طبعا لم احصل عليه لان المنزل كان مهجور.وكان الثلج رفيق هذا الشهر.
وثانى اروع شئ فى هذا الشهر هو فرحة قدوم العيد والعيد كان يعنى لنا ملابس جديدة ونقود وكان والدى ياخذنى لعند قنطار لشراء خفة وهذا السيناريو اكده لى( المهندس ملكون سيمو )
بانه كان يحدث معه حيث قال : باننى كنت انتظر العيد ورأس السنة منذ ثانى يوم رأس السنة ،
وا ما البنطال وكنزة الصوف كانت امى تحيكهم لى بيديها ابتداء من اول الشهر ومع كل شكة سيخ ( سنارة)كان البنطال يكبر وحلم ا لطفولة يكبروالفرحة تكبر، ويقترب العيد كلما كبر البنطال ،واسعدعيد كان عندى عندما اشترى لى اخى بيوس حذاء لميع لون سحرى وبنطلون وقميص زهرى وكنت اتباها بهم امام اصدقائى، وكنت اشعر با نهم يغارون شكرا اخى لطالما اسعد تني، وقبل العيد بيوم كنا نذهب انا واولاد الحارة لعند الرسامين وكانوا 1- اسكندر كارات 2- جونى الرسام 3- جان كارات 4- يعقوب ،لكى نعرف ما هى الافلام التى ستعرض فى السينما .
وعند منتصف الليل كانت عائلتنا تذهب للقداس فى كنيسة السريان كاثوليك وكنت انا والاستاذ هشام شمعون شمامسة
كنا نلبس ثياب خدمة القداس وكان معنا ايضا طونى هندو و لويس هندو وجان قواص وعصام اسطنبولى وغسان عمسو
وكان الاب ميشيل هندو يقدس قداس ليلة العيد وكا ن يشدوا بصوته الذى كلما اتذكره يعيدنى بلحظة وجلة لذلك الزمن
الذى ضاع منا ورحل،وكان الشمامسة الذين يديرون معه القداس والدى يعقوب شمعون وعمى عبى شمعون وموسى هندو وحنا هندو وكانت هذه المجموعة قد تخرجت من مدرسة الاستاذة نجمة فى ازخ فقد علمتهم كافة التراتيل والحان الكنسية الازخينية .
وكانت المجموعة ككل تملك اجمل الاصوات وعلى مستوى الشرق الاوسط وكان الكورس يتشكل من اختى سميرة وصونيا وابنة عمى فريدة عبى شمعون واديب حانا واليز هندو وحنا لبيب خورى ( وكان عازف على البيانو ويرتل)ومونو حانا وجولييت حانا ومارى حانا وجوزيف هندو الياس بازو وجولييت بازو وكابى هندو....الخ
وفى صباح يوم العيد كنا نذهب للمعايدة وكان عمى الخواجة عيسى شمعون يعطينا عيدانية ليرة ورق لا زلت اذكرها ورائحتها لازالت فى انفى و كم كانت محببة لنفسي وعند العاشرة صباحا كنت انهي المعايدات انا وهشام ويكون فى ا لنهاية قد اجتمع معى قرابة ستة ليرات سورية وكان وقتها غرام الذهب اربع ليرات انها ثروة بالنسبة لطفل
وكنت والاصدقاء نذ هب باتجاه السينما حيث كل رفاهية القامشلى وقوتها الاقتصادية كانت مختزلة فى تلك المساحة الصغيرة حيث كنا اول ما نصل نذهب لمطعم العقا د ونطلب كل واحد صحن فول من ابو خالد وكان سعره ربع ليرة وكنا نأكله بنهم ونخرج ونسمع صوت يصيح ( كللو ربحانة وسبعة خسرانة )فكنا نتجه لصاحب الصوت لنلعب معه لعبة القمار هذه وكنت ا ضع فرنك على ا لارقام من ثمانية حتى الاثنى عشر وكنت اربح فرنك والعب حتى اما اربح او اخسر خمسة فرنكات واترك اللعبة.
يكون وقت اول حفلة سينما قد اقترب ونشترى بزر مسلوق من عربانة بزر امام السينما لصاحبها صليبا توما وهو جد المطران الذى توفى صليبا توماوكان هناك شخص حلبى ايضا يبيع البزر ويدعى على مكى وكانت له جملة شهيرة يقولها (راح دور القراية ...واجا دور المشط والمراية ) . و نتدافع للدخول للسينما بسعر ستين قرش اي اثنا عشر فرنك وهو سعر بطاقة اللوج وفقط بالعيد كنا نقطع بطاقة اللوج . وفى احد الاعياد تسللت الى لوج سينما حدا د بدون دفع نقود عن طريق مدخل البناء السكنى الذى كان يقيم فيه صاحب السينما على فكرة صاحب السينما وهو السيد موريس حداد هو حمو زميلنا الدكتور انطوان ابرط عضو مجلس ادارة هذا الموقع (سما القامشلى ) .
وطبعا كنا ندخل الى كل الافلام ونعود للبيت ليلا وقناديل الفرح مضاءة فى قلوبنا لانه بعد خمسة ايام عيد رأس السنة
فى ثانى ايام العيد كنا نلعب الجلل( حرف الجيم باللهجة المصرية ، الدحل بللهجة الشامية)وكنت اربح النقود من اللعب فى الحارة وكنا نشترى كاتو وسبانيا (جوز الهند) فى الشارع بسعر ربع ليرة .
وكنا نشترى العاب نارية ونخبئها على ابائنالنستعملها ليلة راس السنة وكانت قليلة الانواع فكان هناك فتاش (مفرقعات) لون ازرق ولون احمر خمسة فتاشات بسعر فرنك وايضا الشرار وكانت هناك دجاجة تبيض وتطلق شرار هذه كانت الالعاب النارية فقط فى ذلك الزمن .
وفى اليوم الثالث كان اخى بيوس يشترى كورنيش كل الالوان من اجل الزينة و فوانيس وهذه كانت الزينة حيث كنا نقص الكورنيش بعرض خمسة سنتمتر ونلف كل لونين على بعض ونعلقه داخل المنزل من حائط لحائط وبينها فوانيس ونضع القطن على الحيطان وعند الظهر يوم سهرة رأس السنة يذهب والدى الى السوق ليشترى الفواكه والخضروات
والمشبك وكان قديما هناك الجوز غير المكسور والبطم وكان هناك ألة لتكسير البطم وحاليا البطم لم نعد نراه وعندما كان يحين الليل كنا نتنكر بأزياء بحيث لم نكن معروفين . وفى تلك الايام اغلب المنازل لم يكن لها ابواب تقفل .
وبعد ان نكون قد فرشنا الارض قماشة ونضع عليها المأكولات والمشروب ونجلس اخوتى واخواتى مجتمعين حول الاكل ونسمع صوت دربكة وعزف اوكورديون وجمبش فى الحوش وغناء انهم الكرمما ( مصطلح لفرقة متنكرة تعزف لك وتعطيها نقود واكل ويرحلون) وبعد ان يرحلو يأتوا مجموعة كرمما... ثانية... وثالثة وبعد منتصف الليل كانت تبدأالمعايدات وكان يجتمع عندنا اصدقاء اخى بيوس كل واحد مع اخته وعند الثانية ليلا نخرج للشارع ويكون طونى ابن حسنو كورو، وهومن فرقة ايزلا يعزف بالشارع وتجتمع كل الحارة ويعايد الكل بعضهم البعض ويبدأ الرقص واطلاق المفرقعات والرصاص .وبعد ذلك نتجول بالحارات وتشاهد كل شعب القامشلى بالشارع حتى الصباح ولا اتذكر بأنه حدثت مشاكل فى ليلة رأس السنة .
وفى صباح اليوم التالى كنا نستفيق اولاد الحارة باكرا من النوم ونبحث فى الشوارع عن الفتاش او نقود وكانت هذه آخر متعة فى شهر كانون الاول، واول يوم من كل عام.
احس احيا نا بانني نخلة عنيدة، الملم اوراق ماضي سجنته الذكريات ، لاذيب الصقيع عن لحظات حياتنا، واجرف الثلج عن طريق احزاننا ، ولكنني لا اعلم كيف هرب العمر منا بهذه ا لسرعة ،و لفحتى التى حاكتها يداك يا أمى ،لقد اهترئت، ولكنى لازلت البسها، كل رأس سنة ،كى لا اصاب ببرد، هذا ما كنت تقوليه لى كل رأس سنة ،لقد تلاشت ضحكات الطفولة ليلة العيد ،والورود ذبلت ،وأهرب من ليلة رأس السنة الكئيبة ،استجدى السعادة، من بقايا لفحتي، التى حاكتها يداك، فى ليلة رأس السنة.
صورة


المشرف المهندس سمير شمعون
مختار القامشلي
صورة العضو الرمزية
ابو كابي م
مشرف
مشرف
مشاركات: 2136
اشترك في: الثلاثاء يناير 26, 2010 10:00 pm

Re: قامشلى ايام زمان .وراس السنة.بقلم المهندس سمير شمعون

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابو كابي م »

than: than: than: than: than: than:
ابوكابي م
صورة العضو الرمزية
المهندس سمير شمعون
عضو مشارك
عضو مشارك
مشاركات: 70
اشترك في: الخميس أغسطس 19, 2010 5:36 am

Re: قامشلى ايام زمان .وراس السنة.بقلم المهندس سمير شمعون

مشاركة غير مقروءة بواسطة المهندس سمير شمعون »

اشكر مرورك
تحياتي
صورة


المشرف المهندس سمير شمعون
مختار القامشلي
صورة العضو الرمزية
ابو كابي م
مشرف
مشرف
مشاركات: 2136
اشترك في: الثلاثاء يناير 26, 2010 10:00 pm

Re: قامشلى ايام زمان .وراس السنة.بقلم المهندس سمير شمعون

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابو كابي م »

صورة
ابو كابي
ابوكابي م
صورة العضو الرمزية
المهندس سمير شمعون
عضو مشارك
عضو مشارك
مشاركات: 70
اشترك في: الخميس أغسطس 19, 2010 5:36 am

Re: قامشلى ايام زمان .وراس السنة.بقلم المهندس سمير شمعون

مشاركة غير مقروءة بواسطة المهندس سمير شمعون »

كل عام وأنتم بخير
القامشلي في أيامنا 2010 شكراً لمروركم الكريم
تم إضاءة شجرة الميلاد في مدينة القامشلي
صورة

صورة

صورة

صورة

صورة

صورة

2010/12/15
صورة


المشرف المهندس سمير شمعون
مختار القامشلي
أضف رد جديد

العودة إلى ”قامشلي أيام زمان“