قامشلي ايام زمان .والحب والديشجي.بقلم المهندس سمير شمعون

[المهندس سمير شمعون]

الألم عندما تعرف بان اناسا احببتهم ورسمت معهم صورة جميلة واخترت معهم الألوا ن والريشة
وحتى روح اللوحة ، قد غادروا ، رحلوا ،وتركوك تعيش،وحيدا مع ذكرى و لوحة،
تركوا لك جرحا يستيقظ معك عندما تستيقظ من النوم ويرتاح الالم عندما ترتاح فى الليل،
انه جرح العزيز الذى وضع الذكريات فى حقيبة سفر وهجر . وبعد رحيل العمر ،تسمع اصواتهم القادمة
مع امواج البحر، ووجوههم المرسومة بالغيوم ، يستجدون منك هدوء الروح وراحة البال ،
ويطلبون منك ان تعينهم من الحزن،و من الالم ،ومن الغربة،ومن غيرك يعين،
وتضع رأسك على صدرهم ،لتشيل همهم، فانت ابن القامشلى الطيبة ،
فتخرج منديلك من جيبك لتمسح الحزن من عيونهم،والالم من قلوبهم ، ولكن الغربة لا تستطيع ان تداويها ،
ومن غيري يشعر بالالم ، ويعرف معنى الالم ، فأنا من صار رفيقه الالم
لقد جلست فى المحطة انتظر قطاري ،ومرت القطارات اشكال والوان ،ولجميع المحطات ،
وناس تركب واخرى تنزل،وهذا مودع ،وذاك مستقبل ،ودوما الدموع هى الرابط بين المشهدين،
وانا قطاري ما وصل ،
واحسست بان يد الحزن تمتد نحوي ،الكل يعرف قطاره ومحطته ،ويعرف جزر الاحلام جزره ،
والوسادة التى سيضع رأسه عليها ليحلم حلمه،وغصن الزيتون الذى سيحمله
،اما انا فلاعرفت محتطى ولا قطارى ولا وسادتي ،ولاغصن زيتونى، فانا ضائع بين الهوى واللاهوى ،
وبين الامل واللا مل ،وبين الحقيقة والحلم .
وبعد رحيل العمر، اكتشفت باننى، كنت انتظر قطاري ، وانا جالس فى محطتي ،
فحملت حقائب حبي، وشوقي،وذكرياتى ،وعدت لذاك البيت الترابى العتيق ،
فوجدته اجمل بيت في العالم ،فيه ذكريات دالية العنب التي زرعها ابي،والتنور الذي اكل
ا جمل سنين عمر امي، وشجرة التوتي،وصندوق قديم ،حفظ تحته ذكريات، رسائل اول حب ، واكبر حب ،
واعظم حب، واخر حب ،وما الحب الا للحبيب الاول ، وبيت تفوح من حديقته رائحة ازهار الاخلاص وا لطيبة
والبساطة ،فيه وجدت محطتي ،وقطاري،وجزر احلامي،ووسادتي ،وغصن زيتوني،
وعلى بعد نصف كيلو متر من بيتي غربا ،تنام فراشتي(والدتي ) ، وشجرة الزيتون (والدي).
ولكن الالم والحزن اعلاه ليسا بشئ ،ولا يقارنان بوجع الاسنان، ففي عام 1989 صيفا
وكنت دورة استثنائية للتخرج
من كلية الهندسة ،وألم بي وجع اسنان ،(الله لا يفرجيولحدا ) ومدة اسبوع وانا اخذ المسكنات ،
وكل شئ سكن الا وجع سنى ،علما بانه كانت هناك عيادة طبيب اسنا ن في الشقة المقابلة لشقتي
، وانا اخاف من الابرة ،فلم اذهب لعيادة الدكتور ، وتأخر تخرجي ،ستة اشهر .
ونعود الان لبدايات نشوء القامشلى عندما قدم الناس من تركيا العثمانية الى القامشلى ،
كثيرين منهم كانوا اصحاب حرف جلبوها معهم من المناطق التى قدموا منها
وكانت حرفة الديشجى ( طبيب الاسنا ن) من الحرف التى اغدقت على اصحابها المال
واعتطهم مكانة اجتماعية مرموقة فكان الديشجي يدعى الدكتور وطبعا بدون شهادة .
وكانت عدة العمل عند الديشجي تتالف من كرسي مثل كرسي الحلاقين
يرفع بالضغط الهيدروليكي وذلك بضغط القدم على عتلة موجودة اسفل الكرسي عدة مرات
حتى يتم رفع المريض الى الارتفاع المناسب , وكان يتم حفر السن بالسنبلة
وحيث ان عملية تدوير السنبل كان يتم عن طريق دولاب يتم تدويره بالرجل وهذا الدولاب
يكون مربوط بدواسة مثل دواسة البسكليت مما يعطى للسنبلة المربوطة الى القبضة
سرعة كبيرة جدا تعاد ل السرعة الموجودة بالاجهزة الحديثة لدى اطباء الاسنان الحاليين ،
وفى ذالك الوقت، كان الناس يلبسون اسنانهم بالذهب تفاخرا ، وحيث كان الذهب يتم تذويبه
بقصعة وترفع درجة حرارة القصعة بنار اسفلها وينفخ بالناربالمنفاخ بالرجل مثل طريقة الحدادين اليدوية
حتى تصل درجة حرارة القصعة لنقطة تذويب الذهب .
وكان هناك اثنين فقط معهم شهاد ة تعتبر فى ذلك الوقت رسمية وقد جلبوها معهم من تركيا
والد الديشجى فهمي شماس
ويدعى بولص شماس ، وكريكور سركيسيان ، وكانوا يحصلون على شهادة الطب بعد ان يكونوا قد عملوا
لدى طبيب(ديشجى) اسنا ن ويعطيهم شهادة خبرة و تصدق من الجهة الرسمية في تركيا .
ونذكر الان اسماء الديشجية التي استطعت الحصول عليها ويرجى اضافى الكنية اوالاسماء
التى لم احصل عليها ولكن ليس بعد عام 1950 وهم :
1- الديشجي كريكور سركيسيان مواليد اورفة عام 1905 توفى فى القامشلى عام
1977و قد افتتح عيادته فى القامشلى عام 1935 وكانت تقع في الكرسي المقابل لعرصة الزيتون
ووالتى يبيعون فيها مامونية وكيمر جواميس ،وهي حاليا دهانات عائلة وزو،
2- الديشجى خورين طاشيجيان ابن مارديروس من مواليد اور فة عام 1915 وتوفي
بالقامشلى عام 1981وهو المعروف بالديشجى خورين وهو كان يعمل مع وفى عيادة الدكتور الديشجي كريكور
وقد جمعتهما الصداقة والاخوة حتى توفيا وكان الناس فى القامشلى تعتقد بانهما اخوة ،
وكان خورين من افضل الديشجية على الاطلاق الذين مروا على تاريخ القامشلى ومن تلا ميذه
الديشجي ديكران مانوكيان وهو لا زال يعمل بالقامشلى وهو عديلى ،وهو حاليا افضل الديشجية ،
كما كان معلمه خورين.
3- الديشجي كربيت وكان يعمل فى منزله الكائن على شارع الوحدة فى القرنة بعد
طاحونة مانوك ،وقد بدأالعمل عام 1940
4- الديشجى ارام وكان يعمل عام 1945 وفتح اول ورشة ،فى منزله الكائن ،
حي البشيرية عند مدخل الجسر الصغير اول دخلة على اليسار وانت قادم من حى الوسطى،
اخر منزل على اليمين ،ولاحقا فتح عيادة مع الدكتور كنعان جلما على شارع الوحدة
5- الديشجي فهمى شماس وجاء للقامشلى عام 1945 وهو من مواليد 1925 مدياد
وافتتح عيادته مقابل فندق امية ،في مربع مقهى كربيس ،بالقرنة من طرف الشمال ،
وكان قد جلب معه ،عدة والده من تركيا ،وكان قد اشتراها والده عام 1925.
وقد اخبرني ابنه المهندس سهيل شماس بانه يوجد فى فمه حشوة اسنان صار لها
خمسة واربعين عاما من صنع والده. وقد رأيت سن تركيب فى فمه من عمل والده منذ العام 1966
ولا زال موجود بفمه ، واخبرنى ايضا بانه كان يأتى من كافة الدول (الاردن –العراق – اميركا )
لعنده لكي يصنع لهم طقم اسنان .
6- الديشجى كريم والد دكتور الاسنان فيليب الذي يقيم حاليا فى احد دول المهجر
( اتوقع اميركا) وكان والده ويدعى عيسى يعمل ديشجى بالمالكية منذ عام 1936
وقد حضروا للقامشلي من المالكية عام 1960 ،وكان الديشجي كريم ابن عيسى ،يعمل بالمنزل
،وانتقل الى عيادة ابنه الدكتور فيليب ( وانا التقيت به عندما كان الدكتور انطانيوس ملكي ابن حماى
يعمل مكان ابنه فى العيادة ) وكانت عيادته تقع فوق مقهى النجمة.
7- الديشجى يوسف وكان يعمل بمنزله الكائن خلف البريد وهو لا زال على قيد الحياة
فى السويد .
8- الديشجى ديكران مانوكيان وهو تلميذ الديشجى الاسطورة خورين ولا زال يعمل
فى عيادة الدكور فاضل مورو فى حى الوسطى شارع الجزيرة ،وهو خير خلف لخير سلف ،
وهو افضل الديشجية حاليا على الاطلاق
والان تصبحون على خير وكل فالنتاين وانتم والعلم كله بالف خير ،ومع تمنياتي بان لا يجع لكم سن

القامشلى -الاحد- الاثنين الساعة الثانية صباحا تاريخ 14-2-2010،عيد الفالنتاين
والمقالة مهداة الى ( س)بالمانيا الاول من اليمين الديشجي كريكوس سركيسيان والثالث الديشجي خورين طاشيجيانurl=http://www.0zz0.com][/url]

[ابو كابي م]

[ابن السريان]

لا شكر على واجب
بل الشكر وكل الشكر لأخونا سمير شمعون الغالي
على نشر هذه المذكرات الرائعة
دمتم

[ابو كابي م]

[بنت السريان]

يحفظك الرب يا سمير على هذه الذاكرة القوية
أتخيلك وانت تسردها اوتكتبها لاترجم تعابير وجهك
بنت السريان