الاثنين 22 تشرين الثاني 2010
برزت التوابل وأهميتها في التاريخ الإنساني منذ الأزل، حيث كانت تعتبر من أهم المواد في تجارة العصور القديمة, و البهارات أو البهار أو التوابل (Spices)، هي عبارة عن مادة أو مجموعة مواد تضاف عادة إلى الطعام بكميات قليلة وتستعمل لإعطاء النكهة للأطعمة المختلفة، وتصنع من كافة أجزاء النباتات كالبذور والثمرات والأوراق واللحاء والجذور، وهي غالباً عبارة عن الفواكه المجففة أو المواد النباتية المستخدمة في الطعام بكميات ضئيلة بغرض النكهة , كما يمكن استعمالها في حفظِ الغذاء، و في الطب، و في بعض الطقوس الدينية، وفي مستحضرات التجميل، وفي العطارة أو كمجرد خضار. ويجب تمييزها عن بعض الأعشاب التي تستعمل أيضا لإضفاء نكهة على الطعام كالريحان مثلا، وهنا تجب الإشارة إلى أن الملح ليس من البهارات حيث انه لا يستخلص من أية مادة نباتية بل هو مادة معدنية.
ويؤكد أختصاصيو التغذية أن بعض التوابل تستحق أن تنقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل لما لها من فوائد طبية وصحية بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات وتقاوم التسمم الغذائي وتفيد في علاج الأمراض. فتناول الزنجبيل مثلاً مفيد في علاج احتقان الحلق وتنشيط الدورة الدموية، أما القرفة فتعد أيضا فاتحة للشهية ومنشطة للجهاز الهضمي، وتفيد الكراوية في علاج التهابات المعدة واضطرابات القولون، كما أنها مهضمة وتعطى للأطفال الذين يعانون من تقلص بالأمعاء، أما اليانسون فيفيد في علاج النزلات الشعبية، كما يعد مهدئاً للجهاز العصبي.
ويقول الاختصاصيون: إن كوباً واحداً من مغلي البابونج يعتبر صيدلية كاملة، فإذا غسل به شعر الرأس أكسبه لمعانا، وإذا غسل به الوجه أزال الدهنيات العالقة به والتجاعيد أو إذا استعمل كغسيل للعيون، أو كمضمضة يقوي اللثة ويمنع التهابات الحلق، كما أن شربه مهضم ومهدئ.
أما الشمر فهو نافع للقولون ومدر للبول ويعد وصفة جيدة للقولون العصبي الذي لا يزال يحتار في علاجه على مستوى العالم ويعاني منه الكثيرون، كما أنه ينشط الكبد ويعالج الصداع، والزعتر المشهور في بلاد الشام ويرتبط استخدامه بزيت الزيتون, فدائما ما يكونان معا جبهة قوية لمقاومة الأمراض، فالزعتر يحتوي على مواد قاتلة للميكروبات تحمي الجسم من أمراض الجهاز الهضمي.
ويعد حصى البان والمرمرية من التوابل المعروفة في المنطقة العربية وقد عرفها المصريون القدماء، ويستخدم حصى البان كمنشط للجهاز الهضمي ومانع للتقلصات وهاضم للمواد الدهنية فيما تغلى المرمرية لتهدئة تقلصات المعدة.
أما الشطة فهي من أهم التوابل الفاتحة للشهية وتستخدم إما طازجة وإما مطحونة كما تستخدم في الصناعات الغذائية مثل التخليل وحفظ الأغذية واللحوم ومكسبات الطعم والرائحة، وهي مصدر لفيتامين «أ» و «ج» كما تستخدم في الطب الشعبي، وهي تقوي الدورة الدموية وتنشط القلب بشرط عدم الإفراط في تناولها، لأن لها بعض الأعراض الجانبية مثل البواسير كما يجب منعها في حالات الإصابة بقرحة المعدة.
ويعتبر الفلفل الأسود ملك البهارات على اختلاف أنواعها وأشكالها، وباستطاعته القضاء على عدد كبير من الميكروبات وهو مسيل للعاب وفاتح للشهية واستخدمه البعض كعلاج للسعال والربو.
ويعمل النعناع على تخفيف تشنجات الأمعاء ويزيد إفراز العصارة الهاضمة في المعدة، ويساعد «الحبهان» ذو الرائحة العطرة الذكية على الهضم ويمنع الغثيان والقيء عندما يضاف إلى الشاي والقهوة.