قامشلى ايام زمان..وذكريات لحمة القلية.بقلم المهندس سميرشمعون

[ابن السريان]

قامشلى ايام زمان..وذكريات لحمة القلية.بقلم المهندس سميرشمعون

مشاركة مرسل بواسطة المهندس سمير شمعون » اليوم 2010 1:17 am
ايام زمان كنت فى مدرسة الوحد ة الخاصة للسريان كاثوليك وبعد ان تم تاميمها انتقلت لمدرسة غزالة الحروريةوكانت الصورة البيانية لاول يوم دوام فى المدرسة هى قيام رياح قوية وقدوم الغيوم وهطول المطرمعلن قدوم الخريف
كم كان ذلك اليوم مكروه فى نظرى.ولم اكن اعلم بانه سياتى يوم على القامشلى نحتفل لنزول المطر كانه حصل حدث غريب او ضيف عزيز مر ورحل.ونحن على الدوام وحتى عام 1974كنا نربى بقرة فى منزلناالترابى الهنئ
الملئ طمأنينة ومحبة . وكانت البقرة تلد كل عام عجل وكنت انتظر قدومه وكأنه فرد من العائلة اعتقد ا ن سبب ذ لك هو رغبتى بان يكون لدى شقيق اصغر منى فانا اخر العنقود . وكنا نعيش اسبوع احتفالى كل يوم انام
على امل ان استفيق فى الغد على حدوث الولادة وقدوم العجل .و كان ابى وامى يصحياننى من النوم فى الليل لكى يزفوا لى نبأ ولادة البقرة وكانوا يجاوبوا على اسئلتى ( ذكر ام انثى -ماهوا لونه- هل وجهه مبرقشة )
عشرات الاسئلة ولا يشفى غليللى سوى رؤية العجل صباحا .اجلس مع العجل واتكلم معه وكان صديق طفولتى ابراهيم مطلوب ساكن فى منزلنا اول من ادعوه لرؤية العجل الوليد وبعد ذلك ادعوا اصدقاء الحارة لرؤية الوافد العزيز
وكان يصبح صديق ,اولاد حارتى .وكان العجل يكبر باليوم والشهر وبعد فترة كان يتعلم على رؤيتى و كان يقوم باغماض عينيه عند رؤتى علامة الاطمئنان و يضرب ذنبه يمين ويسار و عند الربيع يكون العجل قد كبر وااصبح شرسا
وكنا انا ووالدى نصحبه صباحا وعصرا الى المراعى وكانت المراعى تبدأمن عند منتزه كبرئيل فى الشارع السياحى الحالى وحتى اقبور الكاثوليك وباتجاه الكورنيش والمطار هذه المناطق كلها كل مزروعة حنطة ,وعند قدوم الخريف اي مثل هذه الايام
مثل هذه الايام يكون العجل قد سمن . وكان ابن عم والدى تاجر بقر وكنا ندعوه العم سليمان ( سليمان ملكى )ومنزلهم قرب منزل بيت هداية ياتى الى منزلنا صباحا ودون ان يخبرنى والدى بانهم سيذبحون العجل كى يكون قوت السنة
.وبعد ان يتم ذبحه وبكائى عليه بعد معرفتى بذلك .يتم كبسه بالسد (السد هو مثل الجرة ولكن بشكل اسمك )وكانت شقف اللحم توضع داخل السد ويوضع عليها الماء المالح بمعيار كانت والدتى تكيل معيار الملح و تطبخ منها طوال العا م .
والقسم الاخر يصنع منه قلية (وما اطيب القلية بالبرغل) وتفرز منها امى الكزكات (وما اطيب الكزكات مقلية مع البيض ). وتوضع ضمن قطرميز والقلية بقطرميز اكبر .وكانت السودا والقلب والطحال تشوى على الفحم لكى تؤكل ضهرا 0
فى احدى السنين ولدت البقرة عجل جميل جدا وقد احببته كثيرا واسميته (ماغى )وعندما جاء العم سليمان لذبحه كان على سطحنا مندرونة (تستعمل لرص السطح لكى لا يدلف مطر)
فاسقطها من السطح علي العم سليمان كى لا يذبح العجل فسقطت بعيد عنه فقال باللهجة الازخينية ( مال ميرات ابنك كا تيقتلنى شلا ازبح العجل اشقد كى حبو ) 0
وعلى ذكر القلية فقد اشتهيتها ساذهب اليوم صباحا الى السوق واشترى كيلوين لحمة مع نصف كيلو دهنة خاروف وساعمل منها قلية ولكن الزمن لا يرجع لايام القلية التى كانت امى تصنعها واخى بيوس ياكلها 0وتصبحون على صحن قلية

[بنت السريان]

يا محلى الذكريات الجميلة التي تطفو على سطح الذاكرة
الف هناء وشفاء يا ابن الخالة ومحل مايسري يمري
بالعافية اكلة القلية عزيزي
بس إحذر الدهون

بنت الخالة بنت السريان